آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ ( معلقة )
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
آذَنَتْنَا بِبَينِهَا أَسْماءُ | رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ |
آَذَنَتنا بِبَينِها ثُمَّ وَلَّت | لَيتَ شِعري مَتى يَكونُ اللِقاءُ |
بَعْدَ عَهْدٍ لَنَا بِبُرْقَة ِ شَمّاءَ | فَأَدْنَى دِيارِها الخَلْصاءُ |
فالمحّياة ُ فالصِّفاحُ فأعنـا | قُ فتاق ٍ فعاذبٌ فالوفاءُ |
فرياضُ القطـا فأودية ُ الشُّر | بُبِ فالشُّعْبَتَانِ فالأَبلاءُ |
لا أرى من عهِدتُ فيها فأبكي الـ | يومَ دلْهـاً وما يحيرُ البكاءُ |
َوبعينيكَ أوقدتْ هندٌ النا | رَ أخِيرا تُلْوِي بِهَا العَلْيَاءُ |
أوقَـدتْهـا بينَ العقيقِ فشخصيـ | ــن بعودٍ كما يلوحُ الضياءُ |
فَتَنَوَّرتُ نارَها مِن بَعيدٍ | بِخَزارٍ هَيهاتَ مِنكَ الصلاءُ |
غَيرَ أنّي قَد أسْتَعينُ عَلَى الهَمِّ | إذَا خَفَّ بالثَّويِّ النَّجَاءُ |
بِزَفوفٍ كأنَّها هِقْلَة ٌ أُمُّ | ــمٌ رئالٍ دّوّية ُ سقـفــاءُ |
آنستْ نبــأة ً وأفــزَعها الـقُـ | عَصْرا وَقَدْ دَنَا الإمْساءُ |
فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْع وَالوَقْـ | ــعِ منينـاً كأنهُ إهبــاءُ |
وَطِرَاقا مِنْ خَلفهِنَّ طِرَاقٌ | ساقطاتٌ ألوتْ بها الصحراءُ |
أتلهّـى بهـا الهـواجرَ إذ كلُّ ابـ | ــنِ هـــمٍّ بليّــة ٌ عميــاءُ |
وَأَتانا عَن الأَراقِمِ أَنبا | ءٌ وَخَطبٌ نُعنى بِهِ وَنُساءُ |
إِنَّ إخْوَانَنَا الأرَاقِمَ يَغلُو | نَ علينــا في قيلهــمْ إحفاءُ |
يخلطونَ البريءَ منّـا بذي الذَّنـ | وَلاَ يَنْفَعُ الخَلِيَّ الخَلاءُ |
زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العَي | رَ مَوالٍ لَنا وَأَنّا الوَلاءُ |
أَجمَعوا أَمرَهُم بِلَيلٍ فَلَمّا | أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوضاءُ |
منْ منـادٍ ومنْ مجيبٍ ومِنْ تصـ | ـهَالِ خَيْلٍ خِلاَلَ ذَاكَ رُغاءُ |
أيُّــها الناطقُ المرقِّـشُ عنّـا | عِنْدَ عَمْرو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ |
لا تَخَلْنَا عَلى غَرَاتِكَ إنَّا | قبلُ ما قدْ وشى بنا الأعداءُ |
فبقينــا على الشناءة ِ تَنميــ | ـنا حصونٌ وعـزّة ٌ قعساءُ |
قبلَ ما اليومِ بيَّضتْ بعيونِ الـنـ | ـاسِ فيها تغـيُّــظٌ وإباءُ |
وَكَأَنَّ المَنُونَ تَرْدي بِنَا أَرْ | عـنَ جَـوناً ينجابُ عنهُ العماءُ |
مكفهّراً على الحوادثِ لا تـرْ | تُوهُ للدَّهْرِ مُؤْيدٌ صَمَّاءُ |
اَيّما خُطَّةٍ أَرَدتُم فَأَدّ | ها إِلَينا تَمشي بِها الأَملاءُ |
إِن نَبَشتُم ما بَينَ مِلحَةَ فَالصا | قِبِ فيهِ الأَمواتُ وَالأَحياءُ |
أَو نَقَشتُم فَالنَقشُ تَجشَمُهُ النا | سُ وَفيهِ الصَلاحُ وَالإِبراءُ |
أوْ سكـتّــمْ عنّــا فكنّــا كمنْ أغْـ | ـمضَ عيناً في جفنِها الأقذاءُ |
أو منعـتمْ ما تسألونَ فمن حُــدِّ | ثْتُمُوهُ لَهُ عَلَيْنَا العَلاَءُ |
هَلْ عَلِمْتُمْ أيّامَ يُنْتَهَبُ النَّا | سُ غِوَارا لِكُلِّ حَيٍّ عُوَاءُ |
إِذ رَفَعنا الجِمالَ مِن سَعَفِ البَح | رَينِ سَيراً حَتّى نَهاها الحِساءُ |
ثــمّ ملنا على تميـمٍ فأحرمْـ | وَفِينَا بَنَاتُ قَوْمٍ إمَاءُ |
لا يقيـمُ العزيزُ بالـبلـدِ السّهـ | ــلِ ولا ينفعُ الذليلَ النجاءُ |
لَيسَ يُنجي مُوائِلاً مِن حِذارِ | رَأَسُ طَودٍ وَحَرَّةٌ رَجلاءُ |
فَمَلَكنا بِذَلِكَ الناسَ حَتّى | مَلَكَ المُنذِرُ بِنُ ماءِ السَماءِ |
وَهُوَ الرَبُّ وَالشَهيدُ عَلى يَو | مِ الحَيارَينِ وَالبَلاءُ بَلاءُ |
مـلــكٌ أضرعَ البريـّة َ لا يُـو | جـدُ فـيها لما لـديهِ كفاءُ |
فَاِترُكوا البَغيَّ وَالتَعَدي وَإِما | تَتَعاشوا فَفي التَعاشي الدَاءُ |
وَاِذكُرُوا حِلفَ ذي المَجازِ وَما قُ | دِّمَ فيهِ العُهودُ وَالكُفَلاءُ |
حَذَرَ الخَونِ وَالتَعَدّي وَهَل يَن | قُضُ ما في المَهارِقِ الأَهواءُ |
وَاِعلَموا أَنَّنا وَإِيّاكُم في | ما اِشتَرَطنا يَومَ اِختَلَفنا سَواءُ |
أَعَلَينا جُناحُ كِندَةَ أَن يَغ | نَمَ غازِيهُمُ وَمِنّا الجَزاءُ |
أم عَلَينا جُرّى حَنيفَةَ أَو ما | جَمَّعَت مِن مُحارِبٍ غَبراءُ |
أَم جَنايا بَني عَتيقٍ فَمَن يَغ | دِر فَإِنّا مِن حَربِهِم بُراءُ |
أَم عَلَينا جَرّى العِبادُ كَما ني | طَ بِجَوزِ المَحمَلِ الأَعباءُ |
أَم عَلَينا جَرّى قُضاعَةَ أَم لَي | سَ عَلَينا مِمّا جَنوا أَنداءُ |
لَيسَ مِنّا المُضَرَّبونَ وَلا قَي | سٌ وَلا جَندَلٌ وَلا الحَدَاءُ |
أَم عَلَينا جَرّى إِيادٍ كَما قي | لَ لِطَسمٍ أَخوكُم الأَبّاءُ |
وَثَمانونَ مَن تَميمٍ بِأيدي | هم رِماحٌ صُدُورُهُنَّ القَضاءُ |
لَم يُخَلّوا بَني رِزاحٍ بِبَرقا | ءِ نِطاعٍ لَهُم عَلَيهُم دُعاءُ |
تَرَكوهُم مُلَحَّبينَ فَآبوا | بِنهابٍ يَصَمُّ فيهِ الحُداء |
وَأَتَوهُم يَستَرجِعُونَ فَلَم تَر | جِعُ لَهُم شامَةٌ وَلا زَهراءُ |
ثُمَّ فاءَوا مِنهُم بِقاصِمَةِ ال | ظَّهرِ وَلا يَبرُدُ الغَليلَ الماءُ |
ثُمَّ خَيلٌ مِن بَعدِ ذاكَ مَعَ الغَ | لّاقِ لا رَأَفَةٌ وَلا إِبقاءُ |
ما أصابوا مِن تَغلَبِيِّ فَمَطَلو | لٌ عَلَيهِ إِذا تَوَلّى العَفاءُ |
كَتَكاليفِ قَومِنا إِذ غَزا المُن | ذِرُ هَلِ نَحنُ لابنِ هِندٍ رِعاءُ |
إِذ أَحَلَّ العَلاَةَ قُبَّةَ مَيسو | نَ فَأَدنى دِيارِها العَوصاءُ |
فَتَأَوَّت لَهُم قَراضِبَةٌ مِن | مُحلِّ حَيٍّ كَأَنَّهُم أَلقاءُ |
فَهَداهُم بِالأَسوَدَينِ وَأَمرُ اللَ | هِ بَلغٌ يَشقى بِهِ الأَشقياءُ |
إِذ تَمَنّونَهُم غُروراً فَساقَت | هُمِ إِلَيكُم أُمنِيَّةٌ أَشراءُ |
لَم يَغُرّوكُم غُروراً وَلَكن | يَرفَعُ الآلُ جَمعَهُم وَالضَحاءُ |
أَيُّها الشانِئُ المُبلِّغُ عَنّا | عِندَ عَمرَوٍ وَهَل لِذاكَ اِنتهاءُ |
مَلِكٌ مُقسِطٌ وَأَكمَلُ مَن يَم | شي وَمِن دونَ ما لَدَيهِ الثَناءُ |
إِرمي بِمثلِهِ جالَتِ الجِنُّ | فَآبَت لِخَصمِها الأَجلاءُ |
مَن لَنا عِندَهُ مِنَ الخَيرِ آيا | تٌ ثَلاثٌ في كُلِّهِنَّ القَضاءُ |
آيةٌ شارِقُ الشَقيقَةِ إِذ جا | ءَوا جَميعاً لِكُلِّ حَيٍّ لِوَاءُ |
حَولَ قَيسٍ مُستَلئِمِينَ بِكَبشٍ | قَرَظِيٍّ كَأَنَّهُ عَبلاءُ |
وَصَتيتٍ مِنَ العَواتِكِ ما تَن | هاهُ إِلّا مُبيَضَّةٌ رَعلاءُ |
فَجَبَهناهُمُ بِضَربٍ كَما يَخرُجُ | مِن خُربَةِ المَزادِ الماءُ |
وَحَمَلناهُمُ عَلى حَزمِ ثَهلا | نِ شِلالاً وَدُمِّيَ الأَنساءُ |
وَفَعَلنا بِهِم كَما عَلِمَ اللَ | هُ وَما إِن لِلحائِنينَ دِماءُ |
ثُمَّ حُجراً أَعني اِبنَ أُمِّ قَطَامٍ | وَلَهُ فَارِسِيَّةٌ خَضراءُ |
أَسَدٌ في اللِقاءَ وَردٌ هَموسٌ | وَرَبيعٌ إِن شَنَّعَت غَبراءُ |
فَرَدَدناهُم بِطَعنٍ كَما تُن | هَزُ عَن جَمَّةِ الطَوِيِّ الدِلاءُ |
وَفَكَكنا غُلَّ اِمرِئِ القَيسِ عَنهُ | بَعدَ ما طالَ حَبسُهُ وَالعَناءُ |
وَأَقَدناهُ رَبَّ غَسانَ بِالمُن | ذِرِ كَرهاً إِذ لا تُكالُ الدَماءُ |
وَفَدَيناهُمُ بِتِسعَةِ أَملا | كٍ نَدَامى أَسلابُهُم أَغلاءُ |
وَمَعَ الجَونِ جَونِ آَلِ بَني الأَو | سِ عَنُودٌ كَأَنَّها دَفواءُ |
ما جَزِعنا تَحتَ العَجاجَةِ إِذ وَ | لَّت بِأَقفائِها وَحَرَّ الصِلاءُ |
وَوَلَدنا عَمرو بِن أُمِّ أُناسٍ | مِن قَريبٍ لَمّا أَتانا الحِباءُ |
مِثلُها تُخرِجُ النَصيحةَ لِلقَو | مِ فَلاةٌ مِن دونِها أَفلاءُ |