غشيت منازلاً من آل هندٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غشيت منازلاً من آل هندٍ | قِفاراً بُدّلت بعدي عُفيّا |
تبين رمادها ومخَطَّ نؤى ٍ | وأشعث ماثلاً فيها ثويَّا |
فكادت من معارفها دموعي | تهمُّ الشأن ثم ذكرت حيَّا |
وكان الجهلُ لو أبكاك رسمٌ | ولست أحب أن أدعى سفيَّا |
وندمانٍ كريم الجدِّ سمحٍ | صبحت بسحرة ٍ كأساً سبياً |
يُحاذر أن تباكرَ عاذلاتٌ | فيُنبأ أنّه أضحى غويّا |
فقالَ لنَا : ألاَ هَلْ مِنْ شواءٍ؟ | بتعريضٍ ، ولمْ يكميهِ عيَّا |
فأرسلتُ الغُلامَ ولم أُلبّثْ | إلى خيرِ البوائك تَوْهَرِيّا |
فناءَتْ للقيامِ لغيرِ سوقٍ | وأتبعُهَا جرازاً مشرفيَّا |
فظلَّ بنعمة ٍ يُسعى عليه | وراح بها كريماً أجفليّا |
وكنتُ إذا الهمومُ تضيَّفتني | قريتُ الهمَّ أهوج دوسريَّا |
بُويزل عامِهِ مِردى قذَافٍ | على التأويبِ لا يشكو الوُنيَّا |
يُشيحُ على الفلاة ِ فيعتليها ؛ | وأذرعُ ما صَدَعتُ به المطيّا |
كأَنّي حين أزجُرُهُ بصوتي | زجرت به مدلاً أخدريَّا |
تمهل عانة ً قد ذب عنها | يكون مَصامُه منها قَصيّا |
أطال الشَّدَّ والتقريب حتى | ذكرتَ به مُمَرّاً أندريّا |
بها في روضة شهري ربيعٍ | فساف لها أديماً أدلصيا |
مشيحاً هل يرى شبحاً قريباً | ويوفى دونها العلم العليَّا |
إذا لاقى بظاهرة ٍ دَحيقاً | أمرَّ عليهما يوماً قَسِيّا |
فلما قلّصت عنه البقايا | وأعوزَ من مراتعه اللّويا |
أرن فصكها صخبٌ دمولٌ | يعبُّ على مناكبها الصّبيَّا |
فأوردها على طملٍ يمانٍ | يهل إذا رأى لحماً طريَّا |
له شريانة ٌ شَغَلت يديه | وكان على تقلدها قويَّا |
وزرقٌ قد تنخلها لقضبٍ | يَشُدُّ على مناصبها النَّضيّا |
تردَّى برأة لما بناها | تبوأ مقعداً منها خفياً |
فلما لم يَريْنَ كثيرَ ذُعْرٍ | وردن صوادياً ورداً كميَّا |
فأرسلَ والمَقاتِلُ مُعْوِراتٌ | لما لاقتْ ذُعافاً يثربيّا |
فخرَّ النّصلُ مُنعقضاً رَثيماً | وطارَ القِدْح أشتاتاً شَظيّا |
وعضّ على أنامله لهفياً | ولاقى يومه أَسَفاً وغيّا |
وراح بحِرّة ٍ لَهِفاً مُصاباً | يُنَبِّىء ُ عِرسه أمراً جليّا |
فلو لطمت هناك بذات خمسٍ | لكانا عندها حِتْنَيْنِ سِيّا |
وكانوا واثقينَ إذا أتاهم | بلحمٍ إن صباحاً أو مسيَّا |