أماوي! قد طال التجنب والهجر،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أماوي! قد طال التجنب والهجر، | وقد عذرتني، من طلابكم، العذرُ |
أماوي! إن المال غادٍ ورائح، | ويبقى ، من المال، الآحاديث والذكرُ |
أماوي! إني لا أقول لسائلٍ، | إذا جاءَ يوْماً، حَلّ في مالِنا نَزْرُ |
أماوي! إما مانع فمبين، | وإما عطاءٌ لا ينهنهه الزجرُ |
أماوي! ما يغني الثراءُ عن الفتى ، | إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدرُ |
إذا أنا دلاني، الذين أحبهم، | لِمَلْحُودَة ٍ، زُلْجٌ جَوانبُها غُبْرُ |
وراحوا عجلاً ينفصون أكفهم، | يَقولونَ قد دَمّى أنامِلَنا الحَفْرُ |
أماوي! إن يصبح صداي بقفرة ٍ | من الأرض، لا ماء هناك ولا خمرُ |
ترى ْ أن ما أهلكت لم يك ضرني، | وأنّ يَدي ممّا بخِلْتُ بهِ صَفْرُ |
أماوي! إني، رب واحد أمه | أجرت، فلا قتل عليه ولا أسرُ |
وقد عَلِمَ الأقوامُ، لوْ أنّ حاتِماً | أراد ثراء المال، كان له وفرُ |
وإني لا آلو، بكالٍ، ضيعة ، | فأوّلُهُ زادٌ، وآخِرُهُ ذُخْرُ |
يُفَكّ بهِ العاني، ويُؤكَلُ طَيّباً | وما إن تعريه القداح ولا الخمرُ |
ولا أظلِمُ ابنَ العمّ، إنْ كانَ إخوَتي | شهوداً، وقد أودى ، بإخوته، الدهرُ |
عُنينا زماناً بالتّصَعْلُكِ والغِنى | كما الدهر، في أيامه العسر واليسرُ |
كَسَينا صرُوفَ الدّهرِ لِيناً وغِلظَة ً | وكلاً سقاناه بكأسيهما الدهرُ |
فما زادنا بأواً على ذي قرابة ٍ، | غِنانا، ولا أزرى بأحسابِنا الفقرُ |
فقِدْماً عَصَيتُ العاذِلاتِ، وسُلّطتْ | على مُصْطفَى مالي، أنامِلِيَ العَشْرُ |
وما ضَرّ جاراً، يا ابنة َ القومِ، فاعلمي | يُجاوِرُني، ألاَ يكونَ لهُ سِترُ |
بعَيْنيّ عن جاراتِ قوْميَ غَفْلَة ٌ | وفي السّمعِ مني عن حَديثِهِمِ وَقْرُ |