عنوان الفتوى : دية من مات خوفا من القنابل اليدوية والصوتية

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا أعيش في مدينة تغلب العادات والتقاليد على كل شىء وأسرتي 4 شباب(محمد شخص منهم) وأمي وزوجة أخي ، وقصتي هي أني كنت أعيش في بيت في شارع وذات يوم سمعنا خبرا سيئا وهو أن شخصا من عائلتنا (قبيلتنا) قتل شخصا من عائلة أخرى وهم جيران، وفي اليوم ذاته وحرصا على عدم تتابع الموضوع قمنا بفعل الآتي :1 - سلمنا للشرطة القاتل وأباه وإخوانه 2 - هاجرنا من البيت نحن وأكثر من عشرة أسر على أساس أننا سوف نعود قريبا بعد هدوء المشكلة 3 - تم إحراق بيت القاتل من قبل أهل المقتول.وبعد 17 يوما من الحادث تم حل جزئي بعودة جميع الأسرة إلى الشارع وبيوتهم ما عدى نحن وأسرة بيت عمي . والقصة الآن سوف تتحول إلي أخي محمد وهي أن أخي كان من الملتزمين بالصلاة وجميع العبادات وكان متدينا جيدا وعندما سمع قرار الرجوع إلا نحن وبيت عمي ذهب يقول هل هذا من الدين والشرع وكلمات أخرى كل هذا ونحن نعيش في بيت آخر في ضواحي المدينة وبعد 30 يوما قرر أن نذهب ونعيش في بيت مهجر قريب من بيتنا الأساسي وبحمد الله ذهبنا إلى ذلك البيت وتم تنظيفه وإحضار لوازم الحياة . وبعد خمسة أيام من ذلك ذهب أخي محمد إلي البيت الأساسي بدون وعي لأنه كان في حالة نفسية طفيفة لأنه سمع أن البيت سرق وعندما دخل البيت لم يره أحد وعندما سمع آذن الظهر خرج أخي من البيت للصلاة في المسجد(المسجد يقع خلفنا مباشرة الحايط بالحايط ولكن بابه من الشارع الآخر) رآه شخصان من عائلة المقتول، الشخص الأول كان متدينا وسكت وقال للشخص الثاني لا تقل لأحد لأن محمدا في حالة نفسية ولكن الشخص الثاني تبع الشياطين وترك محمدا يذهب إلى المسجد وذهب إلى أهله وقال لهم إن محمدا جاء إلى البيت وهو ممنوع من الدخول إلى الشارع وتجمع شباب عائلة المقتول أمام البيت الأساسي ومحمد أخي مازال في المسجد فذهب إلى باب المسجد ودون جدوى ورجع الشباب إلى البيت وتم إلقاء القنابل اليدوية والقنابل الصوتية على البيت والمسجد ومحمد مازال في المسجد ونتج عن ذلك صدمة نفسية عنيفة لمحمد حسب ما قال الدكتور وتم إخراج محمد إلى مكان آمن من قبل الناس ولكن بعد يومين بدأت تظهر عليه الصدمة وبدأ بعدم المشي سريعا ومن ثم عدم المشي تماما. عشرون يوم محمد لايتحرك لا يحكي إلا طفيفا ولا يمكنه تحريك اليدين والرجلين ومن ثم مات رحمة الله عليه ؟ ملخصا أريد أن أعرف ماذا يقول الدين في ذلك، قتل غير مباشر هل له دية نحن بحوزتنا أوراق طبية تقول إنه صدمة نفسية شديدة وكذلك عندنا شهود والقصة باختصار هي أنه أصدم بصوت القنابل وارتعش خوفا ؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن روح المؤمن عظيمة عند الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه:  وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا{النساء: 93}. وثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء. وروى أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال المؤمن معنقا ـ ومعنى معنقا: خفيف الظهر سريع السيرـ صالحا ما لم يصب دما حراما، فإذا أصاب دما حراما بلح، أي أعيا وانقطع. وروى ابن ماجه عن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإن أهل العلم صرحوا بأن القتل قد يحصل بالأفعال المؤدية إلى الإصابات النفسية كالتخويف والصياح على الشخص حالة غفلته ونحو ذلك، وأحرى إذا استخدم في ذلك القنابل اليدوية والقنابل الصوتية. ففي الموسوعة الفقهية: لا خلاف بين الفقهاء في إمكان حصول القتل بالتخويف، كمن شهر سيفا في وجه إنسان, أو دلاه من مكان شاهق فمات من روعته, وكمن صاح في وجه إنسان فجأة فمات منها, وكمن رمى على شخص حية فمات رعبا وما إلى ذلك. وقال ابن قدامة في المغني: ولو شهر سيفا في وجه إنسان, أو دلاه من شاهق, فمات من روعته, أو ذهب عقله, فعليه ديته. وإن صاح بصبي أو مجنون صيحة شديدة, فخر من سطح أو نحوه فمات أو ذهب عقله, أو تغفل عاقلا فصاح به, فأصابه ذلك فعليه ديته تحملها العاقلة. فإن فعل ذلك عمدا, فهو شبه عمد, وإلا فهو خطأ.

وبناء على هذه النصوص، فإن الشخص المذكور يعتبر مقتولا قتلا شبه عمد، وتلزم لورثته الدية المغلظة على عاقلة قاتليه .

والله أعلم .