أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة َ مُنْذِرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة َ مُنْذِرِ | ونامِي، فإنْ لم تَشْتَهي النَّومَ فاسْهَرِي |
ذَرِيني ونَفسي أُمَّ حَسَّانَ، إنني | بها قبل أن لا أملك البيع مشتري |
أحاديثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالدٍ | إذا هو أمسى هامة فوق صير |
تُجَاوِبُ أحْجَارَ الكِنَاسِ وتَشْتَكِي | إلى كلِّ معروفٍ تراهُ ومُنْكَرِ |
ذَرِيني أُطَوِّفْ فِي البلادِ لعلَّنِي | أخَلِّيكِ أو أغْنِيكِ عن سُوءِ مَحْضَرِ |
فإن فاز سهم للمنية لم أكن | جَزُوعاً، وهَلْ عن ذاكِ من مُتَأخَّرِ |
وإن فاز سهمي كفكم عن مقاعد | لكم خلف أدبار البيوت ومنظر |
تقول لك الويلات هل أنت تارك | ضَبُوءَاً بِرَجْلٍ تارة ً وبِمنسرِ |
ومستثبت في مالك العام إنني | أرَاكَ عَلَى أقْتَادِ صَرْماءَ مُذْكِرِ |
فَجُوعٍ بها لِلصَّالِحِينَ مَزِلَّة ٍ | مخوف رداها أن تصيبك فاحذر |
أبى الخفض من يغشاك من ذي قرابة | ومن كل سوداء المعاصم تعتري |
ومستهنيء زيد أبوه فلا أرى | له مدفعاً فاقني حياءك واصبري |
لَحَى الله صَعْلُوكاً إذَا جَنَّ ليلُهُ | مصافي المشاش آلفاً كل مجزر |
يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ | أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ |
يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً | يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ |
قَليلُ اِلتِماسِ الزادِ إِلّا لِنَفسِهِ | إِذا هُوَ أَمسى كَالعَريشِ المُجَوَّرِ |
يُعَينُ نساءَ الحَيِّ ما يَسْتَعِنَّهُ | ويمسي طليحاً كالبعير المسحر |
ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه | كَضَوْءِ شِهَابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ |
مطلاً على أعدائه يزجرونه | بساحتهم زجر المنيح المشهر |
وإنْ بَعِدُوا لا يَأْمَنُونَ اقْتِرَابَهُ | تَشَوُّفَ أهلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ |
فذلكَ إنْ يَلْقَ المنيّة َ يلْقَها | حَمِيداً، وإنْ يَسْتَغْنِ يوماً فأجْدِرِ |
أيهلك معتم وزيد ولم أقم | على ندب يوماً ولي نفس مخطر |
ستفزع بعد اليأس من لا يخافنا | كواسع في أخرى السوام المنفر |
يطاعن عنها أول القوم بالقنا | وبيض خفاف ذات لون مشهر |
فَيَوماً عَلى نَجدٍ وَغاراتِ أَهلِها | وَيَوماً بِأَرضٍ ذاتِ شَتٍّ وَعَرعَرِ |
يناقلن بالشمط الكرام أولي القوى | نِقَابَ الحِجَازِ في السَّرِيح المُسَيَّرِ |
يُرِيحُ عليَّ اللَّيلُ أضَيافَ ماجدٍ | كريم، ومالِي سَارحاً مالُ مُقْتِر |