لمن صَولجانٌ فوقَ خدّكِ عابِثُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لمن صَولجانٌ فوقَ خدّكِ عابِثُ | و من عاقدٌ في لحظ طرفكِ نافثُ |
و من مذنبٌ في الهجرِ غيركِ مجرمٌ | ومَن ناقصٌ للعهدِ غيرَكِ ناكث |
مليكٌ إذا مالَ الرّضى بجفونهِ | رأيتَ مميتاً بينَ عينيهِ باعث |
عيونَ المها لا سهمكنّ ملبَّثٌ | ولا أنا مما خامَرَ القلبَ لابث |
أيحسَبُ ساري الليلة ِ البدرَ واحداً | و في كللِ الأظعانِ ثانٍ وثالث |
سرينَ بقُضْبِ البانِ وهي موائدٌ | تثنّى وكُثبِ الرّمل وهي عثاعث |
أُريدُ لهذا الشمل جمعاً كعهدنا | وتأبَى خطوبٌ للنوى وحوادث |
عبثتُ زماناً بالليالي وصرفها | فها هي بي لو تعلمون عوابث |
لئن كان عشقُ النفس للنفس قاتلاً | فإني عن حتفي بكفيَ باحث |
و إن كان عمر المرءِ مثلَ سماحهِ | فإنّ أميرَ الزّاب للأرض وارث |
إذا نحن جئناه اقتسمنا نواله | كما اقتسمتْ في الأقربينَ الموارث |
و إنّ حراماً أن يؤمّل غيرهُ | كما حُرّمَتْ في العالَمين الخبائث |
تَبَسّمَتِ الأيّامُ عنه ضواحكاً | كما ابتسمت حُوُّ الرياضِ الدمائث |
وسَدّ ثُغورَ المُلكِ بعدَ انثلامِها | و قد أظلمتْ تلك الخطوبُ الكوارث |
فما راد في بُحبوحة المُلك رائدٌ | و لا عاثَ في عرّيسة ِ اللّيثِ عائث |
وقد كان طاح، الملك لولا اعتلاقهُ | حبائلَ هذا الأمرِ وهي رثائث |
رمى جبلَ الأجبال بالصّيلمِ التي | يغشّي جبين الشمس منها الكثاكث |
و ما راعهمْ إلاّ سرادقُ جعفرٍ | تحُفُّ به أُسْدُ اللّقاءِ الدّلاهِث |
فَجدّلهم عن صهوة الطِّرف راكبٌ | و أظعنهمْ عن جانب الطودِ ماكث |
صقيلُ النُّهى لا ينكثُ السيفُ عهدَه | إذا غرّتِ القومَ العهودُ النكائث |
مُضاعَفُ نسج العِرضِ يمشي كأنما | يلُوثُ به سِرْبالَ داودَ لائث |
قديمُ بناءِ البيتِ والمجد أُسِّسَتْ | قواعده شرُّ الأمورِ الحدائثُ |
سريعٌ إلى داعي المكارم والعُلى | إذا ما استريث النكس والنكس رائث |
و ما تستوي الشَّغواءُ غيرَ حثيثة ٍ | قوادمُها والكاسراتُ الحثائث |
شَجاً لِعِداه لا مزار نفوسهم | قريبٌ ولا الأعمار فيهم لوابثْ |
لعمري لئن هاجوكَ حرباً فإنّها | أكفُّ رجالٍ عن مُداها بواحث |
تركتَ فؤادَ الليثِ في الخيس طائراً | وقد كان زأآراً فها هو لاهِث |
فلا نُقِضَ الرأيُ الذي أنتَ مُبرمٌ | ولا خُذِل الجيشُ الذي أنت باعث |
تورّعتَ عن دنياكَ وهي غَريرة ٌ | لها مبسمٌ بردٌ وفرعٌ جثاجث |
و ما الجودُ شيئاً كان قبلك سابقاً | بل الجودُ شيئٌ في زمانك حادث |
كأنّك في يومِ الهياجِ مرنَّحٌ | تهيجُ المثاني شجوه والمثالث |
لئن أثَّ ما بيني وبينك في النّدى | فإنّ فروع الواشجات أثائث |
نظمتُ رقيقَ الشعر فيك وجَزلَه | كأنّيَ بالمرجان والدُّرّ عابث |
سَقَيْتُ أعاديكَ الذُّعافَ مُثَمَّلاً | كأنّ حبابَ الرّملِ من فيّ نافث |
حلَفتُ يميناً إنّني لك شاكرٌ | وإني وإنْ بّرتْ يميني لحانث |
و كيف ولم تشكركَ عنّي ثلاثة ٌ | و ما ولدت سامٌ وحامٌ ويافث |