أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَامِلُ أَذْرِعَاتٍ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ كَرَابِيسَ فَأَعْطَانِيهِ وَقَالَ : اغْسِلْهُ وَارْقَعْهُ قَالَ : فَغَسَلْتُهُ وَرَقَعْتُهُ ، ثُمَّ قَطَعْتُ عَلَيْهِ قَمِيصًا قِبْطِيًّا ، فَأَتَيْتُهُ بِهِمَا جَمِيعًا فَقُلْتُ : هَذَا قَمِيصُكَ ، وَهَذَا قَمِيصٌ قَطَعْتُهُ عَلَيْهِ لِتَلْبَسَهُ ، فَمَسَّهُ بِيَدِهِ فَوَجَدَهُ لَيِّنًا ، فَقَالَ : لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ ، هَذَا أنْشَفُ لِلْعَرَقِ مِنْهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَدِمَ عُمَرُ الشَّامَ ، فَتَلَقَّاهُ عُظَمَاءُ أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَأُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَيْنَ أَخِي ؟ قَالُوا مَنْ ؟ قَالَ : أَبُو عُبَيْدَةَ ، قَالُوا : أَتَاكَ الْآنَ ، قَالَ : فَجَاءَ عَلَى نَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ بِحَبْلٍ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَسَاءَلَهُ ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ : انْصَرِفُوا عَنَّا ، قَالَ : فَسَارَ مَعَهُ حَتَّى أَتَى مَنْزِلَهُ ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَرَ فِي بَيْتِهِ إِلَّا سَيْفَهُ وَتِرْسَهُ وَرَحْلَهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : لَوِ اتَّخَذْتَ مَتَاعًا - أَوْ قَالَ : شَيْئًا - فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِن هَذَا سَيُبَلِّغُنَا الْمَقِيلَ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ مِنْ حَطَبٍ ، قَدْ أَصَابَهُ مَطَرٌ وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : قَدْ كَانَ لَكَ عَنْ هَذَا مَنْدُوحَةٌ لَوْ شِئْتَ لَكُفِيتَ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : وَهَذَا عَيْشِي ، فَإِنْ رَضِيتِ وَإِلَّا فَتَحْتِ كَنَفَ اللَّهِ ، قَالَ : فَكَأَنَّمَا ألْقَمَهَا حَجَرًا ، حَتَّى إِذَا نَضَجَ مَا فِي قِدْرِهِ ، جَاءَ بِصَحْفَةٍ لَهُ ، فَكَسَرَ فِيهَا خُبْزَةً لَهُ غَلِيظَةً ، ثُمَّ جَاءَ بِالَّذِي فِي الْقِدْرِ فَكَدَرهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِي : ادْنُ فَأَكَلْنَا ، ثُمَّ أَمَرَ جَارِيَتَهُ أَنْ تَسْقِيَنَا فَسَقَتْنَا مَذْقَةً مِنْ لَبَنِ مَعْزٍ لَهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، لَوِ اتَّخَذْتَ فِي بَيْتِكَ شَيْئًا ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، أَتُرِيدُ لِي مِنَ الْحِسَابِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا ؟ أَلَيْسَ هُذا مِثَالٌ نَفْتَرِشُهُ ، وَعَبَاءَةٌ نَبْتَسِطُهَا ، وَكِسَاءٌ نَلْبَسُهُ ، وَبُرْمَةٌ نَطْبُخُ فِيهَا ، وَصَحْفَةٌ نَأْكُلُ فِيهَا ، وَنَغسِلُ فِيهَا رُءُوسَنَا ، وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ ، وَعُكَّةٌ فِيهَا زَيْتٌ أَوْ سَمْنٌ ، وَغِرَارَةٌ فِيهَا دَقِيقٌ ؟ فَتُرِيدُ لِي مِنَ الْحِسَابِ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا ؟ ، قُلْتُ : فَأَيْنَ عَطَاؤُكَ أَرْبَعُ مِائَةِ دِينَارٍ ؟ وَأَنْتَ فِي شَرَفٍ مِنَ الْعَطَاءِ ، فَأَيْنَ يَذْهَبُ ؟ فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَنْ أُعَمِّيَ عَلَيْكَ ، لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ثَلَاثُونَ فَرَسًا ، فَإِذَا خَرَجَ عَطَائِي اشْتَرَيْتُ لَهَا عَلَفًا ، وَأَرْزَاقًا لِمَنْ يَقُومُ عَلَيْهَا ، وَنَفَقَةً لِأَهْلِي ، فَإِنْ بَقِيَ مِنْهُ شَيْءٌ اشْتَرَيْتُ بِهِ فُلُوسًا ، فَجَعَلْتُهُ عِنْدَ نَبَطِيٍّ هَاهُنَا ، فَإِنِ احْتَاجَ أَهْلِي إِلَى لَحْمِ أَخَذُوا مِنْهُ ، وَإِنِ احْتَاجُوا إِلَى شَيْءٍ أَخَذُوا مِنْهُ ، ثُمَّ أَحْمِلُ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَهَذَا سَبِيلُ عَطَائِي ، لَيْسَ عِنْدَ أَبِي ذَرٍّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ طَعَامًا كَثِيرًا كَانَ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ مَا شَبِعَ مِنْهُ بَعْدَ أَنْ يَجِدَ لَهُ أَكْلًا ، قَالَ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ ابْنُ مُطِيعٍ يَعُودُهُ ، فَرَآهُ قَدْ نَحَلَ جِسْمُهُ ، فَقَالَ لِصَفِيَّةَ : أَلَا تُلَطِّفِيهِ لَعَلَّهُ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ جِسْمُهُ ، تَصْنَعِينَ لَهُ طَعَامًا ، قَالَتْ : إِنَّا لَنَفْعَلُ ذَلِكَ ، وَلَكِنَّهُ لَا يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ ، وَلَا مَنْ يَحْضُرُهُ إِلَّا دَعَاهُ عَلَيْهِ ، فَكَلِّمْهُ أَنْتَ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مُطِيعٍ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَوِ اتَّخَذْتَ طَعَامًا يُرْجِعُ إِلَيْكَ جَسَدَكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَيَأْتِي عَلَيَّ ثَمَانِ سِنِينَ مَا أَشْبَعُ فِيهَا شَبْعَةً وَاحِدَةً - أَوْ قَالَ : لَا أَشْبَعُ فِيهَا إِلَّا شَبْعَةً وَاحِدَةً - فَالْآنَ تُرِيدُ أَنْ أَشْبَعَ حِينَ لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي إِلَّا ظِمْءُ حِمَارٍ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، قَالَ : سَأَلَ حُذَيْفَةُ سَلْمَانَ : أَلَا نَبْنِي لَكَ مَسْكَنًا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : لِمَ ؟ أتَجَعْلُنِي مَلِكًا ، أَمْ تَبْنِي لِي مِثْلَ دَارِكَ الَّتِي بِالْمَدَائِنِ ؟ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ نَبْنِي لَكَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ وَنُسَقِّفُهُ بِالْبُورِيِّ ، إِذَا قُمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ رَأْسَكَ ، وَإِذَا نِمْتَ كَادَ أَنْ يُصِيبَ طَرَفيْكَ ، قَالَ : كَأَنَّكَ كُنْتَ فِي نَفْسِي
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَمَّنْ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ : بَكَى سَلْمَانُ عِنْدَ مَوْتِهِ ، فَقِيلَ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : عَهِدَ إِلَيْنَا النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَهْدًا وَقَالَ : إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ زَادِ الرَّاكِبِ ، فَأَنَا أَخْشَى أَنْ أَكُونَ قَدْ فَرَّطْتُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ جَعْفَرٍ الْجَزَرِيِّ ، عَنْ مَيْمُونٍ ، قَالَ : كُسِرَتْ قَلُوصٌ لِابْنِ عُمَرَ ، فَأَمَرَ بِهَا فَنُحِرَتْ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُ النَّاسَ قَالَ : فَقَالَ نَافِعٌ أَوْ غَيْرُهُ : لَيْسَ عِنْدَنَا خُبْزٌ ، فَقَالَ : مَا عَلَيْكَ ، يَأْكُلُونَ مِنْ هَذَا الْعَرَقِ ، وَيَحْسُونَ مِنْ هَذَا الْمَرَقِ