عنوان الفتوى : هل يتخلف عن صلاة الجمعة بسبب الحر والرائحة الكريهة
أنا حصلت على إعارة في إحدى الدول الأفريقية وقد واجهتني صعوبة في صلاة الجمعة من حيث إن الخطبة ليست باللغة العربية ولا أفهم لغتهم وكذلك الرائحة الكريهة التي تنبعث من المكان والمصلين وكثرة الناموس الناقل للأمراض والحرارة الشديدة، كل هذه العوامل تحدث هناك وأريد فتوى، فهل يجوز لي أن أصلي صلاة الظهر في المنزل أم يجب علي أن أصلي صلاة الجمعة في المسجد مع الظروف التي ذكرتها سابقا، فأفيدونا أفادكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن ذكرنا في الفتوى رقم: 12857 صحة خطبة الجمعة بغير العربية في حال العجز عنها، وأن حضورها واجب على الجميع، ولهذا فلا يجوز للأخ السائل أن يتخلف عن الجمعة لهذا السبب، أما الروائح الكريهة والباعوض فليست من أعذار التخلف عن الجمعة ما دام تحملها في حدود الاستطاعة ولا يخشى على النفس منها، وبالإمكان التحرز منها أو من بعضها مثل أن يكون في آخر الصفوف ليسلم من الرائحة الكريهة ونحو ذلك.
أما الحر فإن كان حراً عادياً لا تحصل منه الأذية الشديدة فليس عذراً للتخلف عن الجمعة والجماعة، لأن من المعلوم أن وقت الجمعة يتفق مع الهاجرة وهو وقت لا يخلو غالباً من الحر في الكثير من البلاد، أما إذا كان الحر شديداً بحيث يتأذى منه، فقد نص فقهاء المذهب الشافعي على أن شدة الحر تبيح التخلف عن الجماعة إن حصل بها التأذي والمشقة وكذلك البرد، قال في تحفة الحبيب على شرح الخطيب معلقاً على ما في شرح الخطيب على متن أبي شجاع من أن شدة الحر والبرد من أعذار التخلف عن الجماعة: ولا فرق بين أن يكونا أي الحر والبرد مألوفين في ذلك المحل أو لا خلافاً للأذرعي، إذ المدار على ما يحصل به التأذي والمشقة. انتهى.
ومما ينبغي التنبيه عليه هنا هو أن العبادة لا تخلو من مشقة، وعلى المسلم أن يتحمل ذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى وامتثال أمره، فإن وصل به الحال إلى الخوف على النفس أو حصول المشقة الشديدة جاز له أن يتخلف عن الجمعة ويصلي الظهر بدلها، وانظر الفتوى رقم: 36118 لبيان أعذار التخلف عن الجمعة.
والله أعلم.