أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أمِنْكِ اجْتِيازُ البرْقِ يلتاحُ في الدُّجى | تَبَلّجْتِ مِنْ شَرْقِيّة ِ فتبلّجاَ |
كأنّ به لّما شرى منكِ واضحاً | تبسمّ ذا ظَلمٍ شنيباً مُفلَّجا |
مطارُ سنى يزجى غماماً كأنّما | يُجاذبُ خَصْراً في وشاحك مُدمجا |
ينوءُ إذا ما ناءَ منك ركامهُ | برادفَة ٍ لا تَستَقِلُّ منَ الوَجَى |
كأنّ يداً شقّتْ خلالَ غيومهِ | جُيوباً أوِ اجتابَتْ قباءً مُفرَّجا |
هلمّا نحيّي الأجرعَ الفردَ واللّوى | وعُوجا على تلك الرّسومِ وعَرّجَا |
مواطئُ هندٍ في ثرى ً متنفّسٍ | تضوّعَ منْ أردانها وتأرّجا |
منعّمة ٌ أبدتْ أسيلاً منعَّماً | تضرّجَ قبلَ العاشقين وضرّجا |
إذا هَزّ عِطْفَيْها قَوامٌ مُهَفْهَفٌ | تداعى كثيبٌ خلفها فترجرجا |
أنافسُ في عقدٍ يقبّلُ نحرها | وأحْسُدُ خَلخالاً عليها ودُمْلُجا |
لقد فزتُ يوم النابضين بنظرة ٍ | فلم تلقَ إلاّ بدرَ تمٍّ وهودجا |
وأسْعَدَني مُرْفَضُّ دمعي كأنّها | تَساقَطَ رأدَ اليوْمِ دُرّاً مُدَحْرَجَا |
ألَذُّ بما تَطْويهِ فيكِ جَوانحي | وأشجى تَباريحاً وأسْتعْذِب الشَّجا |
أجَدِّكَ ما أنْفَكُّ إلاّ مُغَلِّساً | يجوز الفلا أو ساريَ اللّيل مدلجا |
ترفّعَ عنَّا سجفه فكأنّهُ | يُحيّى بيحيَى صبْحَه المتبَلِّجا |
ترامَى بنا الأكوارُ في كلّ صَحصَحٍ | تظلُّ المهاري عسِّجاً فيه وسَّجا |
سَرَينا وفودَ الشّكر من كلّ تلعة ٍ | إذا ما وَزَعَنا الليلَ باسمك أُسرجا |
غمرتَ ندى ً فلا البرقُ خلَّباً | لديكَ ولا المزْنُ الكنَهْوَرُ زِبرَجا |
وما أمَّكَ العَافُونَ إلاّ تعرّفُوا | جنابَكَ مأنُوساً وظِلَّكَ سَجسَجا |
ولم تُرَ يوْماً غيرَ عاقِدِ حُبوة ٍ | لتديرِ مُلْكٍ أو كمِيّاً مُدَجَّجاَ |
وكنتُ إذا ثارتْ عجاجة ُ قسطل | فجَلّلَتِ الأفقَ البَهيمَ يَرنَدَجا |
تخلّلْتَها في المَعرَكِ الضنَّكِ مُقدِماً | وخُضْتَ غِمارَ الموت فيها مُلجِّجا |
فلم ترَ إلاّ بارقاً متألّقاً | تخَلّلَهَا أو كَوكَباً مَتأجّجا |
فداؤك نفسي ماجداً ذا حفيظة ٍ | يُدير رْحى العَليا على قُطُبِ الحِجى |
وسيّدُ ساداتٍ إذا رأتهُ | عرفتُ يمانيِ النَّجارِ متوخا |
تألق في أوضاحهِ وحجولهُ | فلم تَرَ عيني منظراً كان أبهَجا |
لقد نبه الآدابُ بعد خمولها | وجدَّدَ منها عافْيَ الرسم ِمنهجاً |
له شيمة ٌ كالأري صفوٌ سجالها | وما السَّمُّ إلاّ أن يُقانَى ويُمزَجا |
ألا لا يَرُعْه بأسُ يومِ كريهة ٍ | فلن يُذعَرَ اللّيثُ الهْزَبْرُ مُهَجهِجا |
نَحى المغربَ الأقصى بسَطْوة ِ بأسِهِ | فغادرَه رهواً وقد كانَ مرتجا |
مطلاً على الأعداءِ ينهجُ بينها | بسمر العوالي والقواضبِ منهجا |
ليالي حُروبٍ شِدْتَ فيها لجعفَرٍ | مَآثِرَ لم يُخْلِفْنَه فيك ما رجا |
وكمْ بِتَّ يقظانَ الجفونِ مُسَّهداً | تريهِ شموس الرأي في غسقِ الدُّجى |
فلاحَظَ عَضْباً عن يمينك مُرْهَفاً | وطِرْفاً جَواداً عن يسارك مُسْرَجا |
وكم لك من يومٍ بها جدِّ معلمٍ | يصلي الأعاديْ جمرهُ المتوهجا |
تَقومُ به بينَ السّماطَينِ خاطِباً | إذا يومَ فَخْرٍ ذو البيانِ تَلجْلَجا |
أيا زكريّاءَ الأغَرّ أهِبْ بهَا | وقائعَ الهَجْنَ القريضَ فألهِجا |
لِتَهْنِئْكَ أمثالُ القوافي سوائراً | وكنت حرياً أن تسرّ وتبهجا |
فَدُمْ للشبّابِ المُرجَحِنّ وعَصْرِهِ | تُؤمَّلُ فينا للخُطوب وتُرتَجى َ |