أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
أربرب بالكثيب الفرد أم نشأ؟ | ومعصر في اللثام الورد أم رشأ؟ |
وباعِثُ الوَجْدِ سِحْرٌ منكِ أم حَوَرٌ؟ | وقاتِلُ الصَّبِّ عَمْدٌ منكِ أم خَطَأُ؟ |
وقد هوت بهوى نفسي مها سباء | فهل درت مضر من تيمت سبأ ؟ |
كأنَّ قلبِي سليمانُ، وهُدْهُدُه | لَحْظِي، وَبِلْقِيسُ لُبْنَى ، والهَوَى النَّبَأُ |
فأعجب لهم وتروا نفسي وما شعروا | ولا دَرَوْا مَنْ بِعَيْنَيْ رِيمِهِمْ وَجأُوْا |
إذا تجلى إلى أبصارهم صعقوا | وإنْ تَغَلْغَلَ في أفكارِهِمْ هَمَأُوْا |
لو أَغْلَظَ المَلْكُ أمْراً فيهِمُ کئتَمروا | لو کقتضى الجيشُ رَدّاً منهُمُ رَدَأوْا |
وكلُّ ما شَاءَ مِنْ حُكْمٍ وَمُحْتَكَمٍ | يمضي على ما أحبوا منه أو ندأوا |
أغَرُّ في مجده الأعلى وغُرَّتِهِ | للب منحسن واللحظ منخسأُ |
وفي سناه ومسناه ونائله | للشهب والسحب مستحيا ومنضأُ |
جلالة لسليمان وملتمح | ليوسفٍ يومَ للنِّسْوانِ مُتَّكَأُ |
وللملوكِ کختفاءٌ أنْ تُشابِهَهُ | وليس تشتبه العيدان والحفأُ |
والكل معترف بالسابقات له | ومن زكا فله بالحق منزكأُ |
مملك هو من سمت الهدى ملك | وواحدٌ هو في شَيْد العُلى مَلأُ |
يقل أن يطأ العيوق أخمصه | وكلُّ مَلْكٍ على أعقابِهِ يَطَأُ |
حَوَى المحاسنَ في قولٍ وفي عَمَلٍ | فمثل مهنئه الأملاك ما هنأوا |
ولِلثُّغُورِ بذكرى عَدْلِهِ وَلَعٌ | وللقلوب لمثوى حبه لطأُ |
والمالكون سِواهُ مِثْلُ عَصْرِهِمُ | فكلما دنأت أحداثه دنأوا |
والعَدْلُ أَلْزَمُ ما تُعْنَى الملوكُ به | فَلْيُزْجَرُوا عن سَبيلِ الحَيْفِ وَلْيَزَأُوا |
وكيف يلقى قناة الدهر قائمة | وَفَوْقَنَا لِقِسِيِّ الشُّهْبِ مُنْحَنَأُ؟ |
وما الزَّمانُ عَلى حالٍ بُمُعْتَدَلٍ | كأنما في شخصه دنأوا |
فالدهرُ ظَلْماءُ والمعصومُ نورُ هُدى ً | يُضِيءُ والشمسُ في أنوارها تَضَأُ |
فَخَلِّ ما قيل عَن كَعْبٍ وَعَن هَرِمٍ | فللأقاويل منهار ومنهرأُ |
وتلك أنباء غيب لا يقين لها | وقلَّما في التَّنائي يَصْدُق النَّبَأُ |
وما اختبارٌ كأخبارٍ وما مَلِكٌ | إلا ابن معن وذر قوما وما ذرأوا |
تُغْني أياديه ما تُغْني صوارِمُهُ | وَلِلْغَنَاءِ هو الإقلالُ والفَنَأُ |
سِيّانِ منه فُتُوحٌ في العِدَى طرأتْ | وَمُعْتَفُون على إنعامه طرأوا |
فكم أناس أقاص عنده نبهوا | كأنهم قربة في حجره نشأوا |
وكيف تُحصَى عَوَافي مَرْتَعٍ مَرِعٍ | للهائمينَ به مَرْوًى وَمُحْتَصَأُ؟ |
وَمَنْ نَبَا وَطَنٌ مِنه كَمثلِهِمُ | مضى به منتأى عنه ومنتبأُ |
وللظُّبَى والطُّلَى لَثْمٌ وَمُعْتَنَقٌ | وللقنا والكلى ضم ومرتشأُ |
وحيثُ ما أَزْمَعَتْ عُلْيَاكَ وکعْتَزَمَتْ | حدا جحافلك التأييد والحدأُ |
فلا تضع مربأ للجيش تنهده | فالنصر مرتبىء والسعد مرتبأُ |
تَحِيدُ عن أُفْقِكَ الأملاكُ مُجْفِلَة ً | ولا تحوم حيث اللقوة الحداُ |
فَوَيْحَهُمْ يومَ للأعلامِ مُلْتَطَمٌ | عليهِمُ وبِهِمْ للجُرْدِ مُلْتَطَأُ |
وويلهم إن شآبيب القنا همأت | وحاقَ باللاَّمِ والأجسام مُنْهَمَأُ |
والحَيْنُ يظهر في وادي سوالِفِهِمْ | كما به في ثغور البيض منكمأُ |
وقد بدا من عرانين الظبى شمم | وفي أنوفِهِمُ الإرغامُ والفَطَأ |
وللقنا منهوى فيهم ومنسرب | وللظبى منبرى فيهم ومنبرأُ |
كأن سمرك والأقبال يعطفها | بنان قوم إليهم بالردى ومأُ |
وقد غَدُوا قُضُباً بالهامِ مُثْمِرَة ً | ومجتنيها من الصمصام مجتنأُ |
وصالَ مُطَّعِنٌ فيهم وَمُمْتَصِعٌ | فسال منهزم منهم ومنهزأُ |
وقال حَوْضُهُمْ، والسَّيْلُ يَغْمُرُهُ، | قطني فقد هدم الأرجاء ممتلأُ |
هناك يبغون لو يلقونه لجأ | وما لِخَلْقٍ عن المقدورِ مُلْتَجَأُ |
وكم لبأسك فيهم من مصال وغى | لليث من سمعه روع ومجتنبأُ |
وكان في ذالهم ود ومتعظ | لوْ صَحَّ من مِثْلِهِمْ وَعْظٌ ومُتَّدَأ |
هاجُوْا ظُباكَ التي بالسِّلْمِ قد هَجِئَتْ | فَسَوْفَ يَسْكُنُ منها الظِّمْءُ والهَجَأُ |
راعَيْتَ تَقْوَاكَ حتى في جَزَائِهمُ | وما رَعَوْا ما تُراعيه ولا كَلأُوا |
والآن قد آن من شهب الصفاح لهم | درء ومن صافنات الخيل مندرأُ |
تهوي لقلب أعاديه مكائده | كأنه قتر للأسد أو برأُ |
مُذَهَّبُ الشمسِ ما في نُورِها كَلَفٌ | وراية الشهب ما في سيرها خطأُ |
وهمة فوق ما ظن الغواة به | والقوم آمنة إن أمكن الغوأُ |
وبالمعاقل لِلأَمْلاَكِ مُقْتَنَعٌ | وما له بِسِوَى الأفْلاكِ مُجْتَرَأُ |
ولو يروم نزال الطود يبلغه | أو يَنْزِلُوا من صَياصْيه كما زَنَأُوا |
وَبرْدُ أيامِهِمْ مَرْفُوُّ سِلْمِهِمُ | والحرْبُ تَخْرِقُ منهُمْ كلَّما رَفَأُوا |
مَلْكٌ له العِزُّ من ذاتٍ ومن سَلَفٍ | فحسب كل الملوك الهون والجزأُ |
نَمَتْهُ بَدْراً نجومُ السَّرْوِ من يَمَنٍ | وما كمثل النجوم النقع والحبأُ |
تَكَسَّبَا عَصْرُهُ فَخْراً وَعُنْصُرُهُ | فقد عَلاَ الفَلَكَ الأعلى به سَبَأُ |
إذا صمادحه أبدى وعامره | فَلِلْمُبِيرِينَ مُسْتَخْفى ً وَمُنْضَنَأُ |
مِنَ الأُلَى مَلَكُوا الدنيا وما بَرِحُوا | يَبْنُونَ أَسْمِيَة َ العُلْيا وما فَتَأُوا |
فالحُسْنُ في سِيَرٍ منهم وفي صُوَرٍ | إنْ مُوجِدوا مَجَدُوا أو رُوضِئُوا رَضَأوا |
وأبدعوا في صنيع الجُود وکبتدعوا | فكلما سئلوا من معوز سلأوا |
لولاهم ما يصوب المزن مستهما | متى سيبا من وبله متأوا |
وَبَيْتُ وَفْرِهِمُ إيمانُ وَفْدِهِمُ | فهم مياسير من حمد الورى تكأُ |
أقمار ملتئم آساد ملتحم | يروعنا مجتلى منهم ومختلأُ |
وما صوارِمُهُمْ إبَلاً وقد سَرَحُوا | وليس إفْرِنْدُها عُرَى وقد هَنَأُوا |
ولا عوامِلُهُمْ غِيداً وقد وَمَقُوا | ولا أَسِنَّتُها شَيْباً وقد حَنَأوا |
وَمِنْ مُناهُمْ مناياهُمْ إذا حَمَلُوا | وليس بالجالِهِ الهَيّابَة ِ الخُبأ |
إنْ قَوَّضوا خِلْتَ أنَّ الهُوجَ ما رَكِبُوا | أو خيموا خلت أن الشهب ما خبأوا |
لا يَعْبَأَوْنَ بمَكْرٍ في مُقاوِمِهِمْ | وليس للأسد بالسيدان معتبأُ |
إذا خَطُوْا وَتَرُوا في الأرْض شانِئَهُمْ | وللخطوب بها مسرى ومنسرأُ |
فإن رميت بهم أقصى الندى بلغوا | وإن منيت بهم شوس العدى نكأوا |
والخلق من ملكات الظلم في ظلم | وقد مَضَتْ هِنأٌ مِنْ بَعْدِها هِنَأُ |
وَمُخْلِبٍ منه للأهواءِ مُخْتَلِبٌ | وَمُرْتَمٍ فيه للعَلْياءِ مُرْتَمَأُ |
إذا جلا النصر من خرصانه وضح | علا الغزالة من قسطاله صدأُ |
مِنْ كُلِّ أَحْوَسَ نَثْرُ النَثْرِ دَيْدَنُهُ | إذا يَرَى لُدْنَهُ مُسْتَلْئِماً يَرَأُ |
يجيءُ كالهَصرِ الفَضْفاضِ مقتتلاً | أَصَمُّ كالأرقم النَضْناضِ إذْ يَجَأُ |
وللمَنُونِ بِيُمْنَاهُ عُيُونٌ دِمَا | في جدول يتحامى ورده الظمأُ |
فراح نحو دَمِ الأبطال تَحْسِبُهُ | راحا لها بالقنا العسال مستبأُ |
في مَوْقِفٍ للمَنَايَا فيه مُرْتَكَضٌ | على الجِيادِ، وللأجنادِ مُنْهَدأ |
وتلك عَنْقَاؤنا وافَتْكَ مُغْرِبَة ً | بحسنها فأستوى العقبان والجدأُ |
بدع من النظم موشي الحلى عجب | تُنْسي الفحولَ وما حاكوا وما حَكَأَوا |
وكل مخترع للنفس مبتدع | فمنه للرُّوحِ رَوْحٌ والحِجَى حَجَأُ |
أنشأتها للعقول الزهر مصبية | كأنّها للنُّفوسِ الخُرَّدُ النَشَأُ |
لم يأتِ قبلي ولن يأتيْ بها بَشَرٌ | وحق عنها أن يخبأوا عنها كما خبأوا |
قبضت منها ليوث النظم مجترئا | وغير بدع من الضرغام مجترأُ |
وفي القريض كما في الغيل مأسدة | والقومُ حَوْزٌ بمرعى البَهْمِ قد جَزَأُوا |
وجمع بعض قوافيها يؤودهم | ولو منوا بمبانيها إذا ودأوا |
أشجى مسامعهم تيها بما سمعوا | ولا تَقَرُّ لهمْ عَيْنٌ إذا قَرأوا |