أرشيف الشعر العربي

تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا،

تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا،

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .
تَوِسّدَ في الفَلا أيدي المَطايا، وقدّ من الصعيدِ لهُ حشايا
وعانقَ في الدُّجى أعطافَ عضبٍ يدبُّ بحدّهِ ماءُ المنايا
وصَيّرَ جأشَهُ في البِيدِ جَيشاً، ومِنْ حَزْمِ الأمورِ لهُ رَبَايا
فمُذْ بَسَمَتْ ثَنايا الأمنِ نادَى : أنا ابنُ جلا وطلاّعُ الثّنايا
أبيٌّ لا يقيمُ بارضِ ذلٍّ، ولا يَدنو إلى طُرُقِ الدنايا
إذا ضاقتْ بهِ أرضٌ جفاها، ولو ملأ النُّضارُ بها الرّكايا
غدا لأوامرِ السّلانِ طوعاً، ولكنْ لا يعدُّ مِنَ الرّعايا
تركتُ الحُكمَ يسعفُ طالبيهِ، ويُورِدُ أهلَهُ خُطَطَ الخَطايا
وعِفتُ حِسابَهمْ والأصلُ عندي وفي كَفّيّ دُستورُ البَقايا
وسِرْتُ مُرَفَّهاً في حُكمِ نَفسٍ تَعُدُّ خمولَها إحدى البَلايا
ولَيسَ بمُعجِزٍ خَوضُ الفَيافي، إذا اعتادَ الفتى خوضَ المنايا
فلي من سرجِ مهري تختُ ملكٍ منيعٍ لم تنلهُ يدُ الرّزايا
وإيوانٌ حكَى إيوانَ كِسرَى ، تُدارُ عليهِ مِنْ نَبعٍ حَنايا
يُقيمُ مَع الرّجالِ، إذا أقَمنا، وإنْ سرْنا تسيرُ بهِ المطايا
يسيرُ بيَ البساطُ بهِ كأنّي وَرِثتُ مِن ابنِ داودٍ مَزايا
يخالُ لسيرهِ في البيدِ خلواً، وكمْ فيهِ خبايا في الزّوايا
تباريهِ معَ الوالدانِ قودٌ مضمَّرة ُ الأياطِلِ والحوايا
وتخفقُ دونَ محملهِ بنودٌ كأنّي بعضُ أملاكِ البَرايا
فأيُّ نَعيمِ مُلْكٍ زالَ عَنّي، وأبكارُ الممالك لي خطايا
إذا وافَيتُ يَوماً رَيعَ مُلكٍ ليَ المرباغُ فيهِ والصّفايا
تلاحظُني الملوكُ بعينِ عزٍّ، وتُكرِمُني وتُحسِنُ بي الوَصايا
أُجاوِرُهمْ كأنّي بَينَ أهلي، وكلٌّ مِنْ سَراتِهمُ سَرايا
وما لي ما أمُتُّ بهِ إلَيهِمْ، سوى الآدابِ مع صِدقِ الطّوايا
وودٍّ شبّهته لهم بنصحٍ، إذا شُوركتُ في فَصلِ القَضايا
وإني لستُ أبدأهم بمدحٍ، أرومُ بهِ المَواهبَ والعَطايا
ولكني أصيرهُ جزاءً لما أولوهُ من كرمِ السجايا
فكم أهديتُ من معنًى دقيقٍ بهِ وَصَلَ الدّقيقُ إلى الهَدايا
فقُلْ لمُسَفِّهٍ في البُعدِ رأيي، وكنتُ بهِ أصَحّ النّاسِ رايا
عذرتكَ لم تذقْ للعزّ طعماً، ولا أبدي الزّمانُ لكَ الخفايا
ولا أولاكَ الحسنِ نوراً، كما عَكَسَتْ أشعّتَها المَرايا
فَما حُرٌّ يَسيغُ الضّيمَ حُرّاً، ولو أصمَتْ عَزائمَهُ الرّمايا
لذلكَ مُذْ عَلا في النّاسِ ذِكري رَمَيْتُ بِلادَ قَومي بالنَّسايا
ولستُ مسفهاً قومي بقولي، ولكنّ الرجالَ لها مزايا

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (صفي الدين الحلي) .

صاحِبْ، إذا ما صَحبتَ، ذا أدَبٍ

ألا يا مَلِكَ العَصـ

ولَيسَ كريماً مَن يَجُودُ بمَوعِدٍ،

وإبرقٍ لهُ نطقٌ عجيبٌ،

كذا فليصبرِ الرجلُ النجيبُ،


ساهم - قرآن ١