عنوان الفتوى : حديث النفس والوسواس بين المؤاخذة والمسامحة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا مصاب بوسواس قهري يجعلني أتخيل أشياء وأحيانا تكون تلك الأشياء محرمة ولكن أحيانا عندما أدفع الوسواس يعود لي وهكذا، فهل إذا تخيلت نفسي أملك مالا كثيرا وأركب أفخم السيارات وأرتكب أشياء محرمة يستلذها قلبي مثل حب الظهور والشهرة، فهل هذا يتعارض مع القناعة ؟ حيث إني راض بقضاء الله والحمد لله ولكن يصعب علي أن أدفع تلك الأفكار ؟ علما أني كنت قد قرأت مقالات لأطباء نفسيين عن العلاج من مسألة الوسواس القهري وأفكر في الذهاب إلى طبيب نفسي للعلاج من مسألة الوسواس القهري فهل هناك مشكلة في ذلك ؟ وهل هناك أشياء يجب علي الاحتراز منها في ذلك ؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن نحيلك إلى علاج الوسواس القهري، فلك أن تراجع فيه فتوانا رقم: 3086 ، ثم إن مجرد الخواطر وأحاديث النفس لا يؤاخذ الله بها. قال الإمام النووي في كتابه الأذكار: فأما الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفو عنه باتفاق العلماء، لأنه لا اختيار له في وقوعه، ولا طريق له إلى الانفكاك عنه، وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل . رواه البخاري ومسلم .

وفيما يتعلق بذهابك إلى الطبيب النفسي للعلاج عنده، فلا حرج عليك فيه، وعليك فقط أن تعتقد أن ما يمكن أن يحصل من الشفاء هو بقدرة الله وإرادته. فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله . رواه البخاري ، ولأبي داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: نعم يا عباد الله تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا. قالوا: يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم .

والله أعلم .