عنوان الفتوى : حكم هروب البنت وزواجها بغير إذن وليها
آسفة للإطالة ولكنى أرغب بسرد التفاصيل حتى يكون الحكم بناء عن معرفة التفاصيل وأرجو الرد للأهمية القصوى. أريد أن اعرف صحة زواج أختي حيث إنها قد هربت يوما من المنزل وادعت أننا قمنا بطردها وكتبت تنازلا عن الولي وقامت بكتب الكتاب مع شاب أبي وأمي يرفضانه - لأن أختي تخرجت ومعها بكالوريوس أما هو ما زال طالبا في الكلية ولا يعمل-وقد استطعنا ان نرجعها للبيت مرة أخرى وأفهمناها أن الزواج بدون ولي باطل وألغينا عقد الزواج واتفقنا على أن يعود يتقدم ثانيا بعد الانتهاء من دراسته بدون وجود اتصالات ومقابلات بينهم ولكن بعد فتره اكتشفنا وجود مقابلات وبعد محاولات كثيرة لإبعاده دامت سنة كاملة فخيرها أبي ما بين مقاطعة ذلك الشاب وانتظار النصيب مع أي زوج آخر صالح أو أن تفعل ما تريد أن تفعله وحذرها أن أي زواج بدون أبي سيكون باطلا ولكنها كررت ما حدث ورحلت في الصباح وادعت أننا قمنا بطردها مرة أخرى وضربها رغم أن أبي قد قام بضربها لأنها كانت تتحدث مع أمي في الموضوع بطريقه غير لائقة ولكنه لم يطردها . مع العلم أن والدة ذلك الشاب منقبة ورغم ذلك صدقوها وأخذوها بمنزلهم وفوجئنا أمس أنهم عقدوا عقد النكاح (كتب الكتاب مرة أخرى) ويقولون إنهم تأكدوا أن الزواج الآن حلال فهل ذلك صحيح؟ علما بأنني سوف أرسل ردك عبر الإيميل إلى ذلك الشاب وأختي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالولي شرط لصحة عقد النكاح عند جمهور أهل العلم، فإذا تم النكاح من غير ولي فهو باطل وينقض ما لم يكن قد حكم بصحته قاض شرعي يقول بصحة العقد من غير ولي. وانظري الفتوى رقم: 10286، والفتوى رقم 4632.
وقد تقرر أيضا أن الولي ليس له أن يعضل موليته، وأن يمتنع عن إنكاحها الكفء إذا طلبت منه تزويجها إياه، وانظري الفتوى رقم: 53592.
وبناء على ذلك فإذا كان هذا الشاب كفؤا، فيجب على والدك أن يستجيب لطلب أختك بتزويجها إياه، وإن لم يكن كفئا فلا يجب عليه ذلك .
وعلى كل حال ليس لأختك أن تتزوج من الشاب بغير ولي، ونكاحها لهذا الشاب من غير ولي باطل، وعليها أن تفارقه فورا، ثم إذا كان كفؤا ولم يجبها والدها لنكاحه، فلها أن ترفع أمرها إلى القاضي الشرعي.
وإن لم يكن كفؤا فعليها أن تطيع والدها، وتلزم بيته حتى يتقدم لها الكفء، و ننصحها أن تتقي الله في والديها، فإن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، وبرهما من أوجب الواجبات.
نسأل الله أن يتوب عليها وأن يردها إلى رشدها.
والله أعلم.