عنوان الفتوى : حكم التحايل لأخذ مال من لا وارث له
جزاكم الله عن أمة الإسلام خير الجزاء، لدي مسألة أود من أصحاب الفضيلة العلماء إفادتي بها، قبل أيام جاءتني رسالة على بريدي الإلكتروني من شخص لا أعرفه، هذا الشخص موظف مسؤول في أحد البنوك الكبرى في إحدى الدول الأفريقية، عرض علي الرجل أن أشاركه في صفقة مالية كبيرة، القصة أن رجلا عربيا لديه رصيد كبير في ذلك البنك، توفي الرجل قبل خمسة أعوام ولم يجدوا من يرث تلك الأموال الكثيرة، وبقيت في البنك بلا استخدام مفيد لها، الغريب أن اسم قبيلتي مطابق لاسم قبيلة الرجل المتوفى، عرض علي الموظف أن أقدم وثائق للبنك أطالبهم بالميراث على أني الوريث الشرعي لذلك الرجل، يتم تحويل كامل المبلغ إلى حسابي، أحصل مقابل هذه المطالبة على نصف المبلغ المودع في البنك في حين يحصل الموظف المذكور آنفا على النصف الآخر، فهل يجوز أن آخذ المال، وهل يجوز أن استثمر المال واعتبره دينا أرده في حال وجدت وريثا له، وهل يجوز مسايرة الموظف حتى يتم تحويل المبلغ ومن ثم أتحفظ على المبلغ، في هذه الأثناء أبحث عن وريث شرعي للمال، وهل لي أن استثمر جزءاً منه وأرده إن ظهر الوريث، علما بأن رفضي لهذا العرض يعني البحث عن شريك آخر مباشرة وقد لا يتقي الله في المال، فأفيدونا يرعاكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه ينبغي على المسلم أن يكون فطناً ومتيقظاً إلى حيل المفسدين الذين يتوصلون إلى أخذ أموال الناس بشتى الحيل، ومن هذه الحيل أن يدعي شخص مجهول أن فلاناً من الناس توفي في بلد كذا وله أموال في بنك كذا ولا وارث له، وأن فلانا من الناس يوافق اسمه اسم المتوفي والمطلوب إرسال رقم حساب هذا الشخص.. إلخ، فإذا حصل المحتال على رقم الحساب استطاع أن يصل إلى مال ذلك الشخص المخدوع، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الشخص الذي بعث بالرسالة شخص فاسد بدليل عرضه مقاسمة صاحب الاسم مال المتوفى (المزعوم) فكيف يثق الأخ السائل في شخص مثل هذا ويرسل له برقم حسابه، وعلى كل فلو فرض صحة ما يدعيه المسؤول في البنك فإنه لا يحل له ولا للسائل أن يتصرفا في هذا المال لأنه لا ولاية لهم عليه، وهو مال الوارث الذي لم يظهر أو لم يُعلم بعد، والواجب البحث عن الوارث دون التعرض للمال.
والله أعلم.