يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ | وَمَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ طَرَّاقِ |
يسرِي على الأينِ والحيَّات مُحتفيا | نفسي فداؤكَ من سارٍ على ساقِ |
إنِّي إذَا خُلَّة ٌ ضَنَّتْ بِنَائِلِها | وَأَمْسَكَتْ بِضَعِيفِ الْوَصْلِ أَحْذَاقِ |
نَجَوْتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بَجِيلة َ إذْ | أَلْقَيْتُ لَيْلَة َ خَبْتِ الرَّهْطِ أَرْوَاقِي |
لَيْلَة َ صَاحُوا وَأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ | بِالْعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ |
كَأَنَّمَا حَثْحثُوا حُصّاً قَوَادِمُهُ | أو أمَّ خشفٍ بذي شثِّ وطُبَّاقِ |
لا شيءَ أسرعُ منِّي ليسَ ذا عُذَرٍ | وذا جناحٍ بجنبِ الرَّيدِ خفَّاقِ |
حتى نجوتُ ولمَّا ينزِعوا سَلَبي | بوالهٍ من قَبيضِ الشَّدِّ غيداقِ |
ولا أقولُ إذا ما خُلٌّة صَرَمت | يا ويحَ نفسِي من شوقٍ وإشفاق |
لكنَّما عوَيلي إن كنتُ ذا عولٍ | على بصيرٍ بكسبِ الحمدِ سبَّاقِ |
سَبَّاقِ غَايَاتِ مَجْدٍ في عَشِيرَتِهِ | مُرجِّع الصَّوتِ هدّاً بينَ أرفاقِ |
عَارِي الظَّنَابِيبِ مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ | مِدْلاَجِ أَدْهَمَ وَاهِي الْمَاءِ غَسَّاقِ |
حَمَّالِ أَلْوِيَة ٍ شَهَّادِ أَنْدِيَة ٍ | قوَّالِ مُحكمة ٍ جوَّابِ آفاقِ |
فذاك همِّي وغزوي أستغيثُ بهِ | إذَا اسْتَغَثتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ |
كَالْحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ لَهُ | ذُو ثَلَّتَيْنِ وَذُو بَهْمٍ وَأَرْبَاقِ |
وقلَّة ٍ كسنان الرُّمح بارزة ٍ | ضَحْيَانَة ٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ |
بادرتُ قنَّتها صحبي وما كسِلوا | حَتَّى نَمَيْتُ إلَيْهَا بَعْدَ إشْرَاقِ |
لا شيء في ريدها إلاَّ نعَامتُها | مِنْهَا هَزِيمٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ بَاقِ |
بشرثة ٍ خلقٍ يوقى البنانُ بها | شددتُ فيها سَريحاً بعد إطراقِ |
بل من لعذَّالة ٍ خذَّالة ٍ أشِبٍ | حرّق باللّوم جِلدي أيَّ تحراقِ |
يقولُ أهلكتَ مالاً لو قنعتَ بهِ | من ثوبِ صدقٍ ومن بزٍّ وأعلاقِ |
عاذلتي إنّ بعضَ اللَّوم معنفة ٌ | وَهَلْ مَتَاعٌ وَإنْ أَبْقَيْتُهُ بَاقِ |
إنِّي زعيمٌ لئن لم تتركوا عذلي | أَنْ يَسْأَلَ الْحَيُّ عَنِّي أَهْلَ آفَاقِ |
أَنْ يَسْأَلَ الْقَوْمُ عَنِّي أَهْلَ مَعْرِفَة ٍ | فَلاَ يُخَبِّرُهُمْ عَنْ ثَابِتٍ لاَقِ |
سدِّد خلالكَ من مالٍ تُجمّعهُ | حَتَّى تُلاَقِي الَّذي كُلُّ امْرِىء ٍ لاَقِ |
لتقرعنَّ عليَّ السِّنَّ من ندمٍ | إذا تذكَّرتَ يوماً بعضَ أخلاقي |