عفا السَّفحُ من أمِّ الوليدِ فكبكبُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
عفا السَّفحُ من أمِّ الوليدِ فكبكبُ | فَنَعْمَانُ وَحْشٌ فالرَّكيُّ المثقَّبُ |
خلاءٌ إلى الأحواضِ عافٍ وقد يُرى | سوامٌ يعافيهِ مُراحٌ ومُعزبُ |
على أنَّ بالأقوازِ أطلالَ دمنة ٍ | تجدُّ بها هوجُ الرياح وتلعبُ |
لعزَّة َ إذ حبلُ المودّة ِ دائمٌ | وإذا أَنْتَ مَتْبُولٌ بِعزَّة َ مُعْجَبُ |
وإذْ لا ترى في الناسِ شيئاً يفوقها | وفيهنَّ حسنٌ- لو تأمّلتَ - مجنبُ |
هَضِيمُ الحَشا رُودُ المَطا بَخْتَرِيّة | جميلٌ عليها الأتحميُّ المنشَّبُ |
هي الحُرَّة ُ الدَّلُّ الحَصَانُ وَرَهْطُها | ـ إذا ذُكر الحيُّ ـ الصَّرِيحُ المهذَّبُ |
رأيْتُ وأَصْحَابي بِأَيلة َ موْهِناً | وَقَدْ لاح نَجْمُ الفَرْقَدِ المُتَصوِّبُ |
لعزَّة َ ناراً ما تبوخُ كأنَّها | إذا ما رَمقْناها مِنَ البُعْدِ كَوْكبُ |
تَعَجَّبَ أصْحَابي لها حِينَ أوقِدَتْ | وللمصطلوها آخرَ الليلِ أعجبُ |
إذا ما خَبَتْ مِنْ آخِرِ اللّيلِ خَبْوة ً | أُعِيدَ لها بالمَنْدليِّ فَتُثْقَبُ |
وَقَفْنَا فَشُبّتْ شَبّة ً فَبَدَا لنا | بأهضامِ واديها أراكٌ وتنضُبُ |
وَمِنْ دونَ حيثُ استُوْقِدَتْ مِنَ مُجَالِخٍ | مَراحٌ ومغدى ً للمطيِّ وسبسبُ |
أتَتْنا بِرَيَّاها وللعيسِ تَحْتَنا | وجيفٌ بصحراءِ الرُّسيسِ مهذَّبُ |
جنوبٌ تُسامي أَوْجُه الرّكْبِ مَسُّها | لذيذٌ ومسراها من الأرض طيِّبُ |
فيا طولَ ما شوقي إذا حالَ دونَها | بُصاقٌ ومن أعلامِ صِنْدِدَ مَنْكِبُ |
كأنْ لَمْ يوافقْ حجَّ عزَّة َ حَجُّنا | ولم يلقَ ركباً بالمحصَّبِ أركبُ |
حَلَفْتُ لها بالرَّاقصاتِ إلى منى ً | تُغِذُّ السُّرى كَلْبٌ بهنَّ وَتَغْلِبُ |
وَربِّ الجيادِ السّابحاتِ عَشِيّة ً | مع العصرِ إذْ مرَّتْ على الحَبْلِ تَلْحَبُ |
لعزَّة همُّ النفس منهنَّ لو ترى | إليها سبيلاً، أو تُلِمُّ فَتُصْقِبُ |
أُلامُ على أُمّ الوليدِ، وحبُّها | جوى ً داخلٌ تحتَ الشَّراسيفِ ملهبُ |
ولو بذلتْ أمُّ الوليدِ حديثها | لعُصمٍ برضوى أصبحتْ تتقرَّبُ |
تَهَبّطْنَ مِنْ أكْنَافِ ضَأْسٍ وأيلة ٍ | إليها ولو أغرى بهنَّ المُكلِّبُ |
تلعَّبُ بالعزهاة ِ لم يدرِ ما الصِّبا | وييأسُ مِنْ أُمِّ الوليدِ المجرِّبُ |
ألا لَيْتَنا يا عَزَّ كُنَّا لِذِي غِنًى | بعيرينِ نرعى في الخلاءِ ونعزُبُ |
كِلانا به عَرٌّ فمَنْ يَرَنا يقُلْ | على حسنِها جرباءُ تُعدي وأجربُ |
إذا ما وَردنا مَنْهلاً صَاحَ أهلُهُ | علينا فما ننفكُّ نُرمى ونُضربُ |
نكونُ بعيريْ ذي غنى ً فيُضيعُنا | فلا هُوَ يرْعانا ولا نَحْن نُطْلَبُ |
يُطّرِدُنا الرُّعيانُ عَنْ كُلِّ تلْعة ٍ | ويمنعُ مِنّا أَنْ نُرى فيه نَشْرَبُ |
وددتُ -وبيتِ اللهِ- أنّكِ بكرة ٌ | هجانٌ وأنّي مُصعَبٌ ثمَّ نهرُبُ |