بِصُلبِ الْمِعَى أَوْ بُرْقَة ِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَع
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
............ | علَى دَارِ مَيٍّ مِنْ صُدُورِ الرَّكَآئِبِ |
بِصُلبِ الْمِعَى أَوْ بُرْقَة ِ الثَّوْرِ لَمْ يَدَع | لها جدَّة ً جولُ الصِّبا والجنائبِ |
بها كلُّ خوّارٍ إلى كلِّ صعلة ٍ | ضهولٍ ورفضُ المذرعاتِ القراهبِ |
تكنْ عوجة ً يجزيكُما الله عندهُ | بها الأجرَ أو تقضي ذمامة َ صاحبِ |
وَقفْنَا فَسَلَّمْنَا فَرَدَّتْ تَحِيَّة | علينا ولم ترجعْ جوابَ المُخاطبِ |
عصتني بها نفسٌ تريعُ إلى الهوى | إِذَا مَا دَعَاهَا دَعْوَة ً لَمْ تُغَالِبِ |
وعينٌ أرشَّتها بأكنافِ مشرفٍ | مِنَ الزُّرْقِ فِي سَفْكٍ دِيَارُ الْحَبَائِبِ |
أَلاَ طَرَقَتْ مَيٌّ هَيُوماً بِذِكْرِهَا | وأيدي الثُّريّا جُنَّحٌ في المغاربِ |
أخا شقَّة ٍ زولاً كأنَّ قميصهُ | على نصلِ هنديٍّ جُرازِ المضاربِ |
مَطِيَّة ِ رَحَّالٍ كَثِيرِ الْمَذَاهِبِ | |
بريحِ الخُزامى هيَّجتْها وخبطة ٌ | مِنَ الطَّلِّ أَنْفَاسُ الرَّيَاحِ اللَّواغبِ |
وَمِنْ حَاجَتِي لَوْلاَ التَّنَائِي وَرُبَّمَا | منحتُ الهوى منْ ليسَ بالمتقاربِ |
عطابيلُ بيضٌ منْ ربيعة ِ عامرٍ | رِقَاقُ الثَّنَايَا مُشْرِفَاتُ الْحَقَائِبِ |
يَقِظْنَ الْحِمَى وَالرَّمْلُ مِنْهُنَّ مَرْبَعٌ | وَيَشْرَبْنَ أَلْبَانَ الَهِجَانِ النَّجَآئِبِ |
وَمَا رَوْضَة ٌ بِالحَزْنِ ظَاهِرَة ُ الثَّرَى | قِفَارٍ تَعَالَى طَيِّبِ النَّبْتِ عَازِب |
مَتَى إِبْلَ أو تَرْفَعْ بي النَّعْشَ رَفْعَة ً | عَلَى الرَّاحِ إِحْدَى الْخَارمَاتِ الشَّوَاعِبِ |
فرُبَّ أميرٍ يُطرقُ القومُ عندهُ | كما يُطرقُ الخربانُ من ذي المخالبِ |
تخطَّيتُ باسمي دونهُ ودسيعتي | مَصَارِيعَ أَبْوَابٍ غِلاَظِ الْمَنَاكِبِ |
ومُستنجدٍ فرَّجتُ عنْ حيثُ تلتقي | تَرَاقِيهِ إِحْدَى الْمُفْظِعَات الْكَوَارِبِ |
وَرُبَّ امْرِىء ٍ ذِي نَخْوَة ٍ قَدْ رَمَيْتُهُ | |
وَكَسْبٍ يَسُوءُ الْحَاسِدِينَ احْتَوَيْتُهُ | إلى أصلِ مالٍ من كرامِ المكاسبِ |
وَمَآءٍ صَرى ً عَافِي الثَّنَايَا كَأَنَّهُ | مِنَ الأَجْنِ أَبْوَالُ الْمَخَاضِ الضَّوَارِبِ |
إذا الجافرُ التالي تناسينَ وصلهُ | وعارضنَ أنفاسَ الرِّياحِ الجنائبِ |
يَذُبُّ الْقَصَايَا عَنْ شَرَاة ٍ كَأَنَّهَا | مَرَارِيُّ مَخْشِيٍّ بِهِ الْمَوْتُ نَاضِبِ |
حَشَوْتُ الْقِلاَصَ اللَّيْلَ حَتَّى وَرَدْنَهُ | بِنَا قَبْلَ أن تَخْفَى صِغَارُ الْكَوَاكِبِ |
ودوِّيَّة ٍ جرداءَ جدّاءَ خيَّمتْ | بها هبواتُ الصَّيفِ من كُلِّ جانبِ |
سَبَارِيتَ يَخْلُو سَمْعُ مُجْتَازِ خَرْقِهَا | مِنَ الصَّوْتِ إِلاَّ من ضُبَاحِ الثَّعَالِبِ |
عَلَى أَنَّهُ فِيهَا إِذَا شَآءَ سَامِعٌ | عِرَارُ الظَّلِيمِ وَاخْتِلاَسُ النَّوَازِبِ |
إذا ائتجَّ رقراقُ الحصى منْ وديقة ٍ | قَذُوفٌ بِأَعْنَاقِ الْمَرَاسِيلِ خَلْفَهَا |
كأنَّ يديْ حربائها متشمِّساً | |
قطعتُ إذا هابَ الضَّغابيسُ مُشرفاً | على كورِ إحدى المُشرفاتِ الغواربِ |
تُهَاوِي بِي الأَهْوَالَ وَجْنَآءُ حُرَّة ٌ | مقابلة ٌ بينَ الجلاسِ الصَّلاهبِ |
نجاة ٌ منَ الشُّدقِ اللَّواتي يزينُها | خُشوعُ الأعالي وانضمامُ الحوالبِ |
مُراوحة ٌ ملعاً زليجاً وهزَّة ً | نَسِيلاً وَسَيْرَ الْوَاسِجَاتِ النَّوَاصِبِ |
مددتُ بأعناقِ المراسيلِ خلفها | إذا السَّربَخُ المعقُ ارتمى بالنَّجائبِ |
كَأَنِّي إِذَا انْجَابَتْ عَنِ الرَّكْبِ لَيْلة ٌ | على مُقرمٍ شاقي السَّديسينِ ضاربِ |
خِدبٍّ حنى من ظهرهِ بعدَ سلوة ٍ | على بطنِ منضمِّ الثَّميلة ِ شازبِ |
مِراسُ الأَوَابِي عَنْ نُفُوسٍ عَزِيزَة ٍ | وإلفُ المتالي في قلوبِ السَّلائبِ |
وَأَنْ لَمْ يَزَلْ يَسْتَسْمِعُ الْعَامَ حوْلَهُ | ندى صوتِ مقروعٍ عن العذفِ عاذبِ |
وَفِي الشَّوْلِ أَتْبَاعٌ مَقَاحِيمُ بَرَّحَتْ | بِهِ وَامْتِحَانُ الْمُبْرِقَاتِ الْكَوَاذِبِ |
يذُبُّ القصايا عنْ سراة ٍ كأنَّها | جماهيرُ تحتَ المُدجناتِ الهواضبِ |
إِذَا مَا دَعَاهاَ أَوْزَغَتْ بَكَرَاتُهَا | كإيزاغِ آثارِ المُدى في التَّرائبِ |
عُصَارَة َ جَزْءٍ آلَ حَتَّى كَأَنَّمَا | يُلِقْنَ بِجَادِيٍّ ظُهُورَ الْعَرَاقِبِ |
فيأوينَ بالأذنابِ خوفاً وطاعة ً | لأشوسَ نظّارٍ إلى كلِّ راكبِ |
إِذَا اسْتَوْجَسَتْ آذَانُهَا اسْتَأْنَسَتْ لَهَا | أَنَاسِيُّ مَلْحُودٍ لَهَا فِي الْحَوَاجِبِ |
فَذَاكَ الَّذِي شَبَّهْتُ بِالخَرْقِ نَاقَتِي | إِذَا قَلَّصَتْ بَيْنَ الْفَلاَ وَالْمَشَارِبِ |
زَجُولٌ بِرِجْلَيْهَا نَغُوضٌ بِرَأْسِهَا | إِذَا أَفْسَدَ الإِدْلاَجُ لَوْثَ الْعَصَآئِبِ |
من الراجعاتِ الوخدَ رجعاً كأنَّهُ | مراراً ترامي صُنتُعِ الرأسِ خاضبِ |
هبَلٍّ أبي عشرينَ وفقاً يشُلُّهُ | إِلَيْهِنَّ هَيْجٌ مِنْ رَذَاذٍ وَحَاصِبِ |
إذا زفَّ جُنحَ اللَّيلِ زفَّتْ عراضهُ | إلى البيضِ إحدى المُخمَلاتِ الذّعالبِ |
ذُنَابَى الشَّفَا أَوْ قَمْسَة َ الشَّمْسِ أَزْمَعَا | رواحاً فمدّا منْ نجاءٍ مناهبِ |
تُبَادِرُ بِالأُدْحِيِّ بَيْضاً بِقَفْرَة ٍ | كَنَجْمِ الثُّرَيَّا لاَحَ بَيْنَ السَّحَآئِبِ |