ومن بعده سرُّ الطهارة ِ واضحٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ومن بعده سرُّ الطهارة ِ واضحٌ | يسيرُ على أهلِ التيقظِ والذكا |
فكم طاهرٍ لم يتصف بطهارة ٍ | إذا جاورَ البحرَ اللدنيَّ واحتمى |
ولو غاص في البحر الأُجاج حياته | ولم يفنِ عن بحرِ الحقيقة ِ ما زكا |
إذا استجمرَ الإنسانُ وتراً فقد مشى | على السنة ِ البيضاءِ خلقاً لمن مضى |
فإن شفع استجمارَه عاد خاسراً | وفارق من يهواه من باطنِ الرَّدى |
وإن غسل الكفينِ وتراً ولم يزلْ | بخيلاً بما يهوى على فطرة ِ الأولى |
فلا غسلت كفّ خضيبٍ ومعصمٍ | إذا لم يلح سيف التوكُّل ينتضى |
إذا ولد المولود قابضُ كفِّه | فذاكَ دليلُ البخلِ والجمعِ يا فتى |
ويبسطها عند المماتِ مُخبراً | بتركِ الذي حصلتْ في منزلِ الدنا |
إذا صح غسلُ الوجه صَحَّ حياؤه | وصحَ له رفعُ الستورِ متى يشا |
وإن لم يمسَّ الماءُ لمة َ رأسهِ | ولا وقعتْ كفاه في ساحة ِ القفا |
فما انفكَّ من رقِّ العبودية ِ التي | تسحرها الأغيارُ في منزلِ السوى |
وإن لم ير الكرسيَّ في غسلِ رجلهِ | تناقضَ معنى الطهرِ للحينِ وانتفى |
إذا مضمضَ الإنسانُ فاه ولم يكنْ | برياً من الدعوى وفتياً بما ادعى |
ومستنشقٍ ماشمَّ ريحَ اتصالهِ | ومستنثرٍ أودى بكثرة ِ الردى |
صماخاه ماينفكُ يطهرُ إن صغى إلى | أحسنِ الأقوالِ واكتف واقتفى |