عنوان الفتوى : إغلاق مواقع الأغاني الماجنة واجب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

نحن أصحاب شركة مزودة لخدمات الإنترنت ونحن بحمد الله مفلترين المواقع الجنسية فهل علينا أن نغلق مواقع الأغانى أيضا على المشتركين مع العلم بأن المشتركين راضين عن غلق المواقع الجنسية وغير راضين عن غلق مواقع الأغانى ولهذا السبب يتركوننا ويذهبون للشركات الأخرى مع العلم بأن هذه الشركات لا توجد واحده فيهم مفلترة للمواقع الجنسية، ونحن فلترنا بالفعل الأغاني ولكن وجد أن هناك ضررين: الاول: يعود على الزبون الذى يقصد الغناء ولا يقصد الجنس ومعظمهم لايعلمون أن الأغانى حرام أو غير مقتنعين بذلك. أما الضرر الثانى: فيعود على شركتنا التى مازالت تخسر وخصوصا أنه مضى سنة من عمرها...وفقكم الله وجزكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجزاك الله تعالى خيراً، وزادك حرصاً على الخير، وتمسكاً وثباتاً على الدين.
ثم إنه لا يخفى عليك أن من ما يسأل عنه المرء ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ ففي سنن الترمذي وغيره من حديث أبي بزرة الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم عمل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟".
لذلك يجب على المسلم أن يحرص غاية الحرص على إطابة مكسبه، وأن يجعل ذلك من أولويات اهتماماته، ولا يحملنه الطمع في الربح وخوف الخسارة على أن يقتحم ما حرمه الله، وعليه أن يعلم أن طيب المكسب سبب في حصول البركة في الرزق، وهناءة المعيشة، واستجابة الدعاء، وغير ذلك من المزايا التي لا غنى للمسلم عنها.
كما أن خبث المكسب سبب لمحق بركة الرزق، وضنك المعيشة، ومانع من استجابة الدعاء، وقبول الأعمال الصالحة، وإلى غير ذلك من المضار الكثيرة.
لذلك - أخي - يجب عليكم أن تحرصوا أن تكون شركتكم هذه مغلاقة لكل أبواب الشر بما فيها الأغاني، ولا تظن أن الأغاني أهون أبواب الشر، وأقلها ضرراً، بل لعل العكس هو الصحيح، لأن غالبها يدعو إلى الفجور والانحلال، ويزينهما، ويغري بهما، كما أنها تضعف الإيمان، وتنبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء العشب، فمن أدمن عليها جره ذلك إلى مواقعة ما تدعو إليه، وتغري به، كما هو مشاهد.
فلذلك عليكم أن تبدؤوا بمواقع الأغاني، فأغلقوها، ولا تنزعجوا من قلة العملاء، فسيبارك الله لكم فيما أعطاكم، ويرزقكم من حيث لا تحتسبون، كما وعد سبحانه وتعالى، حيث قال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) [الطلاق:2-3]. والله أعلم.