عنوان الفتوى : موقف المسلم من أذى الجار
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وتقبل منكم، سؤالي هو: أنه لدينا جيران يربون ديكا كثير الصياح، وأكثر ما ينشط في فترة القيلولة وفي منتصف الليل، وبالطبع فقد قطع علينا النوم والراحة، وقد سبب لي معاناة شديدة في أيام الاختبارات خصوصا، وتأثر أدائي في الاختبارات سلبا بسبب قلة النوم! وقد طلبنا منهم أن يتصرفوا بشأنه ولكنهم لا يرغبون في ذلك، فهل يجوز لي إذا تمكنت من قتله أن أقتله دون علمهم، ثم أبدلهم بشيء أهديهم إياه يساوي ثمنه أو يزيد تعويضا لهم وإبراء لذمتي؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإسلام حث على الإحسان إلى الجار وجعل أذيته من كبائر الذنوب، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره. وفي رواية أخرى: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره. وحقوق الجيران متبادلة، فعلى كل واحد منهم أن يحسن إلى جاره ويكف عنه أذاه.. وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 46583، والفتوى رقم: 60282 نرجو أن تطلع عليهما.
ولذلك لا يجوز لجيرانكم أذيتكم أو إزعاجكم بأي وسيلة، وبإمكانكم أن تشيروا عليهم أن يحولوا ديكهم الذي يؤذيكم بأصواته إلى جهة أخرى من منزلهم بعيداً عنكم، وعليكم إذا لم يفعلوا أن تصبروا وتتحملوا... فإذا لم تستطيعوا فبإمكانكم أن تشكوا منهم للجهات المسؤولة لرفع الضرر عنكم، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر.... وفي المرة الثالثة أو الرابعة قال له: اذهب فاطرح متاعك في الطريق، فطرح متاعه في الطريق فجعل الناس يسألونه فيخبرهم... فجعل الناس يلعنونه ويقولون: فعل الله به وفعل وفعل.. فجاء إليه جاره وقال له: ارجع لا ترى مني شيئاً تكرهه. رواه أبو داود وغيره.
وأما الحل الذي ذكرت فإنه لا يجوز لما فيه من الاعتداء على ممتلكات الناس، وربما يترتب عليه ما هو أكبر منه إذا علم الجار بذلك، فعليك أن تسد ذلك الباب.
والله أعلم.