خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي،
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي، | إنَّما أنتَ سائقٌ بفؤادي |
ما تَرَى العيْسَ بينَ سَوْقٍ وشَوْقٍ | لِربيعِ الرُّبوعِ، غَرْثَى ، صَوادي |
لمْ تُبقِّي لها المهامِهُ جسماً | غيرَ جِلْدٍ على عِظامٍ بَوادِ |
وتَحفَّتْ أخْفافُها، فَهِيَ تَمْشي، | من وَجَاها في مِثلِ جمرِ الرَّمادِ |
وبَراها الوَنى ، فَحّلَّ بُراها، | خَلّها تَرْتَوي ثِمادَ الوِهادِ |
شفَّها الوَجدُ إن عدِمتَ رِوَاهَا | فاسقِها الوَخدَ من جِفارِ المَهَادِ |
واستبقِهَا واستبقِهَا فهيَ ممَّا | تَتَرامى بِهِ إلى خيرِ وادِ |
عَمْرَكَ اللَّهَ، إنْ مَرَرّتَ بوادي | يَنْبُعٍ، فالدّهنْا، فَبَدْرٍ، غادي |
وسَلَكْتَ النّقا، فَأودانَ ودّا | ن، إلى رابِغِ الرَّوِيِّ الثّمادِ |
وقَطَعْتَ الحِرارَ، عَمداً، لِخيما | تِ قُدَيْدٍ مواطِنِ الأمجادِ |
وتَدانَيتَ مِن خُليصٍ، فَعَسْفا | نِ فمرِّ الَّظهرانِ مُلقَى البوادي |
ووَرَدتَ الجَمومُ، فالقَصرَ، فالدّكْـ | ـناء، طُرّاً مَناهِلَ الورِادِ |
وأتيتَ التَّنعيمَ فالزَّاهرَ الزَّا | هرَ نوراً إلى ذُرَى الأطوَادِ |
وعبرتَ الحجونَ واجتزْتَ فاخترْ | تَ، ازْدياراً، مشاهدَ الأوتادِ |
وبلغتَ الخيامَ فابلِغْ سلامي | عنْ حفاظٍ عُريبَ ذاكَ النَّادي |
وتَلَطّفْ، واذْكُرْ لَهُمْ بَعْضَ ما بي | من غرامٍ ما إنْ لهُ منْ نفادِ |
يا أخلايَ هلْ يعودُ التَّداني | منكُمُ بالحمَى بعودِ رُفادِي |
ما أمَرَ الفِراقِ، يا جِيرَة َ الحـ | يِّ، وأحلَى التّلاقِ بَعْدَ انْفِرادِ |
كيفَ يلتذُّ بالحياة ِ معنًّى | بَينَ أحْشائِهِ كَوَرْيِ الزِّنادِ |
عُمْرُهُ واصْطِبارُهُ في انْتِقاصٍ، | وجَواهُ ووَجْدُهُ في ازْديادِ |
في قُرَى مِصْرَ جِسْمُهُ، والأُصَيحا | بُ شآما والقلبُ في أجيادِ |
إن تعُدْ وَقفة ٌ فُويقَ الصُّحيرا | تِ رَواحاً، سَعِدْتُ بعْدَ بعادي |
يا رَعى اللَّهُ يَومَنا بالمُصَلَّى ، | حيثُ نُدعى إلى سبيلِ الرَّشادِ |
وِقبابُ الرِّكابِ بينَ الغليميـ | نِ، سِراعاً، لِلْمأزِمَينِ، غوَادي |
وسقَى جمعنَا بجمعٍ مُلثاً | |
مَنْ تَمنّى مالاً وَحُسْنَ مَآلٍ، | فَمُنائي مِنًى ، وأقصَى مُرادي |
يا أُهيلَ الحجازِ إن حكمَ الدَّهـ | ـرُ ببَينٍ، قَضَاءَ حَتْمٍ إرَادي |
فغرامِي القديمُ فيكمْ غرامي | وَوِدادي، كَما عَهِدْتُمْ، وِدادي |
قدْ سكنتمْ منَ الفؤادِ سُويداً | هُ، وَمِنْ مُقلَتي سَوَاءَ السّوَادِ |
يا سميري روِّحْ بمكَّة رُوحي | شادِياً، إنْ رَغِبتَ في إسْعادي |
فذُراها سِربي وَطيبى ثراهَا | وسبيلُ المسيلِ وِردي وزادي |
كانَ فيها أُنسِي ومعراجُ قُدسي | وَمَقامي المَقامُ، والفَتحَ بادِ |
نقلتني عنها الحظوظُ فجذًتْ | واردَاتي ولم تُدمْ أورادي |
آهِ لَوْ يَسْمَحُ الزَّمانُ بعَوْدٍ، | فَعَسَى أنْ تَعُودَ لي أعْيَادي |
قَسَماً بالحَطيمِ، والرّكْنِ، والأسْـ | ـتَارِ، والمَرْوَتَينِ، مَسْعَى العِبادِ |
وظلالِ الجنابِ والحِجرِ والمِيـ | زابِ والمستجابِ للقصَّادِ |
ما شَمِمْتُ البَشامَ إلاّ وأهْدى ، | لفؤادي تحيَّة ً من سعادِ |