عنوان الفتوى : نصح الخطيبة المتأثرة بالانفتاح على الغرب

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيمفضيلة الشيخ بارك الله فيكم ونفعكم ونفع بكم، أنا شاب مصرى أبلغ من العمر 27 عاماً لدي رغبة جامحة فى الزواج مما دفعنى للتفكير فى الزواج بأي فتاة مهما كان شكلها ومهما كانت ظروفها ما دام متوفر فيها شرط الدين، ولي ابنة عمة متدينة جداً ونحسبها على خير، وهي أيضاً تحب التزامي فعرضت علي بنتها، وبنتها هذه عمرها 15 عاما وفي المرحلة الإعدادية من التعليم وهي غير ملتزمة بالدين على الوجه الذي يرضيني لكنها تؤدي الصلاة في وقتها حتى الفجر تصليه فى وقته مع أمها والحمد لله لبست النقاب بعد خطبتي لها وبناء على طلب مني لكنها تشاهد التلفاز وتضع نغمات الأغاني على الجوال الخاص بها وإن قالت لي إنها لا تشاهد أو تسمع الأغاني، وفي يوم الرؤية الشرعية قالت لي إنها لا تحب الملتزمين، وبعد أن تحدثت إليها بدأت الفكرة عن الملتزمين تتغير عندها، وبعد 4 شهور من الخطبة اتصلت بي وقالت لي إنها أخبرت أمها أنها لا تحبني وليست قادرة على أن تعرفني وذلك بحكم أني عندما أذهب إليهم أجلس مع أهلها ولا أجلس معها لأنها لا تزال أجنبية عني وقالت لي هل تستطيع أن تعوضني عن الجامعة حيث إن الزواج بعد 3 سنوات أي بعد نهاية المرحلة الثانوية وقبل الجامعة فقلت لها لا أفهم ماذا تريدين قالت يعني أنا وأصحابي نريد أن نذهب للجامعة لنحب شبابا ونعيش فترة الجامعة هكذا نحب شبابا ويحبونا ولا أفكر في الزواج قبل هذه المرحلة المهم تعاملت مع الموقف على أنها لا تزال صغيرة ولا تعرف شيئا وتريد أن تقلد زميلاتها وتقلد ما تراه في التلفاز ليلا ونهارا من قصص العشق والغرام، وحاولت إقناعها أني أستطيع أن أعوضها عن الجامعة وما يدور برأسها، ولكني أخاف جداً من كلامها هذا وأنا أكتب لك بعد المكالمة التي كانت بيننا بـ 2 ساعة فقط وأنا في حيرة من أمري فأبوها وأمها وكافة أهلها متمسكون بي جداً وأنا كنت أشعر بميل اتجاهها، ولكني الآن أخاف أن تكون ليست الزوجة الصالحة التي عشت عمري أحلم بها وفى نفس الوقت أقول لا تظن بها السوء فهى لا تزال صغيرة ولا تعي ما تقول، فأرجو من فضيلتكم النصيحة ماذا أفعل لكي أحافظ على ديني، مع العلم بأن ظروفي المادية سيئة ولن يرضى بي أحد على وضعي هذا فهم رضوا بي لأنهم أهلي ويعرفونني جيداً؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يلطف بأمة الإسلام، وما ظهر من هذه الفتاة هو مظهر من مظاهر المرض المنتشر في المجتمعات المسلمة اليوم، وثمرة مُرَّةٌ من ثمار الانفتاح غير الرشيد على ثقافة الغرب، وعلاج هذا الواقع المرير بحاجة إلى أن تتكاتف الجهود المخلصة في استنقاذ الأجيال الناشئة، وما صدر من بنت بنت عمتك لا يستدعي تركها والإعراض عنها، فإنها أولاً من المحافظات على الصلاة وهذا خير كبير، ولا شك أنه سيكون لأمها المتدينة أثر فيها، ثم هي ما زالت في سن مبكرٍ يمكنك أن تجتهد في نصحها وتربيتها عن طريق الكتب النافعة والأشرطة المفيدة ونحو ذلك من الوسائل، وينبغي أن تعظم لها خطر ما قالت من الكلام، وأن هذا مما يسخط الله تبارك وتعالى، وأن على المسلمة أن تستقيم على شريعة الله تبارك وتعالى، وتحافظ على عفافها وحيائها، وأن الحجاب ليس أمراً تطوعياً إن أحبت لبسته أو تركته، بل هو فرض لازم، تؤجر المسلمة على لبسه وتأثم على تركه، وأن الهدف من الحجاب ليس الحجر على المرأة والتضييق عليها، بل حفظها من الذئاب البشرية المتربصة وصيانة لها وللمجتمع من الانجرار إلى مستنقع الفاحشة والرذيلة، نسأل الله للمسلمين الهداية والتوفيق.

والله أعلم.