عنوان الفتوى : ينبغي الحذر من تظاهر بعض الكفار بالدخول في الإسلام لغرض الزواج
أنا فتاة من تونس وعمري 18 سنة وقد اهتديت منذ أيام فصرت من المصلين ومن المهتمين بآراء العلماء المسلمين، وفي الوقت الحالي أنا أشعر بالحيرة وذلك لأنني في علاقة نوعا ما رسمية بيني وبين شخص من النرويج ولم يهده الله إلى الإسلام وأنا جداً مرتبطة نفسيا به... فأرجو من الإخوة المسلمين أن يدعوا له بالهداية... كما أسأل عن طريقة يمكن أن تجعل قلبه ينشرح إلى الإسلام... والحقيقة أنني أحاول دوما أن أشرح له مدى روعة وجمال وبهاء هذا الدين وقد نجحت في إزاحة أفكاره الخاطئة حول الإسلام والمسلمين، وهو شخص ليس بمسيحي ولا يهودي بل هو لا يؤمن بوجود الله وهذا ما يجعل الأمر أصعب، ولكنه يا إخوتي يقول لي أنا مستعد لأصبح مسلما فقط لكي يستطيع الزواج بي، ومع العلم بأنني لم أكن مهتمة سابقا إن كان مسلما ولكن بعد الهداية صار هذا الأمر أكثر ما يحزنني... وهو وعدني وقال لي إنه مستعد أن يصير مسلما لإسعادي ولكني لم أقبل... ولكنه قال لي إن استطعت ان أجعله حقا يشعر بوجود الله لن يفكر في غير الإسلام... ويمكنني أن أقول إنه صار يحال أن يصبح مؤمنا، لأنني أقدم له الحجج التي تثبت وجود خالق لهذا الكون.... أما الأمر الجيد هو أنه صار يحاول أن يتأمل وذلك لأنه يرى شيئا من الصواب في حججي، ولكن هو دوما يقول إنني أقنعته منطقيا ولكن المشكلة هي كيف أجعله يشعر بالله... علما بأنه يؤمن بوجود الروح حتى لو لم يكن يراها لأنه يشعر بها... يا إخوتي أنا أطلب العون... كيف يمكن جعله مسلما فلا أتعذب أكثر؟ وشكرا على الاستماع.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنهنئك بما أنعم الله عليك به من الهداية، وينبغي أن تشكري الله تعالى كثيراً على هذه النعمة بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح ومصاحبة الأخيار واجتناب الفجار، ونسأل الله تعالى لهذا الرجل الهداية إلى الإسلام..
واعلمي أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكون على علاقة مع رجل أجنبي عنها، فإن في هذا من المخاطر الشيء الكثير، فلا يجوز لك الاستمرار على هذه العلاقة مع هذا الرجل ولو كان مسلماً فضلاً عن أن يكون كافراً، وكوني على حذر من أن تدنسي زينة الإيمان التي في قلبك بالاستمرار في مثل هذه العلاقة، فقد تجرك إلى الوقوع في الردى بعد الهدى، والسلامة لا يعدلها شيء، وانظري الفتوى رقم: 30003.
وأما دعوته إلى الإسلام فهو أمر حسن، وينبغي أن يقوم بذلك رجل، فيمكنك أن تسلطي عليه من له قدم راسخة في العلم من المسلمين ليبين له الحق، فإن اهتدى إلى الإسلام وتبين صدقه في ذلك فيمكنك الزواج منه بشرط أن يكون ذلك بإذن وليك، وأما قبل إسلامه فلا يجوز زواجه منك، إذ لا يجوز زواج المسلمة من الكافر.
وننبهك إلى الحذر مما قد يحدث من بعض الكفار من التظاهر بالدخول في الإسلام ليغرر بالفتاة المسلمة فيتزوج بها، ثم يتبين أنه على خلاف ذلك، وفي الواقع كثير من الشواهد على هذا، وراجعي الفتوى رقم: 30911، والفتوى رقم: 24929.
والله أعلم.