أقولُ ونِضْوِي واقِفٌ عِنْدَ رَمْسِها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقولُ ونِضْوِي واقِفٌ عِنْدَ رَمْسِها | عَلَيكِ سَلامُ الله والعينُ تسفَحُ |
فهذا فراقُ الحقِّ لا أن تزيرني | بِلاَدَكِ فَتْلاءُ الذِّرَاعَيْنِ صَيْدحُ |
وَقَدْ كُنْتُ أَبكي مِنْ فِرَاقِكِ حَيَّة ً | وأنتِ لعمري اليومَ أنأى وأنزحُ |
فَيَا عَزَّ أَنْتِ البَدْرُ قد حَالَ دُونَهُ | رجيعُ ترابٍ والصّفيحُ المُضرَّحُ |
فَهَلاّ فَدَاكِ الموتَ مَنْ أَنْتِ زيْنُهُ | وَمَنْ هُوَ أَسْوَا مِنْكِ دَلاًّ وأقبحُ |
على أمِّ بكرٍ رحمة ٌ وتحيّة ٌ | لها منكِ والنّائي يودُّ وينصحُ |
سراجُ الدّجى صفر الحشا منتهى المُنى | كشمس الضُّحى نوّامة ٌ حينَ تُصبحُ |
إذا ما مشت بين البيوتِ تخزَّلتْ | ومالتْ كما مالَ النَّزيفُ المرنَّحُ |
تعلَّقْتُ عزّاً وهْيَ رُؤدٌ شَبَابُها | عَلاَقَة َ حُبٍّ كَادَ بالقلبِ يَرْجحُ |
منعَّمة ٌ لو يدرجُ الذرُّ بينها | وبين حواشي بُردِها كادَ يجرحُ |
وما نظرت عيني إلى ذي بشاشة ٍ | من النّاسِ إلاّ وهيَ في العينِ أملحُ |
ألا لا أرى بَعْدَ ابنَة ِ النَّضْرِ لذَّة ً | لِشَيءٍ ولا مِلْحاً لمَنْ يَتَمَلَّحُ |
فإنَّ التي أحببتُ قد حالَ دونها | طوالُ الليالي والضّريحُ المُصفَّحُ |
أربَّ بعينيَّ البُكا كلَّ ليلة ٍ | وقد كادَ مجرى الدَّمعِ عيني يُقرِّحُ |
إذا لم يكنْ ما تسفحُ العينُ لي دماً | وشرُّ البكاءِ المُستعارُ المُسيَّحُ |
فلا زَالَ رَمْسٌ ضَمَّ عزَّة َ سَائِلاً | بهِ نعمة ٌ من رحمة الله تسفحُ |