عنوان الفتوى : المحاولة الجادة لإيجاد البديل الحلال مندوحة عن الاقتراض بالربا
أنا موظف حكومي براتب بسيط وعائلة مكونة من 11 فردا. صلاحية إقامة العائلة ستنتهي هذا الشهر وهذا يتطلب مني دفع رسوم قدره 2500-3000 ريال ولا استطيع ذلك دفعه مرة واحدة. لا أجدإلى الآن من هو مستعد لإقراضي هذا المبلغ على أن أدفعه بشهور لاحقة.سؤالي هو هل يحق لي أن استقرض هذا المبلغ من البنوك الربية؟ وما البديل ؟
الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن التعامل بالربا من أكبر الكبائر وأشنعها وأشدها عقوبة ، وأوخمها عاقبة ، ولا يعلم ذنب توعد الله صاحبه بإعلان الحرب بين الله وبينه غير الربا ، قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا لله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله) [البقرة:278-279 ]
والربا مهلك لصاحبه ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : " اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" متفق عليه.
والمتعامل بالربا ملعون ، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا ، وموكله ، وكاتبه ، وشاهديه. وقال : " هم سواء " وإن أمراً بهذه الدرجة من الخطورة ، وتوعد الله عليه بهذا الوعيد الشديد ، واستحق صاحبه هذه العقوبات ؛ لحري بالمؤمن العاقل الذي يؤمن بالله وكتابه ، وبما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم ويرجو لقاءه -أقول:- حري به أن لا يفكر فيه أصلا ، ناهيك أن يطرحه حلا لمشكلة عارضة ألمت به ، يمكن أن تحل بطرق أخرى مباحة ، ولو كان في تحصيلها بعض الصعوبة.
لذلك؛ عليك أيها الأخ الكريم أن تبتعد كل البعد عن التعامل بالربا ، والتفكير فيه ، فإنه لا تنحل به المشاكل وإنما يزيدها أضعافا مضاعفة.
ومن كسر الحاجز بينه وبين التعامل به هان عليه بعد ذلك أن يتعامل به في كل حال ، وهذا مشاهد مجرب كثيراً ، فاتق الله تعالى يجعل لك من كل هم فرجاً ، ومن كل ضيق مخرجاً ، ويرزقك من حيث لا تحتسب ، كما وعد سبحانه وتعالى حيث قال: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً) [الطلاق:2-3]
وعليك أن تعرض مسألتك هذه على الجهات المختصة ، وتفهمهم حقيقة وضعك المادي ، ولا بأس أن تؤكد ذلك لهم بشهادة براتبك مثلاً. كما أنه لا حرج أيضا أن تعرضها على أهل الخير والمساعي الحميدة ، ولن تعدم -بإذن الله تعالى- حلا مرضيا لمسألتك هذه إن اتقيت ربك ، وسعيت في حلها بطرق مباحة.
والله أعلم.