أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ | فأصبح مذموماً به كل مذهب |
خَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباً | يضاحكني من كان يهوى تجنبي |
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى عَقَلْتُ وَرَاجَعَتْ | روائع قلبي من هوى متشعب |
وقالوا صحيح مابه طيف جنة | ولا الهمُّ إلاَّ بِافْتِرَاءِ التَّكّذُّبِ |
وَلِي سَقَطَاتٌ حِينَ أُغْفِلُ ذِكْرَهَا | يَغُوصُ عَلَيْها مَنْ أرَادَ تَعَقُّبي |
وشاهد وجدي دمع عيني وحبها | برى اللحم عن أحناء عظمي ومنكبي |
تجنبت ليلى أن يلج بي الهوى | وهيهات كان الحب قبل التجنب |
فما مغزل أدماء بات غزالها | بِأسْفَل نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وَحلَّبِ |
بِأحْسَنَ مِنْ لِيْلَى وَلاَ أمُّ فَرْقَد | غَضِيضَة ُ طَرْفٍ رَعْيُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ |
نَظَرْتُ خِلاَلَ الرَّكْبِ فِي رَوْنَقِ الضُّحى | بِعَيْنَيْ قُطَامِيٍّ نَما فَوْقَ عُرْقُبِ |
إلى ظعن تحدى كأن زهاءها | نَوَاعِمُ أثْلٍ أوْ سَعِيَّاتُ أثْلَبِ |
وَلَمْ أرَ لَيْلى غَيْرَ مَوْقِفِ سَاعَة ٍ | بِبَطْنِ مِنى تَرمِي جِمَارَ المُحَصَّبِ |
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر | مَعَ الصُّبحِ في أعقاب نجْمٍ مُغرِّب |
ألاَ إنَّمَا غَادَرْتِ يَاأمَّ مَالِكٍ | وَيُبدِي الحصى منها إذا قَذَفَتْ به |
حَلَفْتُ بِمَنْ أرْسى ثَبِيراً مَكانَهُ | عَليْهِ َضَبابٌ مِثْلُ رَأْس المُعَصَّبِ |
وما يسلك الموماة من كل نقصة | طليح كجفن السيف تهدى لمركب |
خَوارِج مِنْ نُعْمَانَ أوْ مِنْ سُفوحِهِ | إلى البيت أو يطلعن من نجد كبكب |
لقد عشت من ليلى زماناًأحبها | أرى الموت منها في مجيئي ومذهبي |
ولما رأت أن التفرق فلتة | وأنا متى ما نفترق نتشعب |
أشارت بموشوم كأن بنانه | من اللين هداب الدمقس المهذب |