عنوان الفتوى : اتهام الأنبياء بالجنون دأب المكذبين
لماذا سمي الرسول عليه السلام بمجنون ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم -أخي الكريم- أنه ما أتى نبي قومه بدعوة التوحيد إلا نشطت ضده الدعاية المضادة المضللة للرأي العام متهمة إياه بالجنون تارة، وبالسفه والضلال والسحر تارة أخرى.
وقد جاء في صحيح البخاري أن ورقة بن نوفل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ليتني أكون فيها جذعا، إذ يخرجك قومك، قال: أومخرجي هم؟ قال: ما جاء أحد بمثل ما جئت به إلا أوذي وأخرج...
وكان هدف تلك الحملات الإعلامية هو صد الناس عن دين الله وحملهم على الإعراض عن رسله. والرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل مبعثه كان أعظم الناس أمانة في قومه وأرضاهم فيهم وأصدقهم حديثًا، ما جربوا عليه كذبًا قط، فلما بلغ رسالة ربه اتهموه بالكذب، وأنه ساحر أو مجنون. وهذا هو دأب الخليقة مع جميع رسل الله. قال تعالى : كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ* أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ {الذاريات: 52 ـ 53} .
والله أعلم.