خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خَلِيلَيَّ عُوجَا عَوْجَة ً نَاقَتَيْكُمَا | على طَللٍ بينَ القرينة ِ والحبلِ |
لميٍّ ترامتْ بالحصى فوقَ متنهِ | مراويدُ يستحصدنَ باقية َ البقلِ |
إِذَا هَيَّجَ الْهَيْفُ الرَّبِيعَ تَنَاوَحَتْ | بِهَا الْهُوجُ تَحْنَانَ الْمُوَلَّهَة ِ الْعُجْلِ |
بِجَرْ عَآئِهَا مِنْ سَامِرِ الْحَيِّ مَلْعَب | وَآرِيُّ أَفْرَاسٍ كَجُرْثُومَة ِ النَّمْلِ |
كَأَنْ لَمْ يَكُنْهَا الْحَيُّ إِذْ أَنْتَ مَرَّة ً | بها ميِّتُ الأهواءِ مجتمعُ الشَّملِ |
بكيتُ على ميٍّ بها إذ عرفتُها | وهجتُ البُكا حتى بكى القومُ من أجلي |
فَظَلُّوا وَمِنْهُمْ دَمْعُهُ غَالِبٌ لَهُ | وَآخَرُ يَثْنِي عَبْرَة َ الْعَيْنِ بِالْهَمْلِ |
وَهَلْ هَمَلاَنُ الْعَيْنِ رَاجِعُ مَا مَضَى | مِنَ الْوَجْدِ أَوْ مُدْنِيكِ يَا مَيُّ مِنْ أَهْلِي |
أَقُولُ وَقَدْ طَالَ التَّدَانِي وَلَبَّسَتْ | أمورٌ بنا أسبابَ شغلٍ إلى شغلِ |
أَلاَ لاَ أُبَالِي الْمَوتَ إِنْ كَانَ قَبْلَهُ | لِقَآءٌ بِمَيٍّ وَارْتِجَاعٌ مِنَ الْوَصْلِ |
أَنَاة ٍ كَأَنَّ الْمِرْطَ حِيْنَ تَلُوثُهُ | عَلَى دِعْصَة ٍ غَرَّآءَ مِنْ عُجَمِ الرَّمْلِ |
أَسِيلَة ِ مُسْتَنِّ الْوِشَاحَيْنِ قَانِىء | بِأَطْرَافِهَا الْحنَّآءُ فِي سَبطٍ طَفْلِ |
وحليُ الشَّوى منها إذا حُلِّيتْ به | عَلَى قَصَبَاتٍ لاَ شِخَاتٍ ولاَ عُصْلِ |
من المُشرقاتِ البيضِ في غيرِ مُرهة ٍ | ذواتِ الشِّفاهِ الحوِّ والأعينِ الكُحلِ |
إذا ما امرؤٌ حاولنَ أنْ يقتتلنهُ | بلا إحنة ٍ بينَ النُّفوسِ ولا ذحلِ |
تَبَسَّمْنَ عَنْ نُورِ الأَقَاحِيِّ فِي الثَّرَى | وفتَّرنَ منْ أبصارِ مضروجة ٍ نُجلِ |
وَشَفَّفْنَ عَنْ أَجْيَادِ غِزْلاَنِ رَمْلَة ٍ | فَلاة ً فَكُنَّ الْقَتْلَ أَوْ شَبَهَ الْقَتْلِ |
وَإِنَّا لَنَرْضَى حِيْنَ نَشْكُو بِخَلْوَة ٍ | إِلَيْهِنَّ حَاجَاتِ النُّفُوسِ بِلاَ بَذْلِ |
وما الفقرُ أزرى عندهنَّ بوصلنا | ولكنْ جرتْ أخلاقهنَّ على البُخلِ |
وغبراءَ يقتاتُ الأحاديثُ ركبُها | وتشفي ذواتِ الضَّعنِ من طائفِ الجهلِ |
تَرَى قُورَهَا يَغْرَقْنَ فِي الآلِ مَرَّة ً | وآونة ً يخرجنَ من غامرٍ ضحلِ |
وَرَمْلِ عَزِيفُ الْجِنِّ فِي عَقِدَاتِهِ | هزيزٌ كتضرابِ المغنّينَ بالطَّبلِ |
قطعتُ على مضبورة ٍ أخرياتُها | بَعِيدَة ِ مَا بَيْنَ الْخِشَاشَة ِ والرَّحْلِ |
غُرَيْرِيّة ٍ كَالْقَلْبِ أَوْ دَاعِرِيَّة ٍ | زَجُولٍ تُبَارِي كُلَّ مُعْصَوْصِبٍ هِقْلِ |
إذا استردفَ الحادي وقدْ آلَ صوتُهُ | إِلَى النَّزْرِ واعْتَمَّتْ نَدَى قَزَعٍ شُكْلِ |
شَرِيجٍ كَحُمَّاضِ الثَّمَانِي عَمَتْ بِهِ | على راجفِ اللَّحيينِ كالمعولِ النَّصلِ |
تمادتْ على رغمِ المهارى وأبرقتْ | بِأَصْفَرَ مِثْلِ الْوَرْسِ فِي وَاحِفٍ جَثْلِ |
أفانينَ مكتوبٍ لها دونَ حقِّها | إذَا حَمْلُهَا رَاشَ الْحِجَاجَيْنِ بِالثُّكْلِ |
إذا هنًّ جاذنَ الأزمَّة َ سيَّلتْ | أنوفَ المهارى فوقَ أشداقها الهُدلِ |
أعاذلَ غُضِّي منْ لسانِكِ عنْ عذلي | فَمَا كُلُّ مَنْ يَهْوَى رَشَادِي عَلَى شَكْلِي |
فَمَا لآئِمٌ يَوْماً أَخٌ وَهْوَ صَادِقٌ | إِخَائِي وَلاَ اعْتلَّتْ عَلَى ضَيْفِهَا إِبِلي |
إذا كانَ فيها الرِّسلُ لم تأتِ دونهُ | فِصَالِى وَلَوْ كَانَتْ عِجَافاً وَلاَ أَهْلِي |
وإن تعتذرْ بالمحلِ منْ ذي ضروعِها | إِلَى الضَّيْفِ يَجْرَحْ فِي عَرَاقِيبهَا |
وقائلة ٍ : ما بالُ غيلانَ لم يُنخْ | إلى منتهى الحاجاتِ لم تدْرِ ما شُغلي |
وَلَوْ قُمْتُ مُذْ قَامَ ابْنُ لَيْلَى لَقَدْ هَوَتْ | رِكَابِي بِأَفْوَاهِ السَّمَاوَة ِ والرِّجْلِ |
ولكنْ عداني أنْ أكونَ أتيتهُ | عقابيلُ أوصابٍ يشبَّهنَ بالخبلِ |
أَتَتْنِي كِلاَبُ الْحَيِّ حَتَّى عَرَفْتَنِى | وَمُدَّتْ نُسُوجُ الْعَنْكَبُوتِ عَلَى رَحْلِي |