لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ | فكما لعنبر الهندي ما أنا واطئُ |
وإنِّيَ في رَيّاكَ واجِدُ رِيحِهِمْ | فَرَوْحُ الهوى بين الجوانحِ ناشىء ُ |
ولِي في السُّرَى من نارِهِمْ وَمَنَارِهِمْ | هداة حداة والنجوم طوافئُ |
لذلك ما حَنَّتْ رِكابِي وَحَمْحَمَتْ | عِرَابي وأَوْحَى سَيْرُها المتباطىء ُ |
فهل هاجَها ما هاجَني؟ أو لعلَّها | إلى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجىء ُ |
رويدا فذا وادي لبيني وإنه | لَوِرْدُ لُبَانَاتي وإنِّي لَظَامِىء |
و يا حبذامن آل لبنى مواطن | ويا حبذا من أرض لبنى مواطئُ |
ميادينُ تَهْيامِي وَمَسْرَحُ ناظِري | فللشوق غايات به ومبادئُ |
ولا تحسبوا غيداًحمتها مقاصرُ | فتلك قلوب ضمنتها جآجئُ |
وفي الكلة الزرقاء مكلوء عزة | تَحِفُّ به زُرْقُ العوالي الكَوَالىء ُ |
محا ملة السلوان مبعث حسنه | فكلٌّ إلى دِين الصَّبابة ِ صابِىء ُ |
تَمَنَّى مَدَى قُرْطَيْهِ عُفْرٌ توالِعٌ | وَتَهْوَى ضِيا عَيْنَيْهِ عِيْنٌ جوازىء ُ |
وفي ملعب الصدغين أبيض ناصع | تخَلَّلَهُ للحُسْنِ أحمرُ قانىء ُ |
أفاتكة َ الألحاظ، ناسكة َ الهوى ، | ورعت , ولكن عينك خاطئً |
وآل الهوى جرحى ولكن دماؤهم | دُمُوعٌ هوامٍ والجُرُوحُ مآقِىء |
فكيف أرفي كلم طرفك في الحشا | وليس لتمزيق المهند رافئُ ؟ |
ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى | وما كلُّ ذي سُقْمٍ من السُّقْم بارىء ُ؟ |
وما ليَ لا أسمو مُراداً وهمّة ً | وقد كَرُمَتْ نَفْسٌ وطابتْ ضآضىء ؟ |
وما أخَّرَتْني عن تَنَاهٍ مبادىء ُ | ولا قصرت بي عن تباهٍ مناشئُ |
ولكنَّه الدهرُ المُناقَضُ فِعْلُهُ | فذو الفضل منحط وذو النقص نامئُ |
كأنَّ زماني إذ رآني جُذَيْلَهُ | قلاني فَلِي منه عَدُوٌّ مُمالِىء |
فداريْتُ إعتاباً ودارأتُ عاتباً | ولم يغنني أني مدارٍ مدارئُ |
فألقيْتُ أعباءَ الزمانِ وأهلَهُ | فما أنا إلا بالحقائق عابئُ |
ولازمْتُ سَمْتَ الصَّمْتِ لا عن فدامة ٍ | فلي منطقُ للسمع والقلب مالئُ |
ولولا عُلَى المَلْكِ کبنِ مَعْنٍ محمَّدٍ | لما برحت أصدافهن اللآلئُ |
لآلىء ُ إلاَّ أنَّ فِكْرِيَ غائصٌ | وعِلْمِيَ دأماءٌ وَنُطْقِيَ شاطىء ُ |
تجاوزَ حَدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى | وأَعْشَى الحِجَى لألاؤه المتلالىء ُ |
فَتَتْبَعُهُ الأنصارُ وهي خواسِرٌ | وتنقلبُ الأبصارُ وهي خواسىء ُ |
ولولاه كانت كالنسيء, وخاطري | لها كفقيم ٍ للمحرم ناسئُ |
هو الحُبُّ لم أُخْرِجْهُ إلاَّ لمجدِهِ | ومثلي لأعلاق النّفاسة خابئُ |
كأنَّ عُلاَهُ دولة ٌ أُمَويَّة ٌ | وما نابَ من خَطْبٍ عُمَيْرٌ وضابىء ُ |
وإن يمسس العاصين قرحك آنفاً | فأيدي الوغى عّما قليلٍ توالئُ |
عسوا فعصوا مستنصرين بخاذل | وأخذل أخذ الحين مامنه لاجئُ |
وشهب القنا كالنّقب والنّقع ساطع | هِناءً، وأيدي المُقرَباتِ هوانِىء ُ |
يُعَوِّدُ تَخضيبَ النُّصُولِ وإنْ رَأَى | نصول خضابٍ فالدماء برايئُ |