عنوان الفتوى : رعاية الطفل المعوق وعدم تركه ليموت
قد رزقت بمولود ابن تسعة أشهر لكن قلبه توقف حال الولادة فانقطع الأوكسين عن المخ فقام الأطباء بإنعاش القلب وتنشيطه فعاد لحالته الطبيعية لكن المخ لايعمل لأن خلاياه ضمرت نتيجة لنقص الأوكسجين حال الولادة ، والولد الآن في شهره الرابع ولكنه في غيبوبة منذ الولادة ،لا يبكي ولا يفتح عينيه؛ فقط يحرك رأسه ويديه ورجليه قليلاً ، والأطباء يقولون إن حالته ميؤوسٌ منها، ونبض قلب الولد ربما يخف أويكاد ينقطع فيتدخل الأطباء بإعطاء الولد منشطات للقلب ليعود لحالته الطبيعية ؛ ولكن الولد إن عاش فسيعيش على الفراش معذبا لأنه يتألم بدون صوت، فهو يتألم ووالداه يتألمان من أجله لأنه قد يعيش حياته على هذه الحال الأليمة ؛ ولكن الأطباء يسألونني : إذا خفّ نبض القلب هل يتدخلون بإعطائه منشطات للقلب ليعود لحالته الطبيعية ليعيش على حاله السالف بيانها أم يتركونه على حالته هذه ليأخذ قدره يتركونه للموت لأن الموت قد يكون أفضل لمثل حالته الميؤوس من شفائها ، علما أنه وحيد أبويه وغذاؤه عبر أنبوب موصّل إلى المعدة عبر الحلق،فأنا محتار ولا أدري بم أرد على الطبيب ؛ لذا فإني أرجوكم غاية الرجاء إفتائي في هذه المسألة ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الطفل إذا لم يعط منشطات للقلب فسيموت ، فإن إمساكها عنه يعتبر تسببا في قتله ، وذلك حرام ، لأنه قتل للنفس التي حرم الله بغير حق ، وفاعله يلزمه ما يلزم القاتل .
ثم إن الحامل على ما ذكر هو اليأس من شفاء الطفل ، وذلك قنوط من رحمة الله تعالى ، وقد قال تعالى : وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر: 56 } وقال تعالى : وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف: 87 } وإذا كان الشرع الحكيم نهى عن تمني الموت لضر نزل بالإنسان ، فكيف بالقتل أو المساعدة عليه .
فاعلم ــ إذا ـ أن الله تعالى أعلم بما سيكون عليه حال هذا الطفل ، وقد خلقه على الكيفية التي هو عليها لحكمة لا يعلمها إلا الله ، ولا يجوز التسبب في قتله ولو تُحقق أنه سيعيش معوقا .
وعليه فواجبك أن ترد على الطبيب بأنك لا تقبل بحال من الأحوال قطع منشطات القلب عن الطفل ، وأنه إن فعل ذلك فسيتحمل المسؤولية .
والله أعلم .