إنْ أكُ قد أقْصرْتُ عن طولِ رحلة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنْ أكُ قد أقْصرْتُ عن طولِ رحلة ٍ | فيا ربَّ أصحابٍ كِرَامِ |
فقلت لهم: سيروا فِدى خالتي لكم | أما تَجدونَ الرِّيحَ ذاتَ سَهامِ |
فقاموا إلى عِيْسٍ قد انضمَّ لحمُها | مُوقَّفة ٍ أرساغُها بخدامِ |
وقمتُ إلى وجناءَ كالفَحل جَبْلة ٍ | تُجاوبُ شَدّي نِسعَها بِبُغام |
فأُدلِجُ حتى تطلُعَ الشمسُ قاصداً | ولو خُلطت ظَلماؤها بقَتام |
فأوردتُهُم ماءً على حينِ وردهِ | عليه خليطٌ مِنْ قطاً وحَمامِ |
وأهونُ كفٍّ لا تضيرك ضيرة ً | يدٌ بين أيدٍ في إناءِ طعامِ |
يدٌ من بعيدٍ أو قريبٍ أتت به | شآمية ٌ غبراءُ ذاتُ قَتامِ |
كأني وقد جاوَزْتُ تسعين حِجَّة ً | خلَعْتُ بها يوماً عِذَارَ لِجامِي |
على الراحتين مرة ً وعلى العصا | أنوءُ ثلاثاً بعدهنَّ قِيامي |
رمتني بناتُ الدهر من حيث لا أَرى | فكيف بمن يُرمى وليس يِرامِ |
فلو أنها نبلٌ إذاً لاتَّقيتُها | ولكنني أُرمى بغير سِهامِ |
إذا ما رآني الناسُ قالوا : ألمْ تكنْ | حديثاً جديد البزِّ غير كَهَامِ |
وأفنى ، وما أُفني من الدهرِ ليلة ً | لوم يُغنِ ما أًفنيتُ سلك نِظامِ |
وأهلكني تأميلُ يومٍ وليلة ٍ | وتأميلُ عامٍ بعدَ ذاكَ وعامِ |