أُقَلِّدُ وجدي فليبرهِنْ مُفنِّدي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أُقَلِّدُ وجدي فليبرهِنْ مُفنِّدي | فما أضْيعَ البرهانَ عِندَ المقلِّدِ |
هبوا نصحكم شمساً فما عينُ أرمدٍ | بأكره في مرآهُ من عينِ مكمدِ |
غزالٌ براهُ الله من مسكة ٍ سبى | بها الحسنُ منا مسكة َ المتجلدِ |
و ألطفَ فيها الصنعَ حتى أعارها | بياضَ الضُّحى في نعمة ِ الغُصُنِ الندي |
و أبقى لذاكَ المسكْ في الخدّ نقطة ً | عَلى أصْلِها في اللون إيماء مُرشدِ |
و إني لثوبِ السقمِ أجدرُ لابسٍ | وموسى لثوبِ الحُسنِ أملحُ مُرتد |
تأمّلْ لَظى شوقي وموسى يَشُبُّه | تجدْ خيرَ نارٍ عندها خيرُ موقد |
دعوهُ يذبْ نفسي ويهجرْ ويجتهدْ | تَرَوا كيف يعتزُّ الجَمالُ ويعتدي |
إذا ما رَنا شَزْراً فمن لحظِ أحْورٍ | و إن يلوِ إعراضاً فصفحة ُ أغيد |
و عذبَ بالي نعمَ اللهُ باله | وسهّدني لا ذاقَ بَلوى التَّسهُّد |
تَطلّعَ واللاحِي يلوم فراعَني | وكِدتُ وقد أعذَرتُ يُسقَطُ في يدي |
و ناديتُ : لا إذ قال : تهوى وإنما | رماني فكانت " لا " افتتاحَ التشهد |
ويا طِيبَ سُكرِ الحُبّ لولا جنونُه | محا لذة َ النشوانِ سخفُ المعربدِ |
شكوتُ مِزاجاً للطبيبِ وإنّما | طبيبي سقامٌ في لواحظِ مبعدي |
فقال على التأنيس: طِبُّكَ حاضرٌ | فقلت : نعم لو أنه بعضُ عودي |
فقالوا: شكا سُوءَ المِزاجِ وإنّما | به سوءُ بختٍ في هوى غيرِ مسعد |
بكيتُ فقال الحسنُ هزلاً : أتشتري | بماء جُفونٍ ماءَ ثَغْرٍ مُنَضَّد |
وغَنّيتُه شِعري بِهِ أستَمِيلُه | فأبدي ازدراءً بابن حجرٍ ومعبد |
كأني بصرفِ البينِ حان فجادَ لي | بأحلى سلامٍ منه أفظعُ مشهد |
تغنّمتُ مِنهُ السيرَ خلفي مُشَيِّعاً | فأنشأتُ أمشي مثلَ مَشي المُقَيَّد |
و جاء لتوديعي فقلتُ : اتئد فقد | مشَت لك نَفسي في الزَّفيرِ المُصعَّد |
جعلتُ يميني كالنطاقِ لخصرهِ | و صاغت جفوني حليَ ذاكَ المقلد |
وجُدتُ بذَوبِ التِّبْرِ فوق مُورَّسٍ | وضَنَّ بذَوبِ الدُّرّ فوق مُورَّد |
ومسّحَ أجفاني بطَرْفٍ بَنانِه | فألّف بين المُزْنِ والسَّوسنِ النّدى |
أيا علة َ العقلِ الحصيفِ وصبوة َ الـ | ـفيفِ وغبنَ الناسكِ المتعبد |
رعَيتُ لِحاظي في جَمالكَ آمِناً | فأذهلني عن مصدرٍ حسنُ مورد |
و أنَّ الهوى في لحظِ عينكَ كامنٌ | كمُونَ المنايا في الحُسامِ المهنَّد |
أظَلُّ ويومي فيكَ هجرٌ ووحشة ٌ | ويومي بحمدِ اللَّهِ أحسنُ من غدي |
وِصالُكَ أشهى من مُعاودة ِ الصِّبا | و أطيبُ من عيش الزمان الممهد |
عليكَ فطَمتُ العينَ عن لذّة ِ الكَرى | و أخرجتُ قلبي طيب النفس عن يدي |