عنوان الفتوى : الحكمة من وجود الجدران حول قبر النبي وصاحبيه
لماذا يحجب قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنهم عن الرؤيا من خلال ستارة و شبك معدني؟ وهل ورد ذلك شرعا ؟ حيث أن رؤية القبر عيانا دون حاجز ( يمكن وضع حاجز زجاجي مع إبقاء الحرس أو المنظمين) لها أثر عميق في قلبي وقلوب كثير من المسلمين ممن تحدثنا إليهم ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحكمة من ذلك هي أن تبقى القبور خارجة عن المسجد النبوي ، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ، فالقبور الثلاثة الشريفة وإن كانت الآن ملاصقة للمسجد إلا أنها تعد مفصولة عنه بالجدران الثلاثة المحيطة بها ، وقد دفن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه في حجرة عائشة رضي الله عنها ، ولم يدفنوا في المسجد ، وهذا متحقق إلى الآن ببقاء الجدران ، ولو أزيلت وجعل بدلا منها زجاج كما يقترح السائل لكان في ذلك إدخال للقبور داخل المسجد .
وقد راعى عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما عند توسعة المسجد النبوي عدم توسعته من جهة بيوت النبي صلى الله عليه وسلم المشتملة على قبره الشريف ، وروعي في التوسعة الأخيرة أيضا عدم اشتمالها على الجهة اليسرى ، حتى لا تتوسط القبور الشريفة المسجد النبوي ، فتبقى بذلك ملاصقة له لكنها غير داخلة فيه ، ولمعرفة آداب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وراجع الفتوى رقم : 24964 .
والله أعلم .