عنوان الفتوى : الصبر على علاج الزوجة المصابة بالمس
أنا مسلم أقطن (مؤقتا) بفرنسا متزوج منذ سنتين ولي ولد زوجتي تعاني من حالة مس وقد اكتشفت هذا منذ شهرين وكان تطور حالتها كالتالي: قبل المجئ بالراقي: كانت كثيرة النرفزة سريعة الغضب والانفعال، ترد علي بعنف لم أعهده منها، تختلق الخناقات من أتفه الأسباب وكانت كثيراً ما ترى في منامها الثعابين والافاعي أثناء مجيء الراقي: زادت نرفزتها نسبيا وكانت كثيراً ما تنزعج عند إخبارها أن الراقي قادم وتقول لي أنا بخير لم تأتي به (حيث إنني لم أخبرها في أول الأمر أنها ممسوسة مخافة أن تصدم فكنت أكتفي بالقول لها (أنت مريضة وعليك بالعلاج) أخبرها الراقي بعد أيام أنها ممسوسة وعليها أن تستعين بالله وترجع إليه فتحسن تعاونها معي ولم تعد ترفض مجيئه خضعت للرقية عدة مرات، ولكن الراقي كان في كل حصة يضطر لإيقاف القراءة بسبب أن زوجتي كانت تصرع (تغيب عن الوعى كليا) وتنطلق (الجنية) في الصراخ والعويل ونزع الخمار وبمجرد أن أحاول أن أثبطها أو أجلسها، مخافة أن تجرح لما في بيتي من نوافذ زجاجية، زاد هيجانها (مع العلم بأن الجنية عاهدت الراقي مرتين على لسان زوجتي أنها ستخرج وحين يعاود رقيتها المرة الأخرى يجد أنها لا زالت بها) أوقف الراقي المجيء مخافة أن تجرح أو أن يسمع الجيران عويلها فيتصلوا بالشرطة ظناً منهم أني أضرب زوجتي فتزيد الأمور تعقيداً، حاليا (بعد انقطاع مجيء الراقي) حاولت مواصلة العلاج معها دون راق: أقرأ البقرة في البيت كل ثلاث وأسمعها القرآن والدروس الدينية التي تقوي عقيدتها وتزيد صلتها بالله، واظبت على الصلاة معها بدلا من الذهاب إلى المسجد لإعانتها على الصلاة بخشوع والحرص على تأديتها الأذكار، لما لمست فيها من كثرة الشرود، فإنها ذات مرة وقفت معي للصلاة فلما كبرت وشرعت في الصلاة لم تتبعني في ذلك فاضطررت لإيقاف الصلاة فوجدتها شاردة فأفقتها، اشربها ماء قرئ فيه آيات من القرآن وأدلكها بزيت كذلك كل ليلة، وهي الآن: كثيراً ما تغيب عن الوعي كليا (تصرع) بمجرد وضع شريط للقرآن وبعض المرات بعد تناول الطعام وتحاول سد أذنيها بأصابعها وبعض المرات يتشخص بصرها دون أن ترمش.. وهذا خاصة بين العصر والمغرب والظهيرة وأيام الحيض، بعد أن أفيقها بندائها والقول اخنس عدو الله وقراءة إن كيد الشيطان كان ضعيفا (الآية) تقول لي إنها كانت نائمة، وذات مرة قالت لي: أني رأيت أنني كنت أقرأ القرآن وأثناء ذلك رأيت نساء بين السماء والارض يضحكن، تقيأت مرتين أشياء لونها أصفر، أخبرتني مؤخراً أنها تتمكن لأول مرة من قراءة القرآن سراً (قراءة قلبية) وأنها لم تكن تقدر على ذلك مند زمن طويل، أنا الآن في حالة اضطراب وحيرة, لا أعرف كيف علي التصرف معها حين تصرع! هل في ذلك خطر عليها، هل من الممكن للجنية الخروج من عينيها وتعمى أثناء هذا الخروج كما يقول البعض، هل يجب علي إيقاف شريط القرآن أو القراءة وإيقاظها أم علي مواصلة إسماعها القرآن، علما بأن ابني رضيع وغالبا ما يكون بجنبي أثناء صرعها وأنا هنا بفرنسا وحيد ليس لي أهل يمكنهم إعانتي في رعاية ولدي في هذا الظرف العصيب، فهل تنصحوننى الذهاب بها عاجلاً إلي الجزائر -بلدي الأصلى حيث يوجد رقاة كثيرون لرقيتها- فهل من الممكن التحدث معكم -مع أحد الشيوخ- بالهاتف لتوضيح أزيد على ما ذكرت، إن كان ذلك ممكنا فحددوا لنا الرقم والموعد؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرفع عنك هذا البلاء، ويشفي زوجتك مما ألم بها فإنه هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، واعلم أن المؤمن مأجور على كل ما يصيبه إن احتسب ذلك بالنية الصالحة، ودليل ذلك ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسلم وغيره عن صهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له!. وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته.
فاصبر على علاج زوجتك، وأكثر من الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ولا سيما في أوقات الإجابة، مثل آخر الليل، وحالة السجود، وعند الأذان والإقامة، وإذا لم تجد راقياً في البلد الذي تقيم فيه أو وجدته وتعذرت عليه الرقية، فينبغي أن تذهب إلى بلدك أو بلد آخر وتبحث عمن يرقي زوجتك ممن يوثق به عقيدة وتقوى والتزاماً، ولا تتوقف عن إسماعها القرآن، ولا سيما سورة البقرة، واحذر من المشعوذين الذي يأكلون أموال الناس بالباطل. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 4310، والفتوى رقم: 20491.
ونعتذر عن موضوع المكالمة مباشرة فإن موضوعك يخص المتخصصين في الرقية، والموقع هنا معني ببيان الأحكام.
والله أعلم.