وهل يجوز إخراجها قيمة؟ ...
ندا أبو أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
إن الحمد لله، نحمده و نستعينه، و نستهديه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده اللهُ فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"
ثم أما بعد .. فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، و أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
قال تعالي"فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"
وقال تعالي"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
فكان من جملة ما آتانا النبي صلي الله عليه وسلم ومن جملة ما أمرنا به إخراج زكاه الفطر تطهيرًا للصائم من رفثه ولهوه وقت صيامه، وهذه الفريضة وإن كانت موسمية إلا أن كثيرًا من الناس يجهلون فقهها وأحكامها، ومنهم من يستهين في أدائها، ومنهم من يؤديها علي خلاف السنة استنادًا لقول مرجوح لا يعضده دليل صحيح أو حتى ضعيف.
فهيا لنتعرف عن أحكام زكاة الفطر وكيفية أدائها على الوجه المسنون راجيا من الله أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال.
تعريف زكاة الفطر
-هي صدقه تجب بالفطر من رمضان.
ويقال زكاة الفطر، وصدقه الفطر.
ويقال للمُخْرَج: فِطره .. وكأنها من الفطرة أي الخلقة أي زكاة الخلقة.
الحكمة من مشروعية زكاة الفطر:
قال صاحب المغني: والحكمة من مشروعية زكاة الفطر:
الرفق بالفقراء بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يسر المسلمون بقدوم العيد عليهم، وتطهير من وجبت عليه بعد شهر الصوم من اللغو والرفث.
فقد أخرج أبو داود وابن ماجه بسند حسن عن ابن عباس - رضي الله عنه-
قال: فرض رسول الله صلي الله عليه وسلم زكاة الفطر طهره للصائم من اللهو والرفث وطعمه للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات.
متى فرضت وشرعت:
شرعت في شعبان من السنة الثانية من الهجرة لتكون طهره للصائم مما عسي أن يكون وقع فيه من اللغو والرفث ولتكون طهره للصائم.
حُكم زكاة الفطر
زكاة الفطر واجبة علي كل مسلم ودليل ذلك:
1 -ما أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما -
قال:"أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدي قبل خروج الناس إلي الصلاة".
2 -وعند البخاري ومسلم أيضا عن حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -
قال:"فرض رسول الله صلي الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير علي العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين وأمر بها أن تؤدي قبل خروج الناس إلى الصلاة".
3 -وأخرج عبد الرزاق في مصنفه بسند صحيح عن ابن عباس - رضي الله عنه قال:"زكاة الفطر علي كل عبد أو حر، صغير أو كبير".
4 -وأخرج أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال:"فرض رسول الله صلي الله عليه وسلم زكاه الفطر طهره وللصائم من العفو والرفث وطعمه للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات".
5 -وأخرج عبد الرزاق في مصنفه بسند صحيح عن جابر رضي الله عنه قال:"صدقة الفطر علي كل مسلم صغير وكبير عبد أو حر".
-قال النووي في المجموع: أجمع العلماء علي وجوب صدقة الفطر.
-وكذا نقل الإجماع ابن المنذر فقال"أجمع كل من نحفظ عنه العلم على أن صدقة الفطر فرض. (الإجماع لابن المنذر) "
-وقال سعيد بن المسيب وعمر ابن عبد العزيز في قوله تعالى:
"قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى"هي زكاة الفطر.
تنبيه:
أحرص علي أن تكون الزكاة من الجيد الطيب لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا فلا يجوز إخراجها من شر الأصناف أو مما اغتصب أو نهب أو ترك لحقارته أو لفساده.
فقد أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة: