أما لك ترثي لحالة ِ مكمدِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أما لك ترثي لحالة ِ مكمدِ | فينسَخَ هَجرَ اليَوم وَصلُك في غدِ |
أراكَ صرَمتَ الحبلَ دوني وطالما | أقمتُ بذاك الحبل مستمسكَ اليدِ |
و عوضتني بالسخطِ من حالة ِ الرضا | ومن أُنْسِ مألوفٍ بحالة ِ مُفرَدِ |
و ما كتنمُ عودتمُ الصبَّ جفوة ً | و صعبٌ ، على الإنسانِ ، ما لم يعودِ |
طويتُ شغافَ القلب موسى على الأسى | وأغْريتَ بالتّسكابِ جَفنَ المُسهَّد |
وما أنتَ إلاَّ فِتنة ٌ تَغْلِبُ الأُسى | وتفعَلُ بالألحاظِ فِعلَ المهنّد |
و توجكَ الرحمنُ تاجَ ملاحة ٍ | وبهجة َ إشراقٍ بها الصبحُ يَهتدي |
يميلُ بذاكَ القدَّ غصنُ شبابه | كميل ِ نسيم الريحِ بالغصنِ الندي |
و يهفو فيهفو القلبُ عند انعطافه | فهَلاَّ رأى في العَطفِ سُنّة َ مُقتَد |
أبى اللهُ إلاَّ أنَّ عزَّ جمالهِ | يسومُ به الأحرارَ ذلة َ أعبدِ |
له الطَّولُ إن أدنى ولا لومَ إن جفا | على كلّ حالٍ فهوَ غيرُ مفند |
أقولُ له والبينُ زمتْ ركابه | و قد راع روعي صوتُ حادٍ مغرد : |
دنا عنكَ ترحالي ولا لي حيلة ٌ | إذا حِيلَ بينَ الزادِ والمُتزوِّد |
وإني وإن لم يبقَ لي دونكم سوى | حديثِ الأماني موعداً بعد موعد |
لأصْبرُ طَوعاً واحتِمالاً فَرُبما | صروفُ الليالي مسعداتٌ بأسعدْ |
وأبعثُ أنفاسي إذا هبّت الصَّبا | تروحُ بتسليمي عليكَ وتغتدي |