أرى جارتي خَفّتْ، وخفّ نَصيحُها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أرى جارتي خَفّتْ، وخفّ نَصيحُها | وحبّ بها، لولا النّوى ، وطُمُوحها |
فَبِينيِ عَلَى نَجْمٍ شَخِيسٍ نُحُوسُهُ؛ | وَأَشْأَمُ طَيْرِ الزَّاجِرِينَ سَنِيحُهَا |
فَإنْ تَشْغَيِ فَالشَّغْبُ مِنِّي سَجِبَّة ٌ | إذا شِيمتي لم يُؤتَ منها سَجِيحُها |
أُقَارِضُ أَقْوَاماً ، فَأُوْفِي قُرُوضَهُمْ | وعَفٌّ إذَا أَرْدَى النُّفُوسَ شَحِيحُهَا |
على أنّ قومي أَشْقذوني فأصبحت | دياري بأرض غيرِ دانٍ نُبُوحُها |
تَنفَّذَ مِنْهُمْ نافِذَاتٌ فَسُؤْنَنِي | واَضْمَرَ أَضْغاناً عَلَى َّ كُشُوحُهَا |
فقلت: فراقُ الدارِ أجملُ بينِنا | وقضدْ يَنْتَئِ عن دَارِ سَوْءٍ نَزِيحُهَا |
على أنني قد أدّعي بأبيهم | إذا عَمّتِ الدّعوى وثابَ صَريحُها |
وأني أرى دِيني يُوافق دِينَهُم | إذا نسكوا أفراعُها وذَبيحُها |
ومَنْزِلَة ٍ بالَحْجِّ أُخْرَى عَرَفْتُهَا | |
بِوُدِّكِ ما قَوْمِي علَى أَنْ تَركْتِهِمْ | سُلَيُمَي إذَل هَبَّتْ شَمَالٌ وريِحُهَا |
وغَابَ شُعَاعُ الشَّمْسِ في غيْرِ جُلْبَة ٍ | ولا غَمْرَة ٍ إلاَّ وَشِيكاً مُصُوحُهَا |
نَقِيلة ُ نَعلٍ بانَ منها سَريحُها | |
إذا عُدم المحلوبُ عادت عليهمُ | قدورٌ كثيرٌ في القِصاع قَدِيحها |
يثوبُ عليهم كلُّ ضيفٍ وجانبٍ | كما ردَّ دَهداه القلاص نضيحُهَا |
بأيديهم مقرومة ٌ ومغالقٌ | يعود بأرزاق العِيال مَنيحها |
وملومة ٍ لا يخرقُ الطرفُ عرضها | لها كوكبٌ فخمٌ شديدٌ وُضوحُها |
تسيرُ وتُزجي السّمَ تحت نُحورها | كريهٌ إلى مَنْ فاجأته صَبوحُها |
على مُقذحِرَّاتٍ وهنَّ عوابسٌ | ضبائرُ موتٍ لا يُراح مُريحا |
نَبذنا إليهم دعوة ً يالَ مالك | لها إربة ٌ إن لم تجد مَنْ يُريحُهَا |
فسُرنا عليهم سَورَة ً ثعلبيَّة ً | وأسيافنا يجري عليهم نضوُحُهَا |
وأرماحُنَا ينهزنهُمْ نَهْزَ جُمَّة ٍ | يعود عليهم وِرْدُنا فَنَميحُها |
فَدَارَتْ رحَانَا ساعة ً ورحاهُمُ | ودرّت طِباقاً بعد بكءٍ لُقُوحُها |
فَمَا أتلفتْ أيديهمُ من نُفوسنا | وإنْ كرُمتْ فإنَّنا لا ننوُحها |
وكانت حمى ً ما قَبْلنا فنُبيحُها | |
فَأُبْنا وآبوا كلّنا بمَضيضة ٍ | مُهملَة ٍ أجراحُنا وجُرُوحُهَا |
وكنا إذا أحلام قوم تَغيبتْ |