عنوان الفتوى : حلول لمشكلة زوجية
أنا متزوجة منذ سبع سنوات وقفت بجانب زوجي كثيرا منذ بداية زواجنا فهو كان لا يملك الكثير وعندما رزقه الله لم يعوض علي وهذا أحدث بداخلي فجوة كبيرة كما أن أهله من أحدثوا بيننا مشاكل كثيرة فهم من النوع الظالم عندما يعرفون أن هناك مشكلة ولو صغيرة بيني وبين زوجي كانوا يخطئونني من قبل ما يعرفوا ما هي المشكلة وكانوا يوجدون له المبررات كلما حكين عنه شيء المهم أن المشاكل ساءت بيننا كثيرا ومع كل مشكلة كنت أحاول أجلس معه لإيجاد حل وأحيانا هو يطلب ذلك ولكن مع كل جلسة كنا نتشاجر ثانيا حيث إنه لا يعترف بأخطائه أبدا ولا بأخطاء أهله مع أنه دائم التغليط لي ولأهلي الذين قدموا له الكثير ومرة بعد مرة تفاقمت المشاكل كثيرا وساءت وأنا اكتشفت فيه صفات أكرهها مثل عدم اعترافه بالجميل وكثرة تغليطه للناس من يعرفهم ومن لا يعرفهم ماعدا أهله هو فهو دائم الدفاع عنهم حتى عند خطئهم خطأ واضحا فهو يجد المبررات السريعة له ولأهله وعندما لا يجد يقول (أنا كدة وأهلي كدة عيشي يا بنت الناس وربي بناتك) رغم أني نبهت عليه اني أكره هذه الجملة ولكنه أسلوبه دائما مستفز وكثير الكذب والحلف بالله كذب وبعدما كان يصلي كل الصلوات بدأ يقلل منها ثم بدأ لا يصلي وقد لفت نظره لذلك بشتى الطرق حتى إني فقدت فيه الأمل وتركته وكان يرد علي ويقول روحي أنت صلي ومرة بعد مرة معاملته ساءت أكثر وأكثر وهو شديد التأثر بكلام أهله رغم إنكاره لذلك المهم أننا وصلنا لطريق مسدود فأنا لا أستطيع داخليا أن أتغاضى عن مساوئه وهو كذلك فأنا عندما أغضب وأكتم كثيرا أنفجر بعد ذلك بالصوت العالي والألفاظ الجارحة له أيضا اعتقادا مني أن أجعله يحس بنفس الجروح التي يجرحني بها أنا اعلم أن هذا خطأ وحرام ولكن عند وصولي لهذه الحالة لا أستطيع السيطرة على نفسي فأنا دائمة الاحتمال كثيرا وأحاول أن لا أفعل مشاكل ولكن عند وصولي لهذه الحالة من الضغط لا أستطيع السيطرة على نفسي ورغم أنه لم يتلفظ بلفظ الطلاق في هذه المشاكل الكبيرة إلا انه تلفظ بها مرة بدون سبب وهذا ما تعجبت له فقد خرجت في مشوار وقد أعلمته بذلك ووافق وأعطاني المال لكي أشتري للأولاد أشياء ومع ذلك اتصل بي على المحمول وقال إني لم أبلغه أني خارجة ولفظ الطلاق، والمدهش أيضا أني لم أحزن على هذا ولكني اندهشت كثيرا ولكني أشفق على بناتي فقط من ذلك فهم لازالوا أطفالا وأكيد ذلك سيؤثر عليهم مستقبلا على الأقل من نظرة الناس أن أمهم مطلقة خاصة وأنهم بنات وبعد يومين وفي مجلس من الأهل وإحضار شيخ لذلك تم الرجوع ولكني لم أنس أبدا أنه باعني في لحظة بدون سبب وراجعني في لحظة أيضا وهو وراء كل صلح من مشاجرة كان يعاملني بشكل جيد نوعا ما ولكن مع أول احتكاك بسيط تتم المشاجرة ثانيا وأصبح يقول لي كلمات جارحة أكثر بكثير من الأول وبدأت أنا أيضا كذلك وحاليا قال لي إن الأفضل الانفصال ولكن بعد إجراء عملية لابنتنا كان قد حددها الدكتور وسألت شيخا في ذلك فأنا أشك انه مسحور وقد أكون أنا كذلك وخاصة أنه توجد المرأة التي تريد انفصالنا لمصالح شخصية لها وكانت دائما تفرح لمشاكلنا وتحزن لفرحنا وطلب مني الشيخ قراءة آية الكرسي 100 مرة على ماء وأشربه منها مرتين يوميا وطلب مني أن ألاحظ ثلاثة أشياء إما أن أتثاءب وأنا أقرأ أو يغلب علي النعاس أو أتلخبط كثيرا وأنا أقرأها رغم حفظي الجيد لها وفعلا حدث ذلك وتلخبطت من أول مرة قرأتها ووجدتني أقرأ سورة قريش بدلا من آية الكرسي ثم توضأت وشغلت سورة البقرة بجانبي وعاودت القراءة وأثناء قراءتي ومع زيادة عدد مرات القراءة كنت أتلخبط زيادة وغلب علي النعاس شديدا فعلا وقاومت وخلصت القراءة وشربت منها أنا وشرب بناتي أيضا منها وأشربته ولكن كل هذا حدث دون أن أعلمه خوفا من أن يرفض الشرب أو يفعل أي مشكلة تعيق هذا العلاج لو كان كذلك فعلا ولكن المشكلة أن ابنتي ستجري العملية بعد يومين أي أني سأكون لم أتم هذا العلاج إلا حوالي 3 أو 4 أيام من الشهر المطلوب وبعدها كما قال زوجي ستكون نهاية علاقتنا الآن نحن نعيش تحت سقف واحد كالأغراب أفيدوني بأسرع وقت ممكن ماذا أفعل؟ وما رأيكم في هذا الموضوع كله من أوله لآخره، فأنا آمل أن يكون مسحورا أو أننا محسودين كما قال الشيخ ولكنه قال يجب الاستمرار لمدة شهر وأنه سيهدأ مرة بعد مرة وفي نفس الوقت أنا لم أبح له بهذا الموضوع ويصعب علي أنا أتكلم معه في الرجوع عما قرره فكرامتي تؤلمني ثم إنه قد يجرحني للمرة المليون أنا كنت أتمنى كثيرا الطلاق ولكن الآن أعتقد أن هناك أملا أن يتحسن ماذا افعل دون أن أجرح كرامتي، أرجوكم أفيدوني سريعا في خلال هذين اليومين وعذرا على هذا الاستعجال. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحياة الزوجية مبناها على الألفة والمودة والتفاهم، لكن قد يقطع ذلك أمور عارضة للطبيعة البشرية وسرعان ما تزول وتتلاشى إذا عولجت بحكمة ورزانة، وما من زوجين إلا ويحدث بينهما بعض ذلك، وليست كل البيوت تبنى على الحب؛ كما بينا في الفتويين: رقم: 62197، 30318.
وبناء عليه فإننا ننصحك بالصبر على زوجك والتغاضي عما يمكن التغاضي عنه من هفواته وزلاته وإسداء النصيحة والتذكير فيما لا يمكن فيه ذلك دون سب أو شتم أو تجريح وإن فعل هو ذلك أو بدأ به، فقد قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصِّلت:34 }
فحاولي كتم غيظك كلما استفزك بما لا يليق ولا تيأسي من نصحه وتذكيره إذا هدأ غضبه، ومناقشته بحكمة وموعظة حسنة فيما تنبغي مناقشته فيه ولا يمكن التغاضي عنه، وحينئذ فإنه سيتغير بإذن الله تعالى ويتبدل حاله معك.
وننصحك بمحاولة ثنيه عن مسألة الطلاق إذ لا مصلحة فيه لكما مع بقاء فرصة للتفاهم وليس في ذلك ما يجرح كرامتك لأنها مصلحتك ومصلحة بناتك، ولكن محل ذلك فيما إذا تاب من تركه الصلاة وتكاسله عنها، وإلا فلا خير لك فيه، وفراقه أولى اتقاء لشره، وانظري الفتويين رقم: 39183، 61538.
وأما مسألة السحر.. فقد يكون كذلك وقد لا يكون، وما ذكره القارئ من العلامات ليس مقطوعا به، وقد بينا كيفية الرقية الشرعية وأعراض المسحور وكيفية الوقاية من شر السحر بإذن الله في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5856، 69640، 4310.
وخلاصة القول والذي ننصحك به هو أن تنظري في حال زوجك.. فإن كان قد تاب من تركه الصلاة والكذب وغير ذلك فينبغي أن تطلبي منه عدم الطلاق والتريث قبل ذلك وترك فرصة للتفاهم سيما إذا سلكت ما ذكرناه سابقا من التغاضي عن الزلات والهفوات ما أمكن ذلك ومجازاة السيئة بالحسنة. وإلا فلا خير لك فيه، وينبغي أن تحرصي على الطلاق منه لما بينا في الفتاوى المحال إليها آنفا.
وأما ما ذكرت من إنفاقك عليه ومساعدته قبل يسره.. فإن كان على سبيل التبرع والهبة فليس لك المطالبة به؛ وإن كان من رد الجميل والخلق الفضيل أن يعيده إليك أو بعضه كما قال تعالى: هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ {الرَّحمن:60}
وأما إن كان ذلك على سبيل القرض فهو في ذمته ويجب عليه أن يرده إليك على ما بيناه في الفتويين رقم:16694، 34771.
والله أعلم