حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
حَيَّ بُلْبَيْسَ مَنْزِلاً في العِمارهْ | وتوجهْ تلقاءَ بئرِ عُمارهْ |
فالبِتِيَّاتِ فالحِرازِ فَتُبْتيـ | ـــت فشبرا البيوم فالخمارهْ |
وإذا جِئْتَ حَاجِراً بَيْنَ بَلْبَيْـ | ـس وقليوبَ من خرابِ فزارهْ |
فارجِعِ السَّيْرَ بَيْنَ بِنْها وَأتْـ | ـرِيبَ وكلٌّ لِشاطِىء ِ البَحْر جَارَه |
وإذا ما خطرتَ من جانبِ الرمـ | ـلِ بِفاقُوسَ فاقْصِدِ الخَطَّارَه |
وشمنديلَ وهي منزلة ُ الجيــ | ـشِ وسعدانة ٍ محلِّ غراره |
خَلِّني مِنْ هَوَى البَداوة ِ إني | لست أهوى إلا جالَ الحضاره |
واقر تللك القرى السلام فإن أعـ | ـيَتْكَ منها عبارَة ٌ فإشارَه |
إنَّ قَلْبي أضْحَى إلى ساكِنِيها | باشتياقٍ وَمُهْجَتي مُسْتَطاره |
أذكرتنا عيشاً قديماً نزعنا | هُ لِبَاساً كالحُلَّة ِ المُسْتعَارَه |
وزماناً في الحُسْنِ وجْهَ عَلِيٍّ | ذا بَهاءٍ وبَهْجَة ٍ ونَضَاره |
صاحبٌ لا يزالُ بالجُودِ والإفـ | ـضالِ طلق اليدينِ حلو العباره |
كم هدانا من فضلهِ بكتابٍ | معجزٍ من علومهِ بآثاره |
وجههُ مسْفِرٌ لعافيهِ ما نحــ | ـتاجُ في الجود عنده لسفاره |
يدهُ رقعة ُ الصباحِ فما أغـ | ـربها من سلامة ٍ وطهاره |
يَذْكُرُ الوعْدَ في أُمورٍ ولا يَذْ | كُرُ جَدْوى وَلو بكلِّ إمارَه |
إنما يذكرُ العطيَّة َ من كا | نتْ عَطاياهُ تارة ً بعدَ تاره |
سَيِّدي أنْتَ نُصرَتي كلما شَنَّ | عَلَيَّ الزَّمانُ بالفَقْرِ غارَه |
شاب رأسي وما رأست كأني | زامِرُ الحَيِّ أوْ صغيرُ الحاره |
وَابن عِمْرانَ وهْوَ شَرُّ مَتاع | للورى في بطانة ٍ وظهاره |
حَسَّنَ القُرْبُ منكُم قُبحَ ذِكْرَا | هُ كتحسين المسك ذكراً لفاره |
فهو في المدح قطرة ٌ من سحابي | وهو في الهجو من زنادي شراره |
ما لهُ مِيَزَة ٌ عَلَيَّ سِوَى أنَّ | له بغلة ً ومالي حماره |
وَعِياطٌ تُدْوَى الدَّوَاوينُ منه | لا بمعنًى كأنه طِنْجِهَاره |
يَتَجنَّى بِسُوءِ خُلْقٍ عَلَى النا | سِ ونفسٍ ظلومة ٍ كفاره |
لم تهذبهُ كل قاصرة ِ الطـ | ـرفِ أجادتْ بأخدعيهِ القصاره |
وابن يغمورَ إذ كساهُ من الـ | ـدِّرَّة ِ دِرْعاً كأَنّه غَفَّارَه |
طبعت رأسهُ دماً وبساطي | جلدة ً أو حسبته جلناره |
وسليمانُ كلما قرع القرْ | عَة َ طَنَّتْ كأنها نُقَّارَه |
وقعاتٌ تنسي المؤرخَ ما كا | نَ من سنبسٍ ومن زناره |
إن جَهِلتُمْ ما حلَّ في ساحلِ الشَّيْخِ | ـخِ من الصفحِ فاسألوا البحاره |
قالتِ البغلة ُ التي أوقعتهُ | أنا مالي على الغبونِ مراره |
إنَّ هذا شيخٌ له بجواريـ | معَ الناس كلَّ يومٍ صِهَارَه |
قُلْتُ لا تفتَري عَلَى الشاعرِ الفقِّـ | ـهِ ، قالت : سلِ الفقيه عُماره |
لو أتاهُ في عرسهِ شطرُ فلسٍ | لرأى البيع رجلة َ وشطاره |
قلتُ هذا شادُّ الدَّوَاوينِ، قالتْ | ما أُولِّي هذا علَى الخَرَّاره |
قلتُ ذي غيرة ُ الأبيرة ِ ألاَّ | تشتهي أن تفارقَ الأباره |
قالت أقْوَى وكيفَ أُغْيَرُ مِنّي | عند شيخٍ كلٍّ بغيرِ زباره |
قلتُ: ما تَكْرَهينَ منه؟ فقالت | أَيُّ بُخْلٍ فيه وأيُّ قَتارَه |
أنا في البيتِ أشتهي كفَّ تبنٍ | ومنَ الفرطِ أشتهي نُوَّاره |
وعَلِيقي عليه أرْخَصُ مِنْ ما | لِ المَوارِيثِ في شِرا ابنِ جُبَاره |
سَرَق النِّصْفَ واشتَرى النِّصف بالنِّصْـ | فِ وَأفْتَى بأنَّ هذا تجارَه |
لاتلوموا إذا وقعتُ من الجو | عِ فإني من الخوى خواره |
ما كفاه من الطَّوافِ ببلبيـ | ـسَ إلى أن يطوفَ بي السياره |
آه من ضيعتي وما ذاك إلا | أنَّ مالي عَلَى الغُبونِ مَرارَه |
أُكْمِلَتْ خِلْقَتي وَشَيبي ومالي | في حجورٍ أختٌ ولافي مهاره |
أيُّ شبرية ٍ ألذُّ وطاءً | من ركوبي وأيما شباره |
عَيَّرَتْني بها بِغالُ الطواحِيـ | ـنِ، وقالتْ تَمَّتْ عليكِ العِيارَه |
دُرْتُ حتى وَقَعْتُ عنْدَ المَناحِيـ | ـسِ فيا لَيتَ أنني دَوَّارَه |
ولقد أنذرتهُ فرأيتهُ | جَاهِلِيّاً لمْ تُغْنِ فيهِ النِّذاره |
وَقَوافيَّ ليسَ فيها صِقالٌ | من ندى لا وليس فيها زفاره |
كلُّ عذراءَ ما تردُّ من الكُـ | ـفءِ بعيبٍ ولا زوال بكاره |
سرن من حسنهنَّ في الشرقِ والغرْ | بِ فَكْنَّ الكَواكِبَ السَّيَّاره |
لَنْ يَصِيدَهُنَّ النَّوال مِنْ بَحْرِ فكري | أو يصطاد الدُّرُّ بالسناره |
غير أني أعددتها لخطايا | وَذُنُوبٍ أسْلَفْتُها كَفَّارَه |
أَوَلَمْ تَدْرِ أنَّ مَدْحَ عَلِيٍّ | مثلُ حجٍّ وعمرة ٍ وزياره |
أيها الصاحب المؤمل أدعو | كَ دُعاءَ استغاثَة ٍ واستجارَه |
أَثْقَلَتْ ظَهريَ العِيالُ وقد كُنْـ | ـتُ زماناً بهم خفيفَ الكاره |
ولو أني وحدي لكنت مريداً | في رِباطٍ أو عَابِداً في مَغارَه |
أحسبُ الزهدَ هيناً وهو حربٌ | لستُ فيه ولا مِنْ النَّظَّارَه |
لا تَكلْنِي إلى سِواكَ فَأخْيَا | رُ زماني لا يمنحونَ خياره |
وَوُجُوهُ القُصَّادِ فيه حَدِيدٌ | وقلوبُ الأجواد فيه حجاره |
فإذا فاز كف حرٍّ ببرٍّ | فهو إما بنقضة ٍ أو نشاره |
إنَّ بيتي يقول قد طال عهدي | بدخولِ التَلِّليس لي والشكاره |
وطعامٍ قد كان يعهده النا | سُ متاعاً لهم وللسياره |
فالكوانينُ ما تعابُ من البر | دِ بِطَبَّاخة ٍ وَلا شَكَّاره |
لابساطٌ ولا حصيرٌ بدهليـ | ـزي ولا مجلسي ولا طياره |
ليس ذا حالُ من يريدُ حياة ً | لِعيالٍ ولا لِبَيْتٍ عِمَارَه |
قلتُ إنَّ الوَزيرَ أسْكَنَ غيْرِي | في مَكاني ولي عليه إجَاره |
قيل إن الوزيرَ لن يقصد الفسـ | ـخَ، فَلِمَ لا رَاجعْتَ في الخَرَّاره |
أسقَطَتْه مِنْ ظَهْرِنَا فأَرَتْنَا | جيبه لازماً لبطن المحاره |
ثمَّ شَدُّوه بالإزارِ فخِلْنا | هُ الخياليَّ مِنْ ورَاءِ السِّتاره |
لم يُفضِّل عليك غيركَ لكـ | عطاياهُ كَالكُؤُوسِ المُدارَه |
فسأَغْدُو به سعيداً كأني | لاعْتِدالِ الرَّبيعِ للشمسِ دارَه |
وَيَشُوقُ الأضْيافَ في بادَهَنْجٍ | مِنْ بعيدٍ قُرُونَهُ كالمَناره |
إنَّ بتاً يغشاهُ كلُّ فقيرٍ | من عليٍّ في ذمة ٍ وخفاره |
صَرَفَ الله السُّوءَ عنه وَآتا | هُ مِنَ المَجْدِ والعُلا ما اختَاره |