عنوان الفتوى : يتوب ثم يهوي.. الداء والدواء
أنا شخص أبلغ من العمر 33 سنة، مشكلتي يا إخواني كبيرة جدا وحياتي غير مستقرة، ولكن الأمل في الله كبير، وسوف أشرح لكم هذه المشكلة، فأنا شخص أقترف جميع المعاصي: شرب الخمر والربا والكذب والنفاق وعقوق الوالدين، حاولت أن أتوب وألتزم بقدر الإمكان والتزمت فترة طويلة تقارب السنة ولكني عدت إلى نفس الحالة وتبت أكثر من مرة والتزمت ولكني عدت يا إخواني أنا والله أتألم من داخلي على الذي أعمله وأعيش حياة ليست فيها الراحة إلا بعض الأوقات وأصبت منذ فتره بعجز جنسي والآن لا أقدر أن أعاشر زوجتي، أيضا تراكمت علي الديون والآن أريد أصلي ولكن لا أقدر وأحس بضيق ونفور من الصلاة، يا إخواني أنا تعبت ومللت وأريد أن أرجع إلى الله ولكن والله لا أقدر، حاولت أكثر من مرة ولا نتيجة أنا أحس أن بي عملا أو عينا، المهم فيه أمر خطأ في حياتي، وأيضا قرأت فتوى لأحد العلماء تقول إن شارب الخمر إذا تاب من الشرب وعاد إليه أكثر من خمس مرات لا تجوز توبته وأنا تبت أكثر من مرة ثم عدت، هل فعلا توبتي لا تجوز، أرجوكم أرجوكم أفيدوني أفادكم الله وجزاكم الله ألف خير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بالإنابة إلى الله تعالى بصدق، وأن تعزم على نفسك بالتوبة وتجاهدها على الاستقامة والالتزام بدين الله تعالى، والبعد عن اقتراف جميع المعاصي، وأن تحرص على البر بوالديك والإحسان إليهما وطاعتهما فيما هو مشروع.
ولا يحملنك انتكاسك ورجوعك للمعاصي بعض الأحيان أن تقنط من قبول توبتك أو أن تفرط في بعض الأعمال ولاسيما الصلاة فتركها هو أعظم الذنوب بعد الشرك، فإياك والتواني في إقامتها في الجماعة، واستعن بها على هدايتك وبعدك عن الفحشاء، ففيها سؤال الهداية التي تعهد الله بالاستجابة لمن دعا به حاضر القلب مخلصا موقنا بالإجابة، وقد أخبر سبحانه أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فاحمل نفسك على القيام بها فإن فيها راحة القلب والعون على قضاء المطالب كلها.
وأكثر من الدعاء المأثور: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ولا مانع أن ترقي نفسك بالرقية الشرعية أو أن تسترقي من جرب منه النفع من أهل الاستقامة وصلاح المعتقد، ولو لم تكن مصابا بعين أو مس فقد نص النووي على جواز الرقية لغير المصاب.
وأما القول بأن شارب الخمر لا تقبل توبته بعدما تاب من شربه، فقد روى الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم يقبل الله صلاة أربعين صباحا... إلى أن قال في المرة الرابعة: فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال.
وقد حمل أهل العلم هذا الحديث على أنه للزجر والتهديد، قال المباركفوري في شرح الترمذي: هذا مبالغة في الوعيد والزجر الشديد، وإلا فقد ورد: ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة. رواه أبو داود والترمذي.
وبناء عليه فلا تتوان في التوبة مهما عظم جرمك وكثر شربك، واحرص على أن تستر نفسك وتجأر إلى الله تعالى أن يرزقك توبة صادقة، وتذكر حديث البخاري: أن عبدا أصاب ذنبا، فقال: رب أذنبت فاغفر لي، فقال ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا، فقال رب أذنبت فاغفره..إلى أن قال في الثالثة: غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء.
قال النووي: أي ما دام يذنب ويتوب. اهـ. أي يتوب التوبة المشروعة بأركانها وهي أن يندم على ما فات من الذنب ويقلع عنه في الحال ويعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، وهذا يدل على أن توبتك مشروعة دائما، ونرجو الله أن يقبلها منك ما لم تصل الروح الحلقوم أو تطلع الشمس من مغربها، وراجع في التفصيل فيما ذكرنا، وفي الوسائل المساعدة على تقوية الإيمان، وعلى قضاء الدينن وفي علاج الضعف الجنسي الفتاوى التالية أرقامها: 66163، 61553، 17308، 24031، 57184، 61553، 70322، 8343، 4307، 67949، 47551.