عنوان الفتوى : يريد الهداية ويدفعه الشيطان ونفسه إلى الغواية

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا شاب وأبلغ من العمر ؟؟ وقد كنت لا أترك الصلاة أبداً ولا أرتاح إذا لم أصلها إلا بعد أن أصليها وأما الآن قسما بالله ما فلا فرق عندي كنت لا أعرف شيئا سوى الصلاة والدعاء حتى ولو كنت صعب المراس؛ كنت لا أترك صلاة التراويح ولا الوتر كنت أتصدق حتى ولو بريال وإما الآن لا حياء في الدين أقترف المعاصيواحدة تلو الأخرى والله ببساطة كنت لا أعرف ماهي المعاصي كنت لا أعرف ما هي العادة السرية كنت لا أعرف ما هو الزنا كنت وكنت وكنت أما الآن أصبحت أعرفها جميعا قسم بالله إني أدعو ربي أن يهديني ويعيدني إلى جادة الصواب ولكن للحكمة فلم أتب ولم أرجع إلى ما كنت عليه من هداية واستقامة والله إني الآن كل يوم يقسو قلبي أكثر وأكثر لدرجة أني لا أفرق بين رمضان وغيره من الشهور ولدرجة أني صرت لا أبالي به لدرجة أني صرت أمارس العادة السريه فيه لدرجة أني تركت الصلاة وتهاونت بها فيه شيء يردني عن الهداية ولا أدري ما هو صارت حياتي غير متزنة ومن أول الأسباب الضغط المادي الذي أعاني منه فالديون أكثر من 120000ريال على الوالد وأنا لي أكثر من 13 سنة وأنا طالب كرهت الدنيا أكثر من مرة ونويت الانتحار أكثر من مرة ولكن رحمة الله واسعة أنا أقول هذا الكلام وأنا كلي يقين أنه من أن أقوم عن الجهاز أنسى الذي كتبته وأنسى دموع الحزن وأعود تدريجيا إلى ما أنا عليه أدمنت على السرعة الجنونية والتخييط والدخول من بين السيارات بجنون وتهور لدرجة أني لا أستأنس إلا إذا صار الخط مزحوما ومن أفضل الخطوط لدي خط الملك فهد ظهراً؛لا أدري كيف دخلت على هذا الموقع ولا أدري كيف ولماذا أكتب ولكن أتمنى أن يكون الحل من الله سبحانه وتعالى ثم منكم وأرجو منكم أن تحسوا إحساسي قسما بالله إني أريد الرجوع إلى الله إلى التوبة إلى أصحاب الخير ولكن لا أستطيع وأفكر الآن وأنا أكتب الرسالة بالخلاص والانتحار أستغفر الله أرجوكم إن كان لديكم حل أسرعوا ولا تتأخروا جزاكم الله كل خير كفاكم الله أبغي الخوف من الله لا تتأخروا على فأنتم من تبقى إلي بعد لله وأقصد بأنتم أهل الدين والمشايخ جزاكم وجزاهم الله كل خير والله لو أني أبغي أكتب معاناتي ماراح تكفيني ولا 100 صفحة من صفحات الإنترنت والشكوى لغير الله مذلة.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لنا ولك ولجميع المسلمين الاستقامة على طاعته، والثبات على دينه، والتوبة من جميع الذنوب.

والسبيل إلى ما تصبو إليه هو الاستعانة بالله تعالى، والالتجاء إليه سبحانه، والعمل بمقتضى كتابه، واتباع هدي رسوله صلى الله عليه وسلم، ومصاحبة أهل الخير الذين يدلون على طاعة الله تعالى ويرغبون فيها، ويحذرون من طاعة الهوى، وإغواء الشيطان. مع البعد عن قرناء السوء المنحرفين عن سبيل الهدى المتبعين للهوى، فإنه قد قيل سابقاً:

عن المرء لا تسأل واسأل عن قرينه    * فكل قرين بالمقارن يقتدي

وقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة " متفق عليه.

وليس من شك في أن ما ذكرته من بعد عن الله، وممارسات آثمة، وسوء سيرة، وانهماك في المعاصي، وغير ذلك مما كتبته... إنما مرجعه بدرجة كبيرة إلى سوء البيئة وقرناء السوء.

كما أن ما ذكرته من تعاسة العيش هو نتيجة واضحة لما ذكرته من الآثام والبعد عن الله. فقد قال الله تعالى: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [طه: 123، 124].

فننصحك بالإسراع إلى التوبة وترك هذا القنوط، فإنه من الشيطان يريدك أن تبقى مستمرا على النهج الذي أراده منك.

واعلم أن العبد إذا أذنب ثم تاب واجتمعت في التوبة شروطها من الندم على فعل المعصية، وعزمه على عدم الرجوع إليها وإقلاعه عنها فوراً صحت توبته. وإن عاد إلى الذنب مرة أخرى ثم تاب توبة صحيحة بشروطها صحت توبته وهكذا. قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ  {الشورى: 25}.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عزوجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. رواه الترمذي وقال حديث حسن.

وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبّهِ عَزّ وَجَلّ قَالَ: "أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً. فَقَالَ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذَ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ. فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْباً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَىَ أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ" أي: ما دمت تتوب توبة نصوحاً، مستوفية الشروط، سالمة من موانع القبول.

ونسأل الله أن ينفعك بهذا النصح، فإنه وحده القادر على هدايتك وإعانتك على الشيطان، وإياك ثم إياك والتفكير في الانتحار، وراجع الفتوى رقم: 74336.

والله أعلم.