إذا النور من فارٍ أو من طُور سيناء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إذا النور من فارٍ أو من طُور سيناء | أتى عاد ناراً للكليم كما شاء |
فكلمه منه وكان لحاجة | رآهُ بهِ فاسترسلَ الحالَ أشياءَ |
وإنشاءَ ربُّ الوقتِ منْ حالِ منْ سعى | على أهلِه من خالصِ الصدق انشاء |
وأما أنا من أجلِ أحمدَ لمْ أرى | سوى بلة ٍ منْ قدرِ راحتنا ماءَ |
فلم يك ذاك القول إلا ببقعة | من الوادِ سمَّاها لنا طورَ سيناءَ |
واسمعني منها كلاماً مقدَّسا | صريحاً فصحَّ القولُ لمْ يكُ إيماءَ |
ولم يحكم التكليفَ فينا بحالة | وجاء به الله المهيمنُ أنباء |
فألقيتُ كلَّ اسمٍ لكوني وكونهِ | إذا انصف الرائي يفصل اسماء |
وكان إلى جنبي جلوساً ذووا حجى ً | فلم يفشه من أجلهم لي إفشاء |
وما ثم أقوالٌ تُعاد بعينها | إلاَّ كلَّ مافي الكونِ للهِ لهُ بداءَ |
إذا ماتتِ الألباب من طول فكرها | أتى الكشفُ يحييها من الحقِّ إحياءَ |
وقدْ كانَ أخفاها من أجلِ عشرتي | لنكرٍ بهمْ قدْ قامَ إذْ قالَ إخفاءَ |
خفاها فلمْ تظهرْ دعاها فلمْ تجبْ | وكان الدعا ليلا فأحدثَ إسراء |
ليظهر آياتٍ ويبدي عجائبا | لناظره حتى إذا ما انتهى فاء |
إلى أهله من كلِّ حسٍّ وقوّة | فقرَّب أحباباً وأهلكَ أعداءَ |
وأرسل أملاكا بكل حقيقته | إليهِ على حبٍّ وألفَ أجزاءَ |
وأبدى رسوما داثراتٍ من البلى | فأبرزَ أمواتاً وأقبرَ أحياءَ |
وأظهر بالكاف التي عميت بها | عقول عن إدراك التكافؤ أكفاء |
وما كانتِ الأمثالُ إلاَّ بنورهِ | فكانت لهُ ظلاًّ وفي العلمِ أفياءَ |
وارسل سحباً مُعصراتٍ فامطرتْ | لترتيبِ أنواء وحرَّم أنواء |
فرَوْضكَ مطلولٌ بكلِّ خميلة ٍ | إذا طلهُ أوحى منَ الليلِ أنداءَ |
فعطرَ أعرافاً لهاه فتعطرتْ | أزاحَ بها عنْ روضهِ اليانعِ الداءَ |
وصيرَها للداءِ عنها مزيلة ٌ | فكانت شفاءً للمسامِ وأدواءَ |
وأطلع فيها الزهر من كلِّ جانبٍ | نجوما تعالت في الغصون وأضواء |
وقدْ كانتِ الأرجاءُ منْها على رحى | فأوصلها خيراً وأكبرَ نعماءَ |
فهذي علومُ القوم إنْ كنتَ طالباً | ودعْ عنكَ أغراضاً تصدُّ وأهواءَ |
فدونك والزم شرعَ أحمد وحدَه | فإنَّ لهُ في شرعة ِ الكلِّ سيساءَ |