أمِنْ أُمِّ شَدّادٍ رُسُومُ المَنَازِلِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أمِنْ أُمِّ شَدّادٍ رُسُومُ المَنَازِلِ | تَؤَهَّمْتُها مِنْ بَعدْ سافٍ ووابِلِ |
وبعد ليلٍ قد خلونَ وأشهرٍ | على إثرِ حولٍ قد تجرّمَ كاملِ |
أرى أمَّ شدادٍ بها شبهُ ظبية ٍ | تُطِيفُ بمَكْحُولِ المَدَامِعِ خاذِلِ |
أغنَّ غضيضِ الطرفِ رخصٍ ظلوفه | ترودُ بمعتمٍّ من الرَّملِ هائلِ |
وترنو بعيني نعجة ٍ أمِّ فرقدٍ | تظلُّ بوادي روضة ٍ وخمائلِ |
وتخطو على بردتينِ غذاهما | أهاضيبُ رجَّافٍ العشياتِ هاطلِ |
وتَفْتَرُّ عن غُرِّ الثَّنَايَا كأنّها | أقاحٍ تروَّى من عروقٍ غلاغلِ |
فأصبحتُ قد أَنْكرتُ منها شَمَائلاً | فما شئتَ من بُخل ومن منعِ نائلِ |
وما ذاكَ عن شيءٍ أَكُونُ اجْتَرَمْتُه | سوى أن شيباً في المفارق شاملي |
فإن تصرميني ويبَ غيرك تصرمي | وأوذنْتِ إيذانَ الخليطِ المزايلِ |
إذا ما خَلِيلٌ لم يَصِلْكَ فلا تُقِمْ | بِتَلْعَتِهِ واعْمِدْ لآخَرَ واصِلِ |
ومستهلكٍ يهدي الضَّلولَ كأنه | حَصِيرُ صَنَاعٍ بين أَيْدِي الرَّوَامِل |
مَتَى ما تَشَأْ تَسْمَعْ إذا ما هبَطْتَه | تراطنَ سربٍ مغربَ الشمسِ نازل |
رَوَايَا فِراخٍ بالفَلاَة ِ تَوَائمٍ | تَحَطَّمَ عنها البَيْضُ حُمْرِ الحَوَاصِلِ |
تَوَائِمَ أَشْباهٍ بغيرِ عَلاَمة ٍ | وضعنَ بمجهولٍ من الأرضِ خاملِ |
وخرقٍ يخاف الرَّكبُ أن يدلجوا بهِ | يَعَضُّونَ من أهْوالِه بالأنَامِل |
مخوفٍ به الجنان ، تعوي ذئابه | قطعتُ بفتلاءِ الذِّراعين بازلِ |
صَمُوتِ السُّرَى خَرْساءَ فيها تَلَفُّتُ | لنبأة ِ حقٍّ أو لتشبيهِ باطلِ |
تظل نسوغُ الرّحلِ بعد كلالها | لهنّ أطيطٌ بين جوْز وكاهلِ |
رفيعِ المحالِ والضلوعِ نمتْ بهِ | قوائمُ عُوجٌ ناشِزاتُ الخَصَائلِ |
تُجَاوِبُ أَصْدَاءً وحِيناً يَرُوعُها | تضورُ كسّابٍ على الرَّكبِ عائلِ |
عُذَافِرَة ٍ تَختَالُ بالرَّحْلِ حُرَّة ٍ | تباري قلاصا كالنعام الجوافلِ |
بوَقْعٍ دِرَاكٍ غيرِ ما مُتَكَلَّفٍ | إذا هبَطَتْ وَعْثاً ولا مُتَخَاذِلِ |
كأن جريري ينتحي فيه مسحلٌ | من القمرِ بين الأنعمينِ فعاقل |
يغرد في الأرض الفلاة بعانة ٍ | خِمَاصِ البُطُونِ كالصِّعَادِ الذَّوابِلِ |
ونازِحة ٍ بالقَيْظِ عنها جِحَاشُها | وقد قَلَصتْ أَطْباؤها كالمَكَاحِلِ |
وظَلَّ سَرَاة َ اليَوْمِ يُبْرِمُ أمرَه | برَابِيَة ِ البَحَّاءِ ذاتِ الأَعَابِلِ |
وهمَّ بوردٍ بالرسيسِ فصدَّه | رجالٌ قعودٌ في الدُّجى بالمعابلِ |
إذا وردت ماءً بليلٍ تعرَّضتْ | مخافة رامِ أو مخافة َ حابلِ |
كأن مدهدى حنظلٍ حيثُ سوَّفتْ | بأعطانها من لسِّها بالجحافلِ |