نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
نَبَتْ عَيْنَاكَ عَنْ طَلَلٍ بِحُزْوَى | عفتهُ الرِّيحُ وامتنحَ القطارا |
بهِ قطعُ الأعنِّة ِ والأثافي | وأشعثُ جاذلٌ قطعَ الإصارا |
كَأَنَّ رُسُومَهُ بُسِطَتْ عَلَيْهاَ | بيوتِ الوشمِ أو لبسَ النِّمارا |
وَمِثْلِ فَوَارِسٍ مِنْ آلِ جَلٍّ | يزينُ بياضُ محجرها الخمارا |
تَبَسَّمُ عَنْ أَشَانِبَ وَاضِحَاتٍ | وَمِيضَ الْبَرْقِ أَنْجَدَ فاسْتطَارَا |
أَوَانِسَ وُضَّحِ الأَجْيَادِ عِينٍ | ترى منهنَّ في المقلِ احورارا |
كأنَّ جحالهنَّ أوتْ إليها | ظِبَآءُ الرَّمْلِ بَاشَرْنَ الْمَغَارَا |
أعبدَ بني امرئِ القيسِ بن لؤمٍ | ألمْ تسألْ قضاعة َ أو نزارا |
فَتُخْبَرَ أَنَّ عِيصَ بَنِي عَدِيٍّ | تَفَرَّعُ نَبْتُهُ الْحَسَبَ النُّضَارَا |
وَأَنَّ بَنِي امْرِىء الْقَيْسِ ابْنِ لُؤمٍ | أَبَتْ عَيْدَانُهَا الا انْكِسَارَا |
وَأَنِيّ حِينَ تَزْخَرُ لِي رِبَابِي | عماعمَ أمنعُ الثَّقلينِ جارا |
أناسٌ أهلكوا الرؤساءَ قتلا | وَقَادُوا النَّاسَ طَوْعًاً وَاعْتِسَارَا |
أناسٌ إنْ نظرتَ رأيتَ فيهمْ | وراءَ حمايَ أطواداً كبارا |
ومنْ زيدٍ علوتُ عليكَ ظهراً | جَسِيمَ الْمَجْدِ وَالْعَدَدَ الْكُثَارَا |
أنا ابنُ الرَّاكزينِ بكلِّ ثغرٍ | بَنِي جَلٍّ وَخَالُ بَنِي نَوَارَا |
وتزخرُ منْ وراءِ حمايَ عمروٌ | بذي صدَّينِ يكتفئُ البحارا |
يعدُّ النَّاسبونَ إلى تميمٍ | بيوتَ العزِّ أربعة ً كبارا |
يعدُّونَ الرَّبابَ لها وعمراً | وسعداً ثمَّ حنظلة َ الخيارا |
ويهلكُ بينها المرئيُّ لغواً | كما ألغيتَ في الدِّيَّة ِ الحوارا |
همُ وردوا الكُلابَ ولستَ فيهمْ | وَلاَ فِي الْخَيْلِ إِذْ عَلَتِ النّسَارَا |
نقدُّ بها الفلاة َ وبالمطايا | إلى الأعداءِ تنتظرُ الغوارا |
وَنَحْنُ غَدَاة َ بَطْنِ الْخَوْعِ فِئْنَا | بمودنٍ وفارسهُ جهارا |
عَزَزْنَا مِنْ بَنِي قَيْسٍ عَلَيْهِ | فوارسَ لا يريدونَ الفرارا |
نكرُّ عليهمُ والخيلُ تردي | |
أبو شعلٍ ومسعودٌ وسعدٌ | يُرَوُّونَ الْمُذَرَّبَة َ الْجِزَارَا |
فَجِىء ْ بِفَوارِسٍ كَالآلِ مِنْكُمْ | إذا التَّمجيدُ أنجدَ ثمَّ غارا |
وجئْ بفوارسٍ كبني شهابٍ | وَمَسْعَدَة َ الذَّي وَرَدَ الْجِفَارَا |
فَجَاءَ بِنِسْوَة ِ النُّعْمَانِ غَصْباً | وسارَ لحيِّ كندة َ حيثُ سارا |
أولاكَ فوارسٌ رفعوا محلَّي | وأورثكَ امرؤُ القيسِ الصِّغارا |
جنبنا الخيلَ منْ كنفي حفيرٍ | عِرَاضَ الْخَيْلِ تَعْتَسِفُ الْقِفَارَا |
بكلِّ طمرَّة ٍ وبكلِّ طرفٍ | يَزِينُ مَفِيضُ مُقْلَتِهِ الْعِذَارَا |
فرعنَ الحزنَ ثمَّ طلعنَ منهُ | يَضَعْنَ بِبَطْنِ عَاجِنَة َ الْمِهَارَا |
أجنة َ كلِّ شازبة ٍ مزاقٍ | طَوَاهَا الْقَوْدُ وَاكْتَسَتِ اقْورَارَا |
يُقَدُّ عَلى َ مُعَرْقَبِهَا سَلاَهَا | كقدِّ البردِ أنهجَ فاستطارا |
فزرنَ بأرضهِ عمرو بنِ هندٍ | وهنَّ كذاكَ يبعدنَ المزارا |
وَكُلَّ قَتِيلِ مَكْرُمَة ٍ قَتَلْنَا | وأكثرنا الطَّلاقة َ والإسارا |
أتفخرُ يا هشامُ وأنتَ عبدٌ | وَغَارُكَ أَلأَمُ الْغِيرانِ غَارَا |
وكانَ أبوكَ ساقطة ً دعيَّاً | تُرَدِّدُ دُونَ مَنْصَبِهِ فِخَارَا |
نفتكَ هوازنٌ وبنو تميمٍ | وأنكرتِ الشَّمائلَ والنِّجارا |
أفخراً حينَ تحملُ قريتاكمْ | ولؤماً في المواطنِ وانكسارا |
متى رجتَ امرؤُ القيسِ السِّرايا | مِنَ الأَخْلاَقِ أَوْ حَمَتِ الذِمَارَا |
أَلَسْتُمْ أَلأَمَ الثَّقلَيْنِ كَهْلاً | وَشُبَّاناً وَأَلأَمَهُمْ صِغَارَا |
تبيَّنَ نسبة ُ المرئيِّ لؤماً | كما بيَّنتِ في الأدمِ العوارا |
إِذّا نَسَبُوا إِلى َ الْعَلْيَآءِ قَالُوا | أولاكَ أذلُّ منْ حصبَ الجمارا |
أَلاَ لَعَنَ الإِلهُ بِذَاتِ غِسْلٍ | وَمَرْأَة َ مَا حَدَا اللَّيْلُ النَّهَارَا |
نِسَآءَ بَنِي کمْرِىء ِ الْقَيْسِ اللَّوَاتِي | كسونَ وجوههمْ حمماً وقارا |
أَضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَوَاتِ عَمْداً | وَحَالَفْنَ الْمَشَاعِلَ وَالْجِرَارَا |
إذا المرئيُّ شبَّ له بناتٌ | عَصَبْنَ بِرَأْسِهِ إِبَة ً وَعَارَا |
إذا المرئيُّ سيقَ ليومِ فخرٍ | أُهِينَ وَمَدَّ أَبْوَاعاً قِصَارَا |
إِذَا مَرَئِيَّة ٌ وَلَدَتْ غُلاَماً | فألأمُ مرضعٍ نشغُ المحارا |
تنزَّلَ منْ ترائبِ شرِّ فحلٍ | وحلَّ بشرِّ مرتكضٍ قرارا |
إذا المرئيُّ شقَّ الغرسُ عنهُ | تبوَّأ منْ ديارِ اللُّؤمِ دارا |
إذا ماشئتَ أنْ تلقى لئيماً | فَأَوْقِدْ يَأْتِكَ الْمَرَئِيُّ نَارَا |