عنوان الفتوى : إجبار البنت على الزواج من قريب غير ذي دين
أنا فتاة مسلمة من ليبيا عمري الآن 26 سنة مؤهلاتي ليسانس آداب وقريبا ماجستير إن شاء الله ومعيدة بالجامعه لدي مشكلة عمرها الآن حوالي ثلاث سنوات ولقد حاولت إيجاد حل لها ولكن دون جدوى, ولقد أرسلت بها لأكثر من موقع استفتاء ولكن دون رد, وأنا لا حول لي ولا قوة, لا أعرف ما العمل لأرتاح منها. جزاكم الله خيرا وبارك فيكم لما تقدمونه وجعل الله الفرج على أيديكم إن شاء الله. من فترة 4 سنوات ونصف تقدم لخطبتي ابن خالتي, وهو إنسان تقي متعلم وخلوق ولكنه لم يكن لديه المال الكافي للزواج في ذلك الوقت, لذا طلبت منه عدم التقدم لخطبتي إلا عندما يكون مؤهلا لذلك ماديا لئلا يقابل بالرفض ومن ذلك وهو يعمل على ذلك, لقد أحببته بكل ميزة حملها فتعرفت عليه أكثر في فترة 4 سنوات فاتت. وتقدم لخطبتي رسميا وقبله والداي لكل محاسنه وكان أجمل خبر لي وكان هذا شهر فبراير 2005 وقابلته عدة مرات لنتناقش في أمور الفرح. ولكن حدث شيء مفاجيء بعد ذلك لم يكن في البال وهو أن ابن عمي وأهله عارضوا على ذلك قائلين" سهام ما تتزوج خارج العائلة, ونريدها لابننا". والأسوء أنهم أقنعوا والدي بذلك وقد اتصلوا بأهل ابن خالتي ليقولوا لهم ذلك. وحاولت مرات عديدة أفهمهم أنها ليست رغبتي وإني راغبة بابن خالتي الذي أحببته أن يكون زوجا لي على سنة الله ورسوله. ولكن رفضوا لدرجة قالوا لي بأني لا أعرف مصلحتي ولا يوجد داعي لمعرفة رأيك. وحاولت مرارا ملاقاة ابن عمي وأخبرته بكل ما حدث ليساعدني ولكن دون جدوى قال بأنه حريص على رضا والديه. بعد فترة حاولت الانقطاع عن ابن خالتي ولكن لم أستطع. وحاولت مجاراته ومسايرته ولكن لم أحبه لأنه لم يكن بحسن ابن خالتي. وبعد أن حكيت مع ابن عمي وجدت فرقا شاسعا بينهما وكلما تعرفت على ابن عمي أكثر كلما أحببت ابن خالتي أكثر. ولقد أخبرني ابن عمي بأنه قد جامع عدة نساء من فترة ماقبل الخطبة مدعيا أنه شيء لابد أن أعرفه عنه وكلما جالسته لا يوجد حديث لديه إلا عن الجنس فقط كلما جالسته كلما نفرت منه. ولقد حاولت بعد ذلك عدة مرات أن أفهمه بأني لست راغبة به ولكن لم يتغير وكان باردا جدا معي. وحاولت تفهيم ذلك لأبي وأمي ولكن هدداني بالبقاء بالمنزل وترك الدراسة وقالا لي بأنه لا محالة ستتزوجينه الصيف القادم. وأنا لا حول لي ولا قوة فما العمل؟ جزاكم الله خيرا أريد الرد في أسرع وقت .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في الفتوى رقم : 14701 ، أن من حق المرأة أن ترفض من كان غير مقبول في دينه وخلقه ، وأنه لا يلزمها طاعة والديها إن أمراها بالزواج به، وأما إذا أمراها بالزواج من كفء عدل مقبول في دينه وخلقه ففي حكم إجبارها خلاف بين أهل العلم مذكور في الفتوى رقم : 3006 ، والفتوى رقم : 75870 ، وعموما فننصح أباك وأمك بتقوى الله تعالى، وأن يختارا لبنتهم من يرضى دينه وخلقه، وأن لا يجبروك على الزوج ممن لا ترغبين في الزواج منه ، ووسطي بعض أقاربك لعلهم يتمكنون من إقناع والدك بما تريدين .
وننبهك إلى أنه لا يجوز لك الخلوة بابن عمك ولا ابن خالتك، ولا الحديث معهما على نحو ما ذكر في السؤال، كما لا يجوز لك كشف حجابك أمامهما .
والله أعلم .