Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي، من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحد كتاب الوحي، سادس الخلفاء في الإسلام، وأول ملوك المسلمين، ومؤسس الدولة الأموية في الشام، ولد بمكة وتعلم الكتابة والحساب، أسلم معاوية رضي الله عنه يوم الفتح، وقيل: في عمرة القضاء وكان يكتم إسلامه خوفا من أبيه، وقد استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتابة الوحي، واستعمله على الشام الخلفاء: عمر، وعثمان، وبقي على الشام في خلافة علي بغير رضاه، فبقي كذلك قرابة العشرين سنة، ثم تم له الأمر بعد تنازل الحسن بن علي له، وبقي خليفة مدة تسعة عشر عاما وأشهر، فتح الله له فيها الكثير من البلاد، واشتهر بالحكمة في سياسته للناس، ومداراته لهم، وكان قد عهد لابنه يزيد قبل موته، وبعث في البلاد ليأخذوا له ذلك، وتوفي في دمشق وصلى عليه الضحاك بن قيس، ودفن فيها، جزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.


كان معاوية في عام 50 هـ قد عهد إليه بالخلافة من بعده، وأخذ ذلك على الناس؛ ولكن البعض لم يرض مثل ابن عمر، وابن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر، والحسين بن علي، ثم لما حضرت معاوية الوفاة كان يزيد غائبا فأوصى إليه، ثم لما توفي بايعت الأمصار ليزيد إلا من ذكر آنفا، وبذلك تمت له الخلافة، ثم بايع له ابن عمر، وابن عباس، أما ابن الزبير فخرج إلى مكة وحصل منه ما حصل، وأما الحسين فلحقه أيضا إلى مكة حتى خرج إلى الكوفة وكان فيها ما كان.


بمجرد وفاة معاوية بن أبي سفيان سارع زعماء الكوفة بالكتابة إلى الحسين بن علي رضي الله عنه، وطلبوا منه المسير إليهم على وجه السرعة, فلما تواترت الكتب إليه من جهة أهل العراق, وتكررت الرسل بينهم وبينه, وجاءه كتاب مسلم بن عقيل بالقدوم عليه بأهله, ثم وقع في غبون ذلك ما وقع من قتل مسلم بن عقيل والحسين لا يعلم بشيء من ذلك, فعزم على المسير إليهم, والقدوم عليهم, فاتفق خروجه من مكة أيام التروية قبل مقتل مسلم بيوم واحد, فإن مسلما قتل يوم عرفة, ولما استشعر الناس خروجه أشفقوا عليه من ذلك, وحذروه منه, وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق, وأمروه بالمقام بمكة, وذكروه ما جرى لأبيه وأخيه معهم, وكان ممن نهاه عن الخروج عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأبو سعيد الخدري, إلا أنه أصر على الخروج إلى الكوفة.


خرج يوسف بن إبراهيم، المعروف بالبرم، بخراسان، منكرا هو ومن معه على المهدي سيرته التي يسير بها، واجتمع معه بشر كثير، فتوجه إليه يزيد بن مزيد الشيباني، وهو ابن أخي معن بن زائدة، فلقيه فاقتتلا، حتى صارا إلى المعانقة، فأسره يزيد بن مزيد وبعث به إلى المهدي، وبعث معه وجوه أصحابه، فلما بلغوا النهروان حمل يوسف على بعير، قد حول وجهه إلى ذنبه، وأصحابه مثله، فأدخلوهم الرصافة على تلك الحال، وقطعت يدا يوسف ورجلاه، وقتل هو وأصحابه، وصلبوا على الجسر.

وقد قيل: إنه كان حروريا، وتغلب على بوشنج وعليها مصعب بن زريق، جد طاهر بن الحسين، فهرب منه، وتغلب أيضا على مرو الروذ والطالقان والجوزجان، وقد كان من جملة أصحابه أبو معاذ الفريابي، فقبض معه.


كان المهدي قد سير جيشا في البحر، وعليهم عبد الملك بن شهاب المسمعي إلى بلاد الهند في جمع كثير من الجند والمتطوعة، وفيهم الربيع بن صبيح، فساروا حتى نزلوا على باربد، فلما نزلوها حصروها من نواحيها، وحرض الناس بعضهم بعضا على الجهاد، وضايقوا أهلها، ففتحها الله عليهم عنوة واحتمى أهلها بالبلد الذي لهم، فأحرقه المسلمون عليهم، فاحترق بعضهم، وقتل الباقون، واستشهد من المسلمين بضعة وعشرون رجلا، وأفاءها الله عليهم، فهاج عليهم البحر، فأقاموا إلى أن يطيب، فأصابهم مرض في أفواههم، فمات منهم نحو من ألف رجل فيهم الربيع بن صبيح، ثم رجعوا، فلما بلغوا ساحلا من فارس يقال له بحر حمران عصفت بهم الريح ليلا، فانكسر عامة مراكبهم، فغرق البعض، ونجا البعض.


كان سبب إلغاء نسب آل زياد الذي كان معاوية قد استلحقه، وكان يقال له: زياد بن أبيه، هو أن رجلا من آل زياد قدم عليه يقال له الصغدي بن سلم بن حرب بن زياد، فقال له المهدي: من أنت؟ فقال: ابن عمك.

فقال: أي بني عمي أنت؟ فذكر نسبه، فقال المهدي: يا ابن سمية الزانية! متى كنت ابن عمي؟ وغضب وأمر به، فوجئ في عنقه وأخرج، وسأل عن استلحاق زياد، ثم كتب إلى العامل بالبصرة بإخراج آل زياد من ديوان قريش والعرب، وردهم إلى ثقيف، وكتب في ذلك كتابا بالغا، يذكر فيه استلحاق زياد، ومخالفة حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، فأسقطوا من ديوان قريش.


قام جماعة من الخوارج الإباضية بقيادة عبد الرحمن بن رستم، ببناء مدينة تاهرت، وكانت مقرهم، وهادن إمامهم عبد الرحمن ولاة القيروان مثل حكام الدولة الصفرية في سجلماسة.


حج المهدي بعد توليه الخلافة بعام, ولما رأى ضيق مساحة مسجد الحرم, ومعاناة الحجاج من الزحام؛ أمر بتوسعته، فاشترى الأراضي والدور المحيطة بالمسجد وأزالها، وقد شملت التوسعة الجهتين الشمالية والجنوبية, وأمر بنقل أساطين الرخام من الشام ومصر إلى ميناء جدة، ثم نقلت على عربات إلى مكة, أما الأروقة فقد عملها على أساطين الرخام، وسقفت بخشب الساج, وقد انتهت أعمال التوسعة الأولى سنة 164 وبلغت حوالي:7950م2، فصارت مساحة المسجد: 23390م2.


أمر أبو عبد الله محمد المهدي، أثناء زيارته للمدينة المنورة، بالزيادة فيه، فزاد فيه 30 مترا من الناحية الشمالية فقط, واستمر العمل في البناء 4 سنوات من سنة 161 وانتهى منه سنة 165.


كان عبد الله السجزي ينازع يعقوب بن الليث الصفار الرئاسة بسجستان، فقهره يعقوب، فهرب منه عبد الله إلى نيسابور، فلما سار يعقوب إلى نيسابور، هرب عبد الله إلى الحسن بن زيد العلوي بطبرستان، فسار يعقوب في أثره، فلقيه الحسن بن زيد بقرية سارية، وكان يعقوب قد أرسل إلى الحسن يسأله أن يبعث إليه عبد الله ويرجع عنه، فإنه إنما جاء لذلك لا لحربه، فلم يسلمه الحسن، فحاربه يعقوب، فانهزم الحسن، ومضى نحو السر وأرض الديلم، ودخل يعقوب سارية، وآمل، وجبى أهلها خراج سنة، ثم سار في طلب الحسن، فسار إلى بعض جبال طبرستان، وتتابعت على يعقوب الأمطار نحوا من أربعين يوما، فلم يتخلص إلا بمشقة شديدة، وهلك عامة ما معه من الظهر، ثم أراد الدخول خلف الحسن، لكنه توقف على الطريق الذي يريد أن يسلكه، وأمر أصحابه بالوقوف، ثم تقدم وحده، وتأمل الطريق، ثم رجع إليهم فأمرهم بالانصراف، وقال لهم: إنه لم يكن طريق غير هذا وإلا لا طريق إليه، وكان نساء أهل تلك الناحية قلن للرجال: دعوه يدخل؛ فإنه إن دخل كفيناكم أمره، وعلينا أسره لكم.

فلما خرج من طبرستان عرض رجاله، ففقد منهم أربعون ألفا، وذهب أكثر ما كان معه من الخيل والإبل والبغال والأثقال، وكتب إلى الخليفة بما فعله مع الحسن من الهزيمة.


كان المعتمد قد ولى على الموصل أساتكين من قواد الأتراك، فبعث عليها ابنه اذكوتكين وسار إليها سنة تسع وخمسين، فأساء السيرة وأظهر المنكر وعسف بالناس في طلب الخراج، وتعرض أحد الأيام رجل من حاشيته إلى امرأة في الطريق، وتخلصها من يده بعض الصالحين، فأحضره أذكوتكين وضربه ضربا شديدا، فاجتمع وجوه البلد وتآمروا في رفع أمرهم إلى المعتمد، فركب إليهم ليوقع بهم فقاتلوه وأخرجوه واجتمعوا على يحيى بن سليمان، وولوه أمرهم، ولما كانت سنة إحدى وستين ولى أستاكين عليها الهيثم بن عبد الله بن العمد الثعلبي العدوي وأمره أن يزحف لحربهم ففعل، وقاتلوه أياما وكثرت القتلى بينهم، ورجع عنهم الهيثم وولى أستاكين مكانه إسحاق بن أيوب الثعلبي، وحاصرها مدة ومرض يحيى بن سليمان الأمير، فطمع إسحاق في البلد وجد في الحصار، واقتحمها من بعض الجهات فأخرجوه، وحملوا يحيى بن سليمان في قبة وألقوه أمام الصف، واشتد القتال ولم يزل إسحاق يراسلهم ويعدهم حسن السيرة إلى أن أجابوه على أن يقيم بالربض فأقام أسبوعا، ثم وقع بين بعض أصحابه وبين قوم من أهل الموصل شر، فرجعوا إلى الحرب, وأخرجوه عنها، واستقر يحيى بن سليمان بالموصل.


ظهر موسى بن ذي النون الهواري بشنت برية، وأغار على أهل طليطلة، ودخل حصن وليد من شنت برية، فخرج أهل طليطلة إليه في نحو عشرين ألفا، فلما التقوا بموسى واقتتلوا انهزم محمد بن طريشة في أصحابه، وهو من أهل طليطلة، فتبعه أهل طليطلة في الهزيمة، وانهزم معهم مطرف بن عبد الرحمن، فقتل من أهل طليطلة خلق كثير، وقوي موسى بن ذي النون، وهابه من حاذره.


ظهر بمصر إنسان يكنى أبا روح، واسمه سكن، وكان من أصحاب ابن الصوفي، واجتمع له جماعة، فقطع الطريق، وأخاف السبيل، فوجه إليه ابن طولون جيشا, فوقف أبو روح في أرض كثيرة الشقوق، وقد كان بها قمح فحصد، وبقي من تبنه على الأرض ما يستر الشقوق، وقد ألفوا المشي على مثل هذه الأرض، فلما جاءهم الجيش لقوهم، ثم انهزم أصحاب أبي روح، فتبعهم عسكر ابن طولون، فوقعت حوافر خيولهم في تلك الشقوق، فسقط كثير من فرسانها عنها، وتراجع أصحاب أبي روح عليهم، فقتلوهم شر قتلة، وانهزم الباقون أسوأ هزيمة، فسير ابن طولون جيشا إلى طريقهم إلى الواحات، وجيشا في طلب أبي روح، فلقيه الجيش الذي في طلبه وقد تحصن في مثل تلك الأرض، فحذرها عسكر ابن طولون، فحين بطلت حيلهم انهزموا وتبعهم العسكر، فلما خرجوا إلى طريق الواحات رأى أبو روح الطريق قد ملكت عليه، فراسل يطلب الأمان، فبذل له، وبطلت الحرب، وكفي المسلمون شره.


هو أبو محمد الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، هو الإمام الحادي عشر عند الشيعة الذين يدعون عصمتهم, كان مولده بسامرا بلد العسكر، ومنها أخذ لقبه، وأمه أم ولد.

توفي في سامرا وله تسع وعشرون سنة.

ودفن إلى جانب والده.

والحسن العسكري هو والد محمد المهدي الذي تزعم الرافضة أنه الإمام المنتظر الذي سيخرج من السرداب، ولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين.

عاش بعد أبيه سنتين، ولم يعلم كيف مات.

وهم يدعون بقاءه في السرداب منذ عام 262ه، وأنه صاحب الزمان، وأنه حي يعلم علم الأولين والآخرين، ويعترفون أن أحدا لم يره أبدا، فنسأل الله أن يثبت علينا عقولنا وإيماننا!!  


توفي الإمام المحدث القدوة، شيخ الحرم الشريف، أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي الآجري، الفقيه الشافعي المحدث صاحب كتاب الأربعين حديثا، وهي مشهورة به، صاحب التواليف، منها: كتاب " الشريعة في السنة "، وكتاب " الرؤية "، وكتاب " الغرباء "، وكتاب " الأربعين "، وكتاب " الثمانين "، وكتاب " آداب العلماء "، وكتاب " مسألة الطائفين "، وكتاب " التهجد "، وغير ذلك وكان صدوقا، خيرا، عابدا، صاحب سنة واتباع.

قال الخطيب: " كان دينا ثقة، له تصانيف "  مات بمكة وكان في الثمانين من عمره.


كان بين جعفر بن علي، صاحب مدينة مسيلة وأعمال الزاب، وزيري الصنهاجي محاسدة، فلما كثر تقدم زيري عند المعز ساء ذلك جعفرا، ففارق بلاده ولحق بزناتة فقبلوه قبولا عظيما، وملكوه عليهم عداوة لزيري، وعصي جعفر على المعز الفاطمي، فسار زيري إليه في جمع كثير من صنهاجة وغيرهم، فالتقوا في شهر رمضان، واشتد القتال بينهم، فكبا بزيري فرسه، فوقع فقتل.


أخذت القرامطة دمشق وقتلوا نائبها جعفر بن فلاح الفاطمي، وكان رئيس القرامطة وأميرهم الحسين بن أحمد بن بهرام وقد أمده عز الدولة البويهي من بغداد بسلاح وعدد كثيرة، ثم ساروا إلى الرملة فأخذوها وتحصن بها من كان بها من المغاربة نوابا، ثم إن القرامطة تركوا عليهم من يحاصرها ثم ساروا نحو القاهرة في جمع كثير من الأعراب والإخشيدية والكافورية، فوصلوا عين شمس فاقتتلوا هم وجنود القائد جوهر الصقلي قتالا شديدا، وكان الظفر للقرامطة وحصروا المغاربة حصرا عظيما، ثم حملت المغاربة في بعض الأيام على ميمنة القرامطة فهزمتها ورجعت القرامطة إلى الشام فجدوا في حصار باقي المغاربة، فأرسل جوهر إلى أصحابه خمسة عشر مركبا ميرة، فأخذتها القرامطة سوى مركبين أخذتهما الإفرنج، وجرت بينهم خطوب كثيرة، قتل فيها جعفر الفاطمي، وملك القرامطة دمشق، وولوا عليها ظالم بن موهوب العقيلي، لكنه لم يلبث مدة يسيرة حتى تركها ولم يلبث فيها.


هو الإمام الحافظ الثقة الرحال الجوال, محدث الإسلام, علم المعمرين, أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني، نسبة إلى طبرية، مولده بمدينة عكا في شهر صفر سنة 260, وكانت أمه عكاوية.

أحد الحفاظ المكثرين الذين رحلوا في البلاد كثيرا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، كان عالما بالحديث والعلل والرجال، وأول سماع له في الحديث كان سنة 273، وارتحل به أبوه, وحرص عليه, فإنه كان صاحب حديث من أصحاب محدث الشام دحيم الدمشقي, وكان أول ارتحال له في سنة 275, وبقي في الارتحال, ولقي الرجال ستة عشر عاما، وكتب عمن أقبل وأدبر, وبرع في هذا الشأن, له مصنفات عديدة أشهرها المعاجم الثلاثة: المعجم الكبير، والأوسط، والصغير، وله كذلك مكارم الأخلاق، وحديث الشاميين، والدعاء، وغيرها, وازدحم عليه المحدثون, ورحلوا إليه من الأقطار.

توفي في أصبهان عن عمر يناهز المائة.


هو شيخ الشيعة، وصاحب التصانيف، أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، فقيه الإمامية وعالمهم، انتقل من خراسان إلى بغداد وأقام فيها أربعين سنة، تفقه فيها أولا للشافعي, ثم أخذ الكلام وأصول الشيعة عن الشيخ المفيد رأس الإمامية ولزمه حتى تحول رافضيا، وعمل التفسير، وأملى أحاديث ونوادر في مجلدين، عامتها عن شيخه المفيد، ثم رحل إلى النجف واستقر بها حتى توفي فيها، أحرقت كتبه عدة مرات، له من التصانيف ((البيان الجامع لعلوم القرآن))، و((الاستبصار فيما اختلف فيه من الأخبار))، و((الاقتصاد في الاعتقاد))، وله أمالي وغير ذلك، قال الذهبي: "أعرض عنه الحفاظ لبدعته، وقد أحرقت كتبه عدة نوب في رحبة جامع القصر، واستتر لما ظهر عنه من التنقص بالسلف، وكان يسكن بالكرخ، محلة الرافضة، ثم تحول إلى الكوفة، وأقام بالمشهد يفقههم, وكان يعد من الأذكياء لا الأزكياء" توفي بمشهد علي بن أبي طالب ودفن فيه، عن 75 عاما.


كانت زلزلة بأرض فلسطين، أهلكت بلد الرملة، ورمت شراريف -الشراريف ما يوضع في أعلى البناء يحلى به- من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحقت وادي الصفر وخيبر، وانشقت الأرض عن كنوز كثيرة من المال، وبلغ حسها إلى الرحبة والكوفة، وجاء كتاب بعض التجار فيه ذكر هذه الزلزلة، وذكر فيه أنها خسفت الرملة جميعا حتى لم يسلم منها إلا داران فقط، وهلك منها خمس عشرة ألف نسمة، وغار البحر مسيرة يوم، وساخ في الأرض وظهر في مكان الماء أشياء من جواهر وغيرها، ودخل الناس في أرضه يلتقطونه، فرجع عليهم فأهلك كثيرا منهم.


يوم النصف من جمادى الآخرة قرئ الاعتقاد القادري الذي فيه مذهب أهل السنة والجماعة، والإنكار على أهل البدع، وقرأ أبو مسلم الكجي البخاري المحدث كتاب ((التوحيد)) لابن خزيمة على الجماعة الحاضرين، وذكر بمحضر من الوزير ابن جهير وجماعة الفقهاء وأهل الكلام، واعترفوا بالموافقة، ثم قرئ الاعتقاد القادري على الشريف أبي جعفر بن المقتدي بالله بباب البصرة، وذلك لسماعه له من مصنفه الخليفة القادر بالله.


هو رستم بن علي بن شهريار بن قارن.

ملك مازندران.

كان ملكا شجاعا مخوفا، استولى على بسطام وقومس، واتسعت ممالكه، وكان شيعيا شديد التشيع, غزا بلاد ألموت فأوطأ الإسماعيلية ذلا، وخرب بلادهم، وسبى النساء والأولاد، وغنم، وخذلت الإسماعيلية في أيامه، وخربت عامة قراهم.

توفي في ثامن ربيع الأول، ولما توفي كتم ابنه الحسن بن علاء الدين موته أياما، حتى استولى على سائر الحصون والبلاد، ثم أظهره، فلما ظهر خبر وفاته أظهر إيثاق بن الحسن صاحب جرجان ودهستان المنازعة لوالده في الملك، ولم يرع حق أبيه عليه، ولم يحصل من منازعته على شيء غير سوء السمعة وقبح الأحدوثة.


نشبت الحرب بين قليج أرسلان بن مسعود صاحب قونية، وبين ياغي بسان بن دانشمند صاحب ملاطية، وكان سبب هذه الحرب أن قليج أرسلان تزوج ابنة سلدق بن علي بن أبي القاسم صاحب أرزروم، فسيرت العروس إلى قليج مع جهاز كبير، فأغار ياغي على مسيرة العروس واختطفها وما معها، وأمرها بالردة عن الإسلام لينفسخ زواجها من قليج أرسلان، ففعلت ثم عادت للإسلام؛ ليزوجها ياغي من ابن أخيه، فلما علم قليج بذلك جمع عساكره وسار إلى ملاطية، وقاتل صاحبها ياغي، فانهزم قليج والتجأ إلى ملك الروم يستنصره على ابن دانشمند، فرده ملك الروم بقوة وسيره إلى قتال ياغي، ولكن بلغه في الطريق وفاة ابن دانشمند فأغار على بلاده وملك بعضها، وخلف ابن دانشمند أخوه إبراهيم في إمارة ملاطية، وتم الصلح مع قليج على أن يستولي ذو النون بن محمد بن دانشمند على مدينة قيسارية، وأن يملك شاهنشاه أخو قليج أرسلان على مدينة أنكورية (أنقرة).


بنى الإسماعيلية قلعة بالقرب من قزوين، فقيل لشمس الدين إيلدكز عنها، فلم يكن له إنكار لهذه الحال؛ خوفا من شرهم وغائلتهم، فتقدموا بعد ذلك إلى قزوين فحصروها، وقاتلهم أهلها أشد قتال رآه الناس.


وقعت بأصفهان فتنة عظيمة بين صدر الدين عبد اللطيف بن الخجندي رئيس الشافعية بأصفهان وبين أصحاب المذاهب الأخرى، بسبب التعصب للمذاهب، فدام القتال بين الطائفتين ثمانية أيام متتابعة قتل فيها خلق كثير، واحترق وهدم كثير من الدور والأسواق، ثم افترقوا على أقبح صورة.


وصل رسول إلى شهاب الدين الغوري من عند مقدم الإسماعيلية بخراسان برسالة أنكرها، فأمر علاء الدين محمد بن أبي علي متولي بلاد الغور بالمسير في عساكر إليهم ومحاصرة بلادهم، فسار في عساكر كثيرة إلى قهستان، وسمع به صاحب زوزن، فقصده وصار معه وفارق خدمة خوارزم شاه، ونزل علاء الدين على مدينة قاين، وهي للإسماعيلية، وحصرها، وضيق على أهلها، ووصل خبر قتل شهاب الدين، فصالح أهلها على ستين ألف دينار ركنية، ورحل عنهم، وقصد حصن كاخك فأخذه وقتل المقاتلة، وسبى الذرية، ورحل إلى هراة ومنها إلى فيروزكوه.


خرج كثير من الفرنج في البحر إلى الشام، وسهل الأمر عليهم بذلك ملكهم للقسطنطينية، فأرسوا بعكا، وعزموا على قصد بيت المقدس، واستنقاذه من المسلمين، فلما استراحوا بعكا ساروا فنهبوا كثيرا من بلاد الإسلام بنواحي الأردن، وسبوا، وفتكوا في المسلمين، وكان الملك العادل بدمشق، فأرسل في جمع العساكر من بلاد الشام ومصر، وسار فنزل عند الطور بالقرب من عكا؛ لمنع الفرنج من قصد بلاد الإسلام، ونزل الفرنج بمرج عكا، وأغاروا على كفركنا، فأخذوا كل من بها وأموالهم، والأمراء يحثون العادل على قصد بلادهم ونهبها، فلم يفعل، فبقوا كذلك إلى أن انقضت السنة.


تملك إنسان اسمه محمود بن محمد الحميري على مدينة مرباط وظفار وغيرهما من حضرموت, وكان ابتداء أمره أن له مركبا يكريه في البحر للتجار، ثم وزر لصاحب مرباط، وفيه كرم وشجاعة وحسن سيرة، فلما توفي صاحب مرباط ملك المدينة بعده، وأطاعه الناس محبة له لكرمه وسيرته، ودامت أيامه بها، فلما كان سنة تسع عشرة وستمائة خرب مرباط وظفار، وبنى مدينة جديدة على ساحل البحر بالقرب من مرباط، وعندها عين عذبة كبيرة أجراها إلى المدينة، وعمل عليها سورا وخندقا، وحصنها وسماها الأحمدية، وكان يحب الشعر، ويكثر الجائزة عليه.


ورد إلى واسط رجل يعرف بالزكم محمد بن طالب بن عصية، وأصله من القارب، من قرى واسط، وكان باطنيا ملحدا، ونزل مجاورا لدور بني الهروي، وغشيه الناس، وكثر أتباعه، وكان ممن يغشاه رجل يعرف بحسن الصابوني، فاتفق أنه اجتاز بالسويقة، فكلمه رجل نجار في مذهبهم، فرد عليه الصابوني ردا غليظا، فقام إليه النجار وقتله، وتسامع الناس بذلك، فوثبوا وقتلوا من وجدوا ممن ينتسب إلى هذا المذهب، وقصدوا دار ابن عصية وقد اجتمع إليه خلق من أصحابه، وأغلقوا الباب، وصعدوا إلى سطحها، ومنعوا الناس عنهم، فصعدوا إليهم من بعض الدور من على السطح، وتحصن من بقي في الدار بإغلاق الأبواب والممارق، فكسروها، ونزلوا فقتلوا من وجدوا في الدار وأحرقوها، وقتل ابن عصية، وفتح الباب، وهرب منهم جماعة فقتلوا؛ وبلغ الخبر إلى بغداد، وانحدر فخر الدين أبو البدر بن أمسينا الواسطي لإصلاح الحال، وتسكين الفتنة.


في هذه السنة كان ابتداء ملك تيموجين (جنكيز خان) ملك التتار، وهو صاحب الياسق وضعه ليتحاكم إليه التتار ومن معهم من أمراء الترك, وهو والد تولي، وجد هولاكو بن تولي.

ولد تيموجين في غرة محرم سنة 550 في منغوليا على الضفة اليمنى لنهر الأونون في مقاطعة دولون بولداق، وهذه المقاطعة توجد اليوم في الأراضي الروسية، وكان أبوه بسوكاي رئيسا لقبيلة قيات المغولية الذي كان وقت ولادة ابنه غائبا في قتال مع قبيلة أخرى، واستطاع أن يقتل زعيمها واسمه تيموجين، وحينما عاد منتصرا فرح بمولوده واستبشر به فسماه باسم القائد الذي صرعه؛ لأنه كان معجبا به؛ لفرط شجاعته، ولما بلغ تيموجين من العمر حوالي ثلاثة عشر عاما مات أبوه بسوكاي سنة 563 فحل محله في رئاسة القبيلة إلا أن رجال قبيلته استصغروا سنه واستضعفوه فانفضوا عنه وتفرقوا ورفضوا طاعته.

ولكن حينما بلغ السابعة عشرة من عمره استطاع بقوة شخصيته وحدة ذكائه أن يعيد رجال قبيلته إلى طاعته وأن يخضع المناوئين له، حتى تمت له السيطرة عليها, واصل تيموجين خطته في التوسع على حساب جيرانه، فبسط سيطرته على منطقة شاسعة من إقليم منغوليا، تمتد حتى صحراء جوبي، حيث مضارب عدد كبير من قبائل التتار، ثم دخل في صراع مع حليفه رئيس قبيلة الكراييت، وكانت العلاقات قد ساءت بينهما بسبب الدسائس والوشايات، وتوجس "أونك خان" زعيم الكراييت من تنامي قوة تيموجين وازدياد نفوذه؛ فانقلب حلفاء الأمس إلى أعداء وخصوم، واحتكما إلى السيف، وكان الظفر في صالح تيموجين سنة 600, فاستولى على عاصمته "قره قورم" وجعلها قاعدة لملكه، وأصبح تيموجين بعد انتصاره أقوى شخصية مغولية، فنودي به خاقانا، وعرف باسم "جنكيز خان" أي: إمبراطور العالم.