عنوان الفتوى : ما يفعل من دخل مكان غيره في كلية ما جراء غشه في الامتحان
السادة الأفاضل: أريد أن استوضح من حضراتكم شيئاً قرأته على موقعكم الذي أرجع إليه في كل شيء لأنني ألمس فيه الصدق ورجاحة العقل... وجزاكم الله كل خير، أما سؤالي فهو يتعلق في من غش في الثانوية العامة ودخل في الكلية بسبب مجموعه الذي فيه بعض الدرجات التي لا يستحقها، فعلى سبيل المثال لو دخل طالب كلية الطب بمجموع 97% وفيه 1% أو أكثر جاءت عن طريق الغش، قرأت فتواكم التي تقول أن عليه التوبة إن كان يحسن عمله ولا يضره ما سلف وقلتم أن الذنب يتعلق بالله وليس فيه اعتداء على حق شخص آخر، ولكن أريد أن أوضح لحضراتكم شيئاً هو إننا في مصر نتنافس على كليات القمة، فمن الطبيعي أن يكون هذا الطبيب قد أخذ مكان شخص آخر وحرمه من دخول الكلية وربما يكون هذا الآخر يود أن يلتحق بكلية الطب ولكنه قد يكون التحق بكلية الصيدلة التي هي أدنى درجة من الطب، ولكي أوضح سؤالي سأضرب مثالاً افتراضياً هو: كلية الطب أخذت أعلى 500 طالب وكان هذا الطالب الذي غش هو الطالب رقم 500 وطبيعي أنه لا يستحق هذه المرتبة، فهو بذلك قد أخذ حق الطالب رقم 501 الذي لولا غش هذا الطبيب كان سيصبح رقم 500 بدلاً من 501 ونفترض أن كلية الصيدلة قد أخذت الطلاب من الترتيب 501 إلى 800 وبذلك يكون الطالب الذي دخل كلية الطب لا يستحق هذه الكلية بل يستحق الصيدلة، وهذا الطالب الذي دخل كلية الصيدلة ربما يكون قد حرم من تحقيق حلمه بدخول كلية الطب بسبب هذا الذي غش فدخل كلية الصيدلة، إنني أردت فقط أن أستوضح من حضراتكم هذا الأمر لأنني لا أعلم كيف نحل هذه الإشكالية فطالب الطب هذا لا يستطيع إعادة الحق لطالب الصيدلة لأنه لا يعرفه، وطالب الصيدلة هذا وإن كان حرم من الطب لكن قد يكون قد وفق في كلية الصيدلة، فهل بعد هذا يكون على طالب الطب الذي أصبح طبيباً ناجحاً أن يترك الطب أم ماذا، علماً بأنه يستحق بعد خصم درجات الغش كلية الصيدلة، ولكنه لا يمكنه الرجوع إليها الآن؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يلزم هذا الطالب الذي أصبح طبيباً أن يترك عمله إن كان ناجحاً ومؤهلاً لأداء وظيفته، وأما التحلل من حق الطالب الأخير فانظر هل يمكن مراجعة الإدارة المسؤولة عن توزيع الطلاب وسؤالهم عن أول من وجه للصيدلة، ثم تحاول الاتصال به والإحسان إليه واستسماحه، فإن لم تمكن معرفته فأكثر الدعاء له وأكثر من الأعمال الصالحاة والاستغفار، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 94285، 59268، 46319، 4603، 12890، 2094.
والله أعلم.