هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هلْ عاجلٌ من مَتاعِ الحيِّ مَنظورُ | أم بيتُ دومَة َ بعد الإِلفِ مهجورُ |
أمْ هلْ كبيرٌ بكَى لم يقضِ عبرتهُ | إثرَ الأحبّة ِ يومَ البينِ معذورُ |
لكنء بفرتاجِ فالخلصاءِ أنتَ بهِا | فَحَنْبَلٍ فَلِوَى سَرّاءَ مَسْرُورُ |
وبِالأُنَيْعِمِ يوْماً قدْ تَحِلّ بِهِ | لَدى خَزَازَ ومِنْها منْظَرٌ كِيرُ |
قدْ قلتُ للرّكبِ لولا أنّهم عجلوا | عُوجوا عليّ فحيّوا الحيَّ أو سيروا |
قَلّتْ لحاجَة ِ نفْسٍ ليْلة ٌ عرَضَتْ | ثم اقصِدوا بعدها في السيرِ أو جوروا |
غُرٌّ غَرَائرُ أبْكارٌ نَشَأنَ مَعاً | حسنُ الخلائقِ عمّا يُتّقى نورُ |
لبسنَ رَيطاً وديباجاً وأكسية ٍ | شَتّى بِها اللّوْنُ إلا أنّها فُورُ |
ليس الحديثُ بِنُهْبى يَنْتَهِبْنَ وَلا | سِرٌّ يُحَدّثْنَهُ في الحيّ مَنْشُورُ |
وقدْ تُلافي بيَ الحاجاتِ ناجية ٌ | وَجْنَاءُ لاحِقَة ُ الرّجْلَيْنِ عيْسورُ |
تُساقِطُ المَشْيَ أفْنَاناً إذا غَضِبَتْ | إذا ألحّتْ عَلى رُكْبانِهَا الكُورُ |
حرفٌ أخَوهَا أبوها منْ مهجّنة ٍ | وعمُّها خالها وجناءُ مئشيرُ |
وَقد ثوَتْ نِصْفَ حوْلٍ أشهُراً جُدُداً | يسفي علَى رحلِها بالحيرة ِ المورُ |
وَقَارَفَتْ وَهْيَ لم تَجْرَبْ وَباعَ لها | منَ الفصافصِ بالنُّمِّيِّ سفسيرُ |
أبقى التهجُّرُ منها بعدَ كدنتِها | مِنَ المَحَالة ِ ما يَشْغى بهِ الكُورُ |
تُلقي الجرانَ وتقلو لي إذا بركَتْ | كما تيسَّرَ للنّفرِ المهَا النّورُ |
كَأنَّ هِرّاً جَنِيباً تحْتَ غُرْضَتِها | واصْطَكّ ديكٌ برِجْلَيْها وخِنزيرُ |
كأنَّها ذو وشومٍ بينَ مأفقة ٍ | والقُطْقُطانَة ِ والبُرْعومِ مَذْعورُ |
أحسّ ركزَ قنيصٍ من بني أسدٍ | فانصاعَ منثوياً والخطوُ مقصورُ |
يسعى بغضفٍ كأمثال الحصَى زمِعاً | كأنّ أحناكَها السُّفلى مآشيرُ |
حَتّى أُشِبّ لهُنّ الثّوْرُ من كَثَبٍ | فَأرْسَلوهُنّ لم يدْرُوا بِما ثِيرُوا |
وَلّى مُجِدّاً وَأزْمَعْنَ اللَّحاقَ بهِ | كأنهنَّ بجنبيهِ الزّنابيرُ |
حتّى إذا قلتُ نالتهُ أوائلُهَا | ولوْ يشاءُ لنجّتهُ المثابيرُ |
كرَّ عليها ولمْ يفشلْ يهارشُهَا | كأنَّه بتواليهنّ مسرورُ |
فشكّها بذليقٍ حدُّهُ سلبٌ | كَأنّهُ حينَ يَعْلوهُنَّ مَوْتورُ |
ثمّ استمرَّ يباري ظلَّهُ جذلاً | كأنَّهُ مرزبانٌ فازَ محبورُ |
يالَ تميمٍ وَذُو قارٍ لَهُ حَدَبٌ | منَ الرّبيعِ وفي شعبانَ مسجورُ |
قدْ حَلأتْ نَاقَتي بُرْدٌ وَرَاكِبَها | عَنْ ماءِ بَصْوَة َ يومَاً وهْوَ مَجْهورُ |
فما تناءَى بهَا المعروفُ إذ نفرَتْ | حتى تضمّنها الأفدانُ والدّورُ |
قومٌ لئامٌ وفي أعناقهمْ عُنُفٌ | وسعيُهُمْ دونّ سعي الناسِ مبهورُ |
وَيْلُ امِّهمْ مَعْشَراً جُمّاً بيوتُهمُ | كَأنّ أعْيُنَهُمْ من بُغْضِهمْ عورُ |
نَكّبْتُها ماءهم لمّا رَأيْتهُمُ | ضهبَ السِّبالِ بأيديهمْ بيازيرُ |
مخلَّفونَ ويقضي الناسُ أمرهُمُ | غُسُّ الأمانَة ِ صُنْبورٌ فَصُنبورُ |
لَوْلا الهُمامُ الذي تُرْجى نَوافِلُهُ | لنالَهُمْ جحفلٌ تشقى به العُورُ |
لَوْلا الهُمامُ لقد خفّتْ نَعَامَتُهُمْ | وَقالَ راكِبُهُمْ في عُصْبة ٍ سيروا |
يعلُونَ بالقلعِ البصريِّ هامهُمُ | ويُخرجُ الفسوَ منْ تحت الدَّقاريرُ |
تَنَاهَقُونَ إذا اخْضَرّتْ نِعالُكُمُ | وفي الحَفِيظَة ِ أبْرامٌ مَضَاجير |
أجلتْ مرمَّأة ُ الأخبارِ إذ ولدَتْ | عنْ يومِ سوءٍ لعبد القيسِ مذكورُ |
إنّ الرّحيلَ إلى قَوْمٍ وإن بَعُدُوا | أمْسَوا ومن دونِهم ثَهلانُ فَالنّيرُ |
تُلْقَى الأوزُّونَ في أكنافِ دارَتِها | تَمْشي وبينَ يَديْها التِّبنُ مَنْثُورُ |