عنوان الفتوى : مسائل في زيارة القبور
أفيدوني في الآتي: زيارة القبور لي فيها عدة استفسارات، قيل إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يزر أولاده وزوجاته في القبور، قراءة القرآن للميت هل تصل أم الدعاء فقط؟، قيل إن المسلم في زيارته للقبور يصل إلى بدايتها فقط ولا يدخل قبرا معينا للترحم على أهله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزر قبور زوجاته وأولاده قول مجانب للصواب، فبناته الثلاثة: زينب ورقية وأم كلثوم، وابنه إبراهيم، وزوجاته زينب بنت خزيمة أم المساكين, وريحانة بنت زيد بن عمرو رضي الله عنهم جميعاً كل هؤلاء ماتوا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ودفنوا في البقيع، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أنه كان يزور أهل البقيع ويستغفر لهم، وقال: وإن الله ينورها -أي قبورهم- عليهم بصلاتي. رواه مسلم وأحمد.
ومن مات منهم في مكة كخديجة وابنه القاسم لا يمكن الجزم بأنه لم يزر قبورهم، وعدم العلم بالشيء لا يدل على عدم وقوعه، بل ثبت عنه أيضاً أنه زار قبر أمه وبكى وأبكى من حوله، ومن المعلوم أنها ماتت على غير الإسلام.
وأما عن قراءة القرآن للميت هل تصل؟ فانظر لذلك الفتوى رقم: 2288 .
وأما زيارة قبر معين للترحم عليه فهذا جائز، وقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم صخرة على قبر عثمان بن مظعون رضي الله عنه وقال: أتعلم بها قبر أخي, ولأدفن إليه من مات من أهلي. رواه أبو داود. وقد زار قبر أمه إلا أنه لم يستغفر لها لأنها ماتت على غير الإسلام. وللفائدة نحيلك للفتوى رقم: 7410 حول آداب زيارة القبور.
والله أعلم.