حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حننتُ إلى الأجبال، أجبال طيءٍ، | وحَنّتْ قَلوصي أن رَأتْ سوْطَ أحمرَا |
فقُلتُ لها: إنّ الطّريقَ أمامَنا | وإنّا لَمُحْيُو رَبْعِنا إنْ تَيَسّرَا |
فيا راكبيْ عليا جديلة ، إنما | تُسامانِ ضَيْماً، مُسْتَبيناً، فتَنْظُرَا |
فَما نَكَراهُ غيرَ أنّ ابنَ مِلْقَطٍ | أراهُ، وقد أعطى الظُّلامة َ، أوجَرَا |
وإنّي لمُزْجٍ للمَطيّ على الوَجَا | وما أنا مِنْ خُلاّنِكِ، ابنَة َ عفزَرا |
وما زلتُ أسعى بين نابٍ ودارة ٍ | بلَحْيانَ، حتى خِفتُ أنْ أتَنَصّرا |
وحتى حسِبتُ اللّيلَ والصّبحَ، إذا بدا | حصانين سيالين جوذاً وأشقرا |
لشعبٌ من الريان أملك بابه، | أنادي به آلَ الكبير وجعفرا |
أحَبُّ إليّ مِنْ خَطيبٍ رَأيْتُهُ | إذا قُلتُ مَعروفاً، تَبَدّلَ مُنْكَرَا |
تنادي إلى جارتها: إن حاتماً | أراهُ، لَعَمْري، بَعدنا، قد تغَيّرَا |
تغيرت، إني غير آتٍ لريبة ٍ، | ولا قائلٌ، يوْماً، لذي العُرْفِ مُنكَرَا |
ولا تَسأليني، واسألي أيُّ فارِسٍ | إذا بادَرَ القوْمُ الكَنيفَ المُستَّرَا |
فلا هي ما ترعى جميعاً عشارها، | ويُصْبحُ ضَيْفي ساهِمَ الوَجهِ، أغبرَا |
متى تَرَني أمشي بسَيفيَ، وَسْطَها | تخفني وتضمره بينها أن تجزَّرا |
وإني ليغشى أبعد الحي جفمتي، | إذا ورقُ الطلح الطوال تحسَّرا |
فلا تَسْأليني، واسألي بيَ صُحْبَتي | إذا ما المطيّ، بالفلاة ، تضورا |
وإني لوهاب قطوعي وناقتي، | إذا ما انتشيت، والكمت المصدِّرا |
وإنّي كأشلاءِ اللّجام، ولنْ ترَى | أخا الحرب إلا ساهمَ الوجه، أغبرا |
أخو الحرب، إن عضت به الحرب عضها | وإن شمَّرت عن ساقها الحربُ شمرا |
وإني، إذا ما الموتُ لم يكُ دونهُ | قَدَى الشّبرِ، أحمي الأنفَ أن أتأخّرَا |
متى تَبْغِ وُدّاً منْ جَديلَة َ تَلْقَهُ | مَعَ الشِّنْءِ منهُ، باقياً، مُتأثّرَا |
فإلاّ يُعادونا جَهَاراًنُلاقِهِمْ | لأعْدائِنا، رِدْءاً دَليلاً ومُنذِرَا |
إذا حالَ دوني، من سُلامانَ، رَملة ٌ | وجدتُ توالي الوصل عندي أبترا |